شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الماضي والحاضر
ـ وكانت عجوز من علية قريش تطوف بالكعبة فنظرت فإذا رجل طوال قد بز الناس طولاً، فقالت: من هذا؟ فقالوا لها: هو علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. فقالت: ((كل عام ترذلون)). أي لا يأتي عام بعد عام إلا وتحدث من الرذائل ما لم تكن في العام قبله، وما هي الرذيلة التي عبرت عنها هذه المرأة، فلقد قالت: لقد رأيت علياً هذا يطوف بجانب أبيه عبد الله بن العباس ولا يكاد رأس علي يصل إلى كتف أبيه عبد الله، ورأيت عبد الله يطوف بجانب العباس ولا يكاد رأس عبد الله يصل إلى كتفي أبيه العباس، ورأيت العباس يطوف بجانب أبيه عبد المطلب ولا يكاد رأسه يصل إلى كتفي عبد المطلب، لقد صدقت فقد كان عبد المطلب أبيض طوال، كان وجهه هالة بدر.
ولعلّ عمر بن عبد العزيز قد عبر عن ذلك في صورة أخرى. فقال: ((ستحدث للناس أقضية، بقدر ما أحدثوا من الفجور)) فكلما طال الزمن، دالت دول، وتبدلت أحوال، ولم يكن ذلك إلا بأسباب، تأتي بعدها أحداث. فلئن كانت نتيجة للأسباب التي سبقت، فإنها تصبح في الوقت نفسه أسباباً تتأتى بعدها أحداث جديدة.
وكأنما معاوية بن أبي سفيان قد عبر عما قاله عمر بن عبد العزيز، وما قالته العجوز القرشية بكلمة أحاط بها أسلوب بياني، فأولئك الرجال وأولئك الأمهات كان لسانهم البيان والتبين.
وهكذا تتبدل الأحوال، حتى ليستخبثوا الطيب ويستطيبون الخبيث.
وجماع كل ذلك كلمة عبد الله بن عمر أنصف بها عثمان بن عفان، فقال: ((لقد أنكروا على عثمان أموراً لو فعلها عمر لما أنكروها عليه)). وحين طلب عثمان من عبد الله بن مسعود أن يرجع من الكوفة وقد كان الأمير عليها، اجتمع إليه أهلها فقالوا لا تذهب ونحن نحميك منه، فقال رضي الله عنه: ((إن علي له حق الطاعة ولن أكون أول من فتح باب فتنة)).
وأقبل الوليد بن عقبة بن أبي معيط أميراً على الكوفة من قبل عثمان بن عفان، فلقيه سعد بن أبي وقاص، فقال له: ((لا أدري أصلحت بعدنا أم فسد الناس)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :662  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 220 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .