شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ملتقى الآراء
أيها الملك، فهد بن عبد العزيز:
وأنت ميمون النقيبة، عرفناك نجيباً في كل وقت، فإذا ما ازدحمت الأمور، وافيتنا بتفريج الكرب، وهل هناك كرب أكثر من الجهل، فإذا أنت الأمير الوزير، تطارد الجهل في القرية والمدينة وبيت الشعر، فما شقيت بك المعرفة، وإنما الشقوة للجهل. وقد أفاء الله عليك من النعمة، حين لم تبخل أرضك بالعطاء، وحين كسوت أرض شعبك بالوفاء، فما كادت تمضي أيام أربعة من هذا الشهر الكريم (رمضان) حتى منحت أفئدة شعبك أن تنطلق ألسنتها بكلمة الشكر، فالشكر إعراب، لا عن المسرة بالعطاء فحسب، وإنما عن الكفاءة بالوفاء، الوفاء منك أن تعطي، كأنما أنت بهذا العطاء الشاكر لله، والوفاء من شعبك، أن يأخذ ما أعطيت، ليكون العطاء، الشكر الذي هو العمل، فالواجب علينا جميعاً أن لا نترك اللسان يشكر وحده، بل الفؤاد يواكب اللسان، وإنما أنت قد دعوت عضل الرجال، أن يعمل شكراً، اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً .
ولم تكن هذه المنحة، ريالات دخلت جيب من يستحقها، وإنما هي الرعاية منك، ملأت أفئدة الشعب كله، إخلاصاً للولاء، فما أشد ما نحتاجه اليوم، إلا أن نكون في الولاء كأسنان المشط سواسية، أسرة واحدة، في ظلال كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة.
إن البسمة التي تشع نورها، على فم من أعطيت، نداء أن الواحد للكل، والكل للواحد، في وقت توزعت أمة العرب، إلى أوزاع، نرجو أن لا يكون الوازع فينا نحن شعبك، إلا أن نكون، الصوانين لما ورثنا، الحافلين بتراثنا، لا نحرم من عق، ونرجو العودة لمن انشق، لا يحملنا الجحود على أن نبخل، وإنما تحملنا أمانة هذا البلد، الكيان الكبير، جزيرة العرب، تراث محمد عليه الصلاة والسلام، المملكة العربية السعودية، على أن نكون الدعامة، ترفض المذلة، وتبني للوفاق، بذلك نطرد اليأس، بذلك لا نعطي المأساة، أن تحدث آثاراً سلبية، بل تدعو إلى أن يكون الإِيجاب عملك، فأنت صاحبه، فما أكثر ما صبرنا، حتى إن الصبر قد سخر من القهر، قهر الظروف التي تحيط بالشعوب العربية الآن.
أيها الملك، لك التحية والتهنئة، لكل موقف تقفه، ولكل عطاء تمنحه، من شعبك، ومن الشعوب التي ما زالت شاكرة غير ناكرة.
عش طويل عمر، سديد رأي، حليفك التوفيق، فالله جلّ جلاله، ناصر من ينصره، ولنعم التوفيق نعمة، حفظك الله، تجمِّع ولا تفرِّق، وتصون ولا تبدد، والله من وراء القصد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1178  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 207 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.