شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عَمْرُو بن عَبَسَة
عمرو بن عبسة (كسلمة) صاحب رسول الله. فليس هو بالمغفور. يعرفه المحدّثون والفقهاء، ولكن أغلب المسلمين لا يعرفون عنه شيئاً.
إنه رابع أربعة في الإسلام: محمد وأبو بكر وبلال وابن عبسة.. هذا ما يفخر به، ويفخر أبو ذرّ معه بأنه ربع الإسلام أو خمسه، ولعلّهم عدّوا الرجال.. فلم يعدوا الفتى علياً بن أبي طالب، وأم المؤمنين خديجة والمولى زيد بن حارثة. والربع أو الخمس وحتى إلى العشر: أليس هذا كبيراً يفخر به؟ وأنه وأبو ذر ليفخران بأنهما ما آمنا إلا بسعيهما يبحثان عن الهداية. إنهما مبصران: عزفاً عن عبادة الأوثان ووحَّدا الواحد الديان فآمنا برسالة الرحمن يبعث بها محمداً سيد بني الإنسان. صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين.
تحدثوا عنه: قال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة بأي شيء تدّعي أنك ربع الإسلام؟ قال: إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة ولا أرى الأوثان بشيء، ثم سمعت عن رجل يخبر أخباراً بمكة ويحدّث بأحاديث، فركبت راحلتي حتى قدمت مكة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم. مستخفياً وإذا قومه جزءان فتلطفت حتى دخلت عليه، فقلت ما أنت؟ قال: أنا نبي، فقلت: وما نبي؟ قال: رسول الله. قلت: الله أرسلك؟ قال: نعم، قلت: فبأي شيء؟ قال: بأن يوحِّد الله ولا يشرك به شيء، وكسر الأوثان وصلة الأرحام. فقلت له: من معك على هذا؟ قال: حر وعبد. وإذا معه أبو بكر وبلال. فقلت له: إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت أني قد ظهرت فالحق بي. قال: فرجعت إلى أهلي وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة وقد أسلمت. قال: فجعلت أتخبر الأخبار حتى جاء ركبه إلى يثرب فقلت: ما فعل هذا الرجل المكي الذي أتاكم؟ فقالوا: أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذاك وحيل بينهم وبينه.. وتركت الناس إليه سراعاً فركبت راحلتي حتى قدمت عليه المدينة فدخلت عليه فقلت: يا رسول الله تعرفني؟ قال: نعم ألست الذي أتيتني بمكة؟ فقلت: بلى، فقلت يا رسول الله علمني مما علمك الله وأجهل.
وتحدثوا أنه قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية وذلك أنها باطل، فلقيت رجلاً من أهل الكتاب من أهل تيماء فقلت: إني امرؤ ممن يعبد الحجارة فينزل الحي ليس معه آلة. فيخرج الرجل منهم فيأتي بأربعة أحجار فينصب ثلاثة لقدره ويجعل أحسنها إلهاً يعبده ثم لعلّه يجد ما هو أحسن فيتركه ويأخذ غيره إذا نزل منزلاً سواه، فرأيت أنه إله باطل لا ينفع ولا يضر فدلِّني على خير من هذا. فقال: يخرج من مكة رجل يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها فإذا رأيت ذلك فاتبعه فإنه يأتي بأفضل الدين. فلم تكن لي همة منذ قال لي ذلك إلاّ مكة، فآتى فأسأل: هل حدث فيها حدث؟ فيقال لا: ثم قدمت منزلي الذي كنت أنزل بمكة فسألت عنه فوجدته مستخفياً ووجدت قريشاً عليه أشداء فتلطفت حتى دخلت عليه فسألته فقلت: أي شيء أنت؟ قال: نبي. قلت: ومن أرسلك؟ قال: الله. قلت: وبم؟. قال: بعبادة الله وحده لا شريك له وبحقن الدماء وبكسر الأوثان وصلة الرحم وأمان السبيل. فقلت: نعم ما أرسلت به، قد آمنت بك وصدّقتك.. أتأمرني أمكث معك أو انصرف؟ فقال: ألا ترى كراهية الناس ما جئت به فلا تستطيع أن تمكث.. كن في أهلك، فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجاً فاتبعني.. فمكثت في أهلي حتى إذا خرج إلى المدينة سرت إليه فقدمت المدينة فقلت: يا نبي الله أتعرفني: قال: نعم. أنت السلمي الذي أتيتني بمكة فسألتني عن كذا وكذا.. وقلت لك كذا وكذا، فاغتنمت ذلك المجلس وعلمت ألا يكون الدهر أفرغ قلباً لي منه في ذلك المجلس. فقلت: يا نبي الله أي الساعات أسمع؟ قال: الثلث الآخر، فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى تطلع الشمس فإذا رأيتها طلعت حمراء كأنها الحجفة فأقصر عنها فإنها تطلع بين قرني شيطان فيصلي لها الكفار فإذا ارتفعت قيد رمح أو رمحين فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى يساوي الرجل ظله فاقصر عنها فإنها حينئذ تسجد جهنم، فإذا أفاء الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى تغرب الشمس. فإذا رأيتها غربت حمراء كأنها الحجفة فأقصر. ثم ذكر الوضوء فقال: إذا توضأت فغسلت يديك ووجهك ورجليك، فإن جلست كان ذلك لك طهوراً، وإن قمت فصلَّيت وذكرت ربك بما هو أهله انصرفت من صلاتك كهيئتك يوم ولدتك أمك من الخطايا.
هذا الصحابي الجليل قد اهتدى لنفسه فهداه الله. وإنها لبطولة أن يطرد الباطل ويجري وراء الحق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :775  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 205 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.