شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشاعر عبد المحسن حليت ينشد شيئاً من شعره
ثم طُلب من الشاعر عبد المحسن حليت أن ينشد بعض قصائده فلبى الطلب وقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- لم أكن أريد أن أكون بحيرة تتجاوز شواطئها أمام بحرين كبيرين، شاعرنا الكبير الأستاذ عبد الوهاب البياتي وشاعرنا الكبير الأستاذ عمر أبي ريشة. ولكني وجدتني محاصراً بإلحاح مضيفنا الأستاذ عبد المقصود، وسأقرأ شيئاً مما يعلق في ذاكرتي: قبل سنوات أغارت الطائرات الإِسرائيلية على العراق وقصفت المفاعل النووي فيه ولم تتحرك عضلة في مدفع عربي، وتكررت نفس الحادثة عندما قصف حمام الشط في تونس قبل عامين.. هذه قصيدة بعنوان فارق التوقيت بين عمورية وحمام الشط.
بين جرحي وبـين جـرحك مقهـى
كـان فيه اللهيـب يـدعى شـرابـا
كنـت فـيـه أجـر كـل همـومي
وعـلى بابـه أبـيـع الـشبـابـا
كنت أسـقـى كل الـفناجـين فيه
كل قهري وحـرقـتي والـعذابـا
بين جرحي وبين جرحك يا خضراء حب بـه نـسـيـنا الـعـتابـا
فـأنـا حـبـك المـدينـي دومـاً
فدعيـني أصـب فيـك السـحابـا
ودعيني أهـدي حقـولك شـعـراً
مـدنـيــاً يـزوج الأعـنـابـا
نحن كـنا الـهوى زمـانـاً ولكـن
لم نـزل في فـصـولــه طـلابـا
نحن كـنا الهـوى وكنـا كتــاباً
تتـحـدى سـطـوره الكُتَّـابــا
كيف صرنا يا تونـس شـبـه حـب
ونـبيـذاً لا يعـجـب الأكـوابـا
رفضـته كــل الـشـفـاه أخيراً
بعد أن لـذَّ في الكـؤوس وطـابـا
كيف صرنا عند الهـوى اسـتفهامـاً
كيف عـشـنا فـي قصـره أغرابـا
لا تـقـولي الـغـرام مـد وجـزر
لـغـة الـحـب ترفـض الإِعرابـا
بين جرحي وبين جرحك ضيعـت هدوئي وحكمـتي والصـوابـا
طـردتـني مـواجـعـي تركـتـني
سـبـباً لا يـشـابـه الأسبـابـا
صلبتـني عـلى رصيف الـليـالـي
فتعلـمت فـي الرصيـف الشـرابـا
علمتـنـي أن الـقـصـائد ثـلـج
ورمـت لـي لفـافـة وثـقـابـا
كـل شـعر كتبـته كان وحـشـاً
كان يُمـلي عـلى حـياتـي الخرابـا
كان يعطي يـد الجـواسيـس خـدي
كان في حجـرتـي يـشـم الثيـابا
وكــأنـي فـي عـرفـهـم لولبي
أو عـمـيـل يـهـرب الإِرهـابـا
وكــأنـي أدس بـيـن حـروفـي
ســيـلانـاً يـهـدد الإِنجـابــا
وكــأني أهـدُّ فـي كـل بـيـت
مـبـدأ أو عقـيـدة أو كـتـابـا
ونـسـوا أننـي جريـح وجرحـي
مـن مئـات السـنين شـق الحجابـا
إنــه جـرح شــاعـر عـربـي
لم يـطبـل ولم يلـمـع ثـيـابـا
شـعـراء ينـافـقـون وشـعـري
كـبـريـاء لا يـطـرق الأبـوابـا
كيف يا تونـس الجميـلـة أبـكـي
ودمـوعي لا تـملك الأعـصـابـا
كيف أبكـي بـأي عيـن سـأبـكي
قد أطـالت عنـي العيـون الغـيابـا
صـرت يا تونـس الجميـلة ملحــاً
بعـد أن كنـت جـدولاً منسـابـا
أينمـا سـرت جـثـة أو جـريـح
أو دمـاء تـعـطـر الأعـشـابـا
أينما سـرت غضـبة مـن مـذيـع
تتـلـوى وتشـجـب الإِرهـابـا
هل تحبـين يا جـميلـة شـعـري؟
إن شـعـري في بحر عينـيـك ذابـا
إن شـعـري يمـوت في كـل يـوم
وقـوافيــه أصبحـت أخـشـابا
كل يــوم يرثـي العروبـة حتـى
حولـته تـلـك المراثـي ضبـابـا
إيه يـا تونـس الجميـلـة طـالت
رحلتـي فيـك فامتطيت الإِيـابـا
يا دمـوع الزيتـون غنـي رحيـلي
وابعثــي لي من قبـره زريـابـا
واتركيـني لدى المحيـط شـراعـاً
وابعثيــني إلى الخليـج خطـابـا
يا دمـوع الزيتـون جرحي خطـير
وعروقي قد أصبحــت أسـلابـا
وحروفي في النزع تهذي وشـعـري
مـن حروفي لا يستطيــع اقترابـا
كل من قال في السيـاسـة شـعـراً
فعــلى أهــلـه يجر الخرابــا
- وشكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :867  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 44 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج