شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هذه هي الديمقراطية
ـ وما كنت أود أن أكتب عن موقف تجلت فيه الديمقراطية على صورة ما أجملها. إن هذا الموقف الديمقراطي الذي أود أن أكتب عنه الآن أنعته بالديمقراطية تقليداً لما يجري به التعارف الآن حين يكون الملك مخالطاً لشعبه، كبيرهم الأخ وصغيرهم الابن.. فعل الاسم الصحيح هو الموقف الراحم حين يكون الملك حاكماً عادلاً، مسؤولاً عن الرعية، رائداً لا يكذب أهله.
ولعلّ الذي دعاني أن أكتب بعد تردد هو المواقف التي تنال من قيمة الدولة، المملكة العربية السعودية، لا أقول بداعي الحقد ولا بدافع المرض وإنما هي نزعات شيطان العمالة.. عمالة من نوع جديد.. لم يستأجر عليها وإنما هو يدفع الأجور للذين يقولون له معك حتى كالبهم واستكلب عليهم تعاووا عليه.
إن هذه المواقف السلبية من هؤلاء ما هي إلا عطاء إيجابي لإِسرائيل، فالشذوذ عن التضامن والسباب، والفخار بما يسميه التصدي ليس إلا أن تكون الفرقة القوة الأولى في يد اليهود. فكل العرب موضع التعدي من إسرائيل.. تصب عليهم الهلاك جزءاً جزءاً ما دام الكل لا يجتمع.
فالموقف الديمقراطي الذي سقت أمامه هذه المقدمة هو ما كان على هذه الصورة التي تجلت فيها سعة الصدر.. فبعد مغرب الأربعاء في الأسبوع الماضي وفي الديوان الملكي بجدة وبعد خروج الكثيرين من الضيوف والشعب العربي السعودي من قاعة الطعام بعد العشاء وقف جلالة الملك فهد في الصالة الواسعة ونحن نشرب القهوة العربية كما جرت به العادة.. ووقف عربيان قبليان ومن القرية عفيف التي أصبحت المدينة عفيف.. تقدما أمامه بالشكوى، فسمع لهما وأرشدهما إلى أن يراجعا إِمارة الرياض فأخذا يلحان كل منهما يتكلم، واتسع صدر الملك يسمع وطالت الوقفة وإذا المشاهدون يعجبون من صبر الملك وسعة صدره.. يقف مدة أكثر من ربع ساعة يرشد ولا ينهر.. يسمع ولا يقهر.. فقلت لبعض الأخوان وكلهم قالاها معي: إن هذه هي الديمقراطية.. وزاد كرم الملك أن أرسلهما مع مندوب بعد الساعة العاشرة ليلاً إلى سمو أمير الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز يعطيهما الوعد بأنهما لن يظلما في حق. وكان من بين الضيوف مفتي سوريا فلعلّه ذكر مما علم أن الملك فهد قد انتزع إلى عرق فاقتدى حين اهتدى بهدي السلف الصالح. الضعيف عندهم هو القوي حين يعطى حقه.. والقوي هو الضعيف حين يؤخذ الحق منه.
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1322  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 208 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.