شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشاعر الكبير عمر أبو ريشة يُلقي شيئاً من شعره
ثم طلب الجميع من الشاعر الأستاذ الكبير عمر أبي ريشة أن يلقي شيئاً من شعره فلبَّى الطلب وقال:
- إني فيما أكتب لست شاعر بيت ولكني شاعر قصيدة. تعودت أن أختم كل قصيدة من قصائدي ببيت أسميه بيت المفاجأة.. على سبيل المثال: كنت في كاتمندو عاصمة النيبال وعشت حادثة غريبة لا أرويها نثراً بل أسمعكم ما قلت فيها.. كنت على موعد في تلك البلدة الجاثمة على جبال الهملايا.
قالت مللتك اذهب لسـت نادمـة
على فراقك إن الحب ليـس لنــا
سقيتك الـمر مـن كأسـي شفــيت بهــا
حقدي عليك فمـا لـي عـن شـقاك غـنى
حسبـت دنيا نعيمـي فيك ماثلـة
فخاب ظني فألفيـت النعـيم ضـنى
لـن أشتـهي بعـد هــذا اليــوم أمنـية
لقد حمــلت إليها النعش والكفنـا
قالت وقالـت ولم أهمـس بمسمعها
مـا ثـار مــن غصـص حرى وما سكـنا
تركتُ حجرتهـا والدفء منسربــاً
والعطر منسكبـاً والعمـر مرتهـنا
وسرت في وحشتي والليـل ملتحف
بالزمهرير وما في الأفـق ومض سنى
ولم أكد أهتـدي دربي على حدسٍ
واستلين عليـه المركـب الخشنـا
حتى سمعت ورائي رجـع زفرتهـا
حتى لمست حـيالي قدهـا اللدنا
نسيـت مـا بي هزتني فجاءتهـا
وفجرت من حناني كل ماكمـنا
وصحت يا فتنتي ما تفعلـين هنا
البرد يؤذيك عودي لن أعود أنـا
- لقد سمعتم كيف قدم كل من العزيزين الغاليين نفسيهما، وأنا أحب أيضاً أن أقدم إليكم بكل اعتزاز وتواضع كما تريدون نفسي:
ربِّ ضـاقت ملاعـبي
في الـدروب المقيَّـدة
أنـا عمـر مخضـب
وأمـانٍ مـشــرَّدة
ونشيـد خنقـت في
كبريائـي تنـهــده
ربِّ ما زلـت ضـارباً
مـن زمـانـي تمـرّده
بسـمـاتي سـخيـة
وجـراحي مضمـدة
- وهذه صورة أخرى:
تتساءلين علاما يحيا هؤلاء الأشقياء
المتعبون ودربهم قفر ومرماهم هباء
الواهمون الذاهلون أمام نعش الكبرياء
الصابرون على الجراح المطرقون على الحياء
أنستهم الأيام ما ضحك الحياة وما البكاء
أزرت بدنياهم ولم تترك لهم فيها رجاء
تتساءلين وكيف أدري ما يرون على البقاء
امضي لشأنـك اسكـتي.. أنـا واحـد مـن هؤلاء
 
- وكنت في طريقي إلى سنتياغو بشيلي، وكنت أول سفير عربي يزور تلك البلاد بصفة رسمية، وكنت سفيراً في الأرجنتين، وكنت على متن طائرة وإلى جانبي فتاة على غاية بعيدة من الجمال. كنا نتحدث وتجاذبنا شتى الأحاديث فوجدتها تجلى في كل حديث، وسألتها من تكونين؟ فقالت لي: إن الدم العربي يجري في عروقي.. وأطرقت، فظنتني احتقرتها. فقالت لي: يبدو لي على سعة اطلاعك أنك تجهل من هم أجدادي العرب. وأخذت تحدثني عما ترك العرب في الأندلس، ثم التفتت إليّ وقالت: هؤلاء هم أجدادي. فمن تكون أنت؟ قالت هذه الجملة بكل عنفوان وبشيء من الازدراء أيضاً.. في تلك اللحظة كانت الطائرة تهبط في المطار وكان المطار يعج بالمستقبلين العرب المهاجرين هناك.. أذكر كانت الوزارة تحوي ثلاثة وزراء يتكلمون العربية ومن أصل عربي طبعاً ويعتزون بعروبتهم أيضاً، فرأت هذا الجمع الغفير يستقبل من كانت تتحدث إليه، فعرفت من أنا. وفي اليوم الثاني جاءتني بقصيدة مترجمة إلى اللغة الأسبانيولية وأنا أجيد اللغة الأسبانيولية أيضاً، فكتبت هذه القطعة باللغة الأسبانيولية ثم كتبتها باللغة العربية.
وثبـت تـستقـرب النـجم مجـالاً
وتـهادت تسـحب الذيـل اختيـالاً
وحيـالـي غــادة تلـعـب فـي
شـعرهـا المائـج غنـجــاً ودلالاً
طلـعـة ريـــا وشـيء بـاهـر
أجمـالٌ؟ جـلَّ أن يسـمـى جمـالاً
فتبـسـمـت لهــا فابتـسـمت
وأجـالت فـيَّ ألحـاظاً كـسـالى
وتجـاذبـنا الأحـاديـث فمــا
انخفضت حسـاً ولا سفت خيـالاً
كـل حـرف زل عن مرشـفهـا
نثـر الطيب يمينــاً وشـمــالاً
قلت يا حـسنـاء من أنت ومـن
أي دوح أفـرع الغصـن وطـالا
فأجـابـت أنـا من أنـدلــس
جنـة الـدنيـا عبـيراً وظـلالاً
وجدودي ألمح الدهر على ذكـرهم
يـطـوي جـناحيــه جــلالا
حملوا الشـرق سنـاءً وسنــــاً
وتخطـوا ملعب الغرب نضـــالا
فنـما المجــد على آثـارهـــم
وتحدى بعد مـا زالوا الـــزوالا
هؤلاء الصيـد قومي فانتســـب
إن تجد أكرم من قـومي رجــالا
أطرق الطرف وغامـــت أعـيني
بـرؤاهـا وتجاهلت الســؤالا
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج