الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

كلمة الأستاذ محمد حسين زيدان

ثم أعطيت الكلمة لأستاذنا الكبير محمد حسين زيدان فقال:

- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله النبي الكريم..

- أبدأ أقول إخواني قبل أن أنادي الأمير.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أيها المواطن العربي السعودي سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، لم أنادك بلقب الإِمارة فالألقاب التي تحملها وطنية ابناً لسلمان، ابناً لعبد العزيز، هي ألقاب التشريف لك، ولقد شرفت بك حينما عانقت بعملك النسب العالي بالسبب المعتلى بالحسب المرتفع، فقد حفظت عن أجدادك العرب هذا الأثر، إذ قالوا: من أَبْطأَ به حَسَبُهُ لم يُسرع به نسَبه. نسبك العالي أكرمته بالسبب ألا وهو دينك الإِسلام، وأكرمته أكثر بالحسب حينما تعلمت فارتفعت بالعلم والمعرفة. حينما كنت طياراً، حينما أصبحت رائداً. أتدري ما هو الأثر الذي تركته فيَّ بالذات؟ لقد كنت يمينياً متطرفاً، لا أصدق أن هناك أقماراً صناعية ولا سفن فضاء، ذلك لأني نشأت في عصر مضى، فقد طلبت من والدي أن يشتري لي "درَّاجة" فقال: أي بني أتركب حُصان إبليس؟ وعندما رآني أُمسك المسَّاحة المطاطية، قال: أخرجها من فمك يا ولدي إنها من جلد خنزير. وحين ركبت السيارة أدركني الخوف، وكنت أكثر رعباً حين ركبت الطيارة، ولم أعترف وأنا يميني متطرف بأن هناك قمراً صناعياً أو أن هناك سفن فضاء، ولكن أنت جئت فعلمتني ذلك.. جعلتني معتدلاً، لا يسارياً متطرفاً، ولا يمينياً متطرفاً، وإنما سعودياً معتدلاً.

- عندما أطلق الأمريكان قمرهم الصناعي جاء ولدي من أمريكا وكان يحمل شهادة الدكتوراة ولله الحمد، سألته: هل رأيت القمر الصناعي صعد إلى السماء؟ فقال كل الدنيا رأته إلاَّ اثنان اليساري المتطرف شواين لاي، واليميني المتطرف أنت. هكذا جعلتني معتدلاً أعرف القمر الصناعي وأعرف سفن الفضاء.. كنت رائداً تعلمنا الجسارة، تعلمنا الشجاعة، تعلمنا.. ترفع عن كواهلنا التزمت، ترفع عن كاهلي أن أكون يمينياً متطرفاً بل لأعود فأكون معتدلاً سعودياً.

- أحييك أشكرك، فأنت حين نهضت أنهضت وحين ارتفعت رفعت.. ليس ذلك غريباً عليك، فأنت من آباء وأمهات أجاد الله علينا بهم فجادوا حين سادوا فسودونا بهذا التفوق الذي نحن فيه، عشت للعمل تحظى بالأمل؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.