شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الكلمة المعجزة
ـ وقالها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، كانت كلمة معجزة خبراً وعمل الإعجاز إرهاصاً. فالإرهاص بشرى بين يدي النبي كأنما هو إعداد للعربي إذا ما توحد تحت راية الإِسلام وفي ظل التوحيد يرتفع بها رأسه إلى السماء، وتفتح الأرض بين يديه، تسود فيه وحدة العقيدة وبيان اللغة ومآذن المساجد. فالكلمة المعجزة والإِرهاص هي قوله عليه الصلاة والسلام ، يخبرك عن يوم (ذي قار): ((اليوم انتصف العرب من العجم، وبي نصروا)) وي كأن النصر بك يا محمد قد أنعم الله به على العربي بعد أن كان العرب مزقاً في أقاليم، يستعمرها الرومان والفرس والأحباش، أما الذين منعتهم صحراؤهم وصانهم حرمهم فقد كانوا الذين أعدّهم الله ليكونوا جيش النصر وقادة النصر، وأباطرة الأرض.
لقد كان العربي قبل الإِسلام وقبل ذي قار نهب الرعب، يصنع منه الخوف أن يكون، ولو لبس ثوب الملك، في دمشق والحيرة وصنعاء ومن إليهن، عوناً للمستعمر، سلاماً في يد الرومي والفارسي والحبشي. لكن الصحراء استعصت كأنما بقيت تفصّح لغتها، تتكل دون عمد ليكون بعد العربي صانع التاريخ، أعاد لذاته مجد الأيام التي ساد فيها قبل أن تحول إلى شعوب، قوميتها بالإقليم، وإقليمها قومية حصرت نفسها حتى استغول عليها الأجنبي، فالإِسلام الدين، والعروبة الوحدة، كانت قد أنشئت يوم النصر في ذي قار. وتسامت يوم استغول الشيباني الثاني المثنى بن حارثة يقول لابن عمه صاحب يوم ذي قار: ((أنا بعدك على الأثر)) وقد جاءت وحدة الإِسلام، أستغول في ريف العراق، أطارد الفارسي، فأنت الطليعة وأنا بعدك وسيأتي رجال من الصحراء عدنانيون وقحطانيون يكملون ما ابتدأت وما لما أنتهي به بعد.
إن النصر لم يكن إلا بوحدة الجيش وجيش الوحدة، وبالآمال وليست هي إلا أن يكون العربي سيد نفسه، صوّان أرضه وعرضه.
وجاء خالد بن الوليد، مدداً للمثنى يتولى القيادة، وكان هناك عربي من تغلب اسمه عُقَّة، كان له من اسمه نصيب هو العقوق، التحق أولاً هذا العقوق بطليحة الأسدي يوم أعلن طليحة ردَّته وكذبته حين إدَّعى النبوة، فانهزم أمام خالد، وهرب عُقَّة إلى الفرس، كأنه يطمع أن يكون خلفاً للمناذرة. وسار خالد قائداً جيشه فارسياً في ((ذات الخنافس)) وكان الجيش الفارسي يقوده (المرزبان) فدعا عُقَّة يبعثه يواجه ابن الوليد. فقال المرازبة يعترضون لماذا ترسل هذا العربي؟ فقال المرزبان: إنه كلب ينبح لنا، فإن انتصر على خالد كان نصره لنا وإن هُزم فإنه سينال بعض ما يتعب الجيش المسلم، ولكن سيف الله أبا سليمان خالد بن الوليد لم يدعها فرصة لعُقَّة، اقتحم الميدان بالأشقر يختطف عقة من حصانه يخبط به الأرض تتحطم أضلاعه، عربياً خان قومه إلى جهنم وبئس المصير. ولم يصبر خالد، اهتبلها فرصة فأسرع ينيم الفرس على طعامهم، يهجدهم هجدة نال بها النصر. وبعدها يأتي دور الصديق أبي بكر رضي الله عنه تبلغه البشرى فيخرج هذا الوقور هذا التقي النقي الذي لم يكن تيَّاهاً طول حياته كأنه يزف نفسه بإيمانه، وبفرحة النصر ينادي في المسجد، مسجد محمد يقول: (يا معشر قريش عدا أسدكم على الأسد فأجلاه عن فراذيله، أعجزت النساء أن يلدن مثل خالد).
لم تعجز النساء فقد جاء بعد خالد رجال كانوا الفاتحين الصامدين ولكن كما قال تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (مريم: 59).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :669  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 227 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .