شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقارَنة بَين يَعرب وَعَامر
وقبل أن أبدأ المقارنة، فإني أمهد بما يلي: يخطئ بعض المتكلمين أو المثقفين حين يقولون: (رسالة آدم) كأنهم لم يعلموا أن آدم أبا البشر لم يكن رسولاً وإنما كان نبياً.. أما أول الرسل فنوح عليه وعلى أبيه آدم السلام، ويعني ذلك أن أبناء آدم قبل نوح كانوا المكلفين باتباع الأب وراثة وتقليداً، فالنبوة لآدم امتياز وتكليف.. والنهي عن أكل الشجرة تكليف، والهبوط من الجنة تكليف.. وقتل قابيل لأخيه هابيل عصيان لطاعة التكليف.
فامتد بنو (آدم) إلى عصر (نوح) ((عليهما السلام)) ولم يبعث فيهم رسول فمنَّ الله على عبده (نوح) أن جعله أول الرسل، ليكون التكليف تبليغاً وأمراً ونهياً لا تقليداً، فإذا قوم نوح لا يؤمنون. عاش فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، صابراً لعلّهم يهتدون، ولما لم يؤمنوا دعا عليهم حين نفد صبره فاستجاب له الله وأعلمه أن العذاب آتٍ، وأرشده أن يصنع سفينة النجاة، لأن قومه الكافرين سيهلكون بالطوفان، فتفجرت ينابيع الأرض، وهطل الماء من السماء، فنجى الله نوحاً والذين آمنوا معه، أولهم أبناؤه الثلاثة: (سام، ويافث، وحام)، وهلك ابنه الرابع لأنه عمل غير صالح، غره الكفر بالعصيان، فلم يعصمه جبل، فكان من الهالكين.
وأخشى ألا أكون على صواب فيما أعتقد إذا سرت مع القائلين بأن الطوفان هو التطور البيولوجي الثالث، تغيرت به بعض المعالم على الأرض، فأغرقت أرضون، وظهرت أرضون عليها بقية من الماء في البحيرات وكان جل الماء في المحيطات والبحار، كما قالوا:
إن الطوفان قد اقتصر على غرب الهملايا، حتى أغرق قارة الأطلنتيك وبقيت أوروبا تحت وطأة الجليد.
وما قالوا لنا عن قارتي أمريكا شيئاً، هل كانتا فلم تغرقا؟ أم أنهما ما كانتا إلا ماء، ثم برزتا على الأرض فيما بعد.
أما شرق الهملايا، فقد قالوا:
إن الصين وما إليها لم يشملها الطوفان، ويعني هذا أنهم وهم الجنس الأصفر ليسوا من ولد نوح، فلا هم ساميون، ولا هم حاميون، ولا هم يافيثيون، وإنما هم المغول من ولد آدم، فلم يلدهم نوح.
واستدلوا باختلاف السحنة واللون والشعر والعيون..
أستعرض هذا لأكتب عن التطور في الحضارة، فبعد الطوفان، تطورت الحضارة وما صنعها وما قام بها إلا أبناء سام بن نوح، فلا أبناء يافث صنعوا حضارة نِدًّا لأبناء سام، ولا أبناء حام كذلك، فسام أنجب أرفخشاد، وأرفخشاد أنجب الأخوين قحطان وشالخ، فإذا هما يفترقان على الأرض الوسط.. أما قحطان فقد أنجب يعرب، وكان الخصب الولود في جزيرة العرب واليمن، وهو من الجزيرة، كان الناشر لأبناء يعرب، والصانع للحضارة.
وأما عابر فقد عبر إلى النهرين، فإذا عابر ويعرب يصبحان الأبوين لأبناء سام: يعرب جد العرب: عاربة بائدة، وعاربة قحطانية.
أما عابر فهو أبو الكلدان الذين هم الأنباط الذين هم أصحاب الرس.
من هنا نظرت إلى الحضارة فوجدت أن القحطانية بائدة وعاربة، عادية وثمودية، وفرعونية وكنعانية، وحميرية وفينيقية، وسبئية وكندية.. كل هؤلاء القحطانيين أقاموا الحضارة بناء على الأرض، لأن نظرتهم كانت إلى الأرض، ولا عجب فهم وثنيون مستأرضون، حيث عبدوا الحيوان: (الأسد، والهِر، والبس، والعجل، والجعلان).
وقد خالف من القحطانيين الفراعين، فجمعوا بين عبادتهم الموروثة عن القحطانيين وبين عبادة الكلدان التي هي عبادة الكواكب، وذلك لأن حضارتهم ثقافية، فعبدوا الحيوان وعبدوا الكواكب.
أما الكلدان فحضارتهم كانت نظرتهم إلى السماء، تعلقوا بالفلك، حتى ما بنوه كان لرصد الفلك، وهم الصابئة، فعبدوا الكواكب.
هذا الفرق توسعت به حضارة سام من البناية على الأرض، ومن العلم بالفلك، ولعلّ الإغريق أخذوا من الكلدان النظرة إلى السماء، فكل إله توثنوا به كان منسوباً إلى السماء.
هذا رأي لا أزعم أنه كله صواب، بل يسرني أن يكون فيه الخطأ لأثير من هم أعلم مني بالتصويب والتخطئة ليكون البحث مصدراً لتحرير حضارة الساميين، من أن تكون مقتبسة من غيرهم، بينما لم يكن غيرهم بعد الطوفان إلا هم.
وأكاد أزعم أن الإغريق اقتبسوا، ولكن عبقريتهم طورت ما اقتبسوه من حضارة الساميين وكأنهم صانعوها أولاً.
ولعلّ سائلاً يسأل.. كيف زعمت من قبل أن اليهود وهم من الكلدان لا حضارة لهم؟
والجواب هو أن الحضارة إنسان وزمان ومكان، واليهود بنو إسرائيل انفراديون. جمعتهم العصابة والعصبية حين كانوا بدواً ولم يجمعهم مكان ولا امتد لهم في مكان واحد زمان.
ولعلّ معترضاً يسأل عن حضارة العرب الآن، فأقول له:
إنها لم تُعَدّ في ثبت الحضارة لقرب الزمان وقلته، فهي مدنية فائقة ستصبح بعد أجيال الحضارة الآرية اليافيثية، ولا تزال مدينة لحضارة الساميين والإغريق، والأكثر لحضارة الإسلام والعرب.
لقد اقتبسوا اسم الشمس (Sun) من السنة النور، كما اقتبسوا اسم النجم (Star) من تسمية الساميين، فالكلدانيون يسمون الزهرة رمز الجمال، والحب عشتار، كما سماها الكنعانيون والفينيقيون (عشتروت)، والفراعين (هاتور) والعدنانيون تفحصوا فسموها (الزهرة) من الازدهار.
ويقول أستاذنا ((معروف الدواليبي)) إن (فينوس) وهو اسم الزهرة رمز الجمال مأخوذ عن العرب. فرمز الجمال عند العرب (البنث) أي البنت يوم لم تكن التاء، ففي نظري أن (فينوس) هي البنت، والسين علامة التنوين في اليونانية، والدليل أن (البنت) وهي رمز الجمال.
سمي بها القصر الكبير المنحوت في الجبال في حجر ثمود (مدائن صالح) سموه قصر (البنت) التي هي رمز الجمال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :752  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج