شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البياتي يُسمع الحضور شيئاً من شعره
ثم طلب من الشاعر عبد الوهاب البياتي أن يسمع الحضور بعضاً من شعره فقال:
- إخواني الأعزاء.. أنا في هذه الليلة أتنازل عن حقي لأني تكلمت بالأمس كثيراً، ولهذا فأنا أحب أن أقدم شاعرنا الكبير الأستاذ عمر أبا ريشة. فالإِنسان أحياناً يشعر بحاجة إلى الاستماع وإلى الصمت، فمنذ أربعة أيام وأنا أتكلم باستمرار. عموماً سأقرأ قصائد قليلة إذا سمحتم لي لأني لا أحفظ شعري على الإِطلاق، ولا أعجب به. فعندما أكتب قصيدة أتجاوزها وأفكر بكتابة قصيدة جديدة، ولكني طبعاً لا أريد لهذه الأمسية أن تمر هكذا..
- هناك قصيدة صغيرة اسمها "الولاية" سترد في هذه القصيدة كلمات مثل حانة أو حج أو ما أشبه.. لا أقصد معانيها اللغوية على الإِطلاق بل المعاني الأبعد. ولهذا أرجو من الأصدقاء أن لا يفسروها أي تفسير خارج عن هذا الإِطار. تقول القصيدة:
أنشب في لحم الليالي مخلباً وناب
حج إلى مدينة العشق وفي حاناتها أفرط في الشراب
وعندما بايعه الخمار بالولاية
أحس بالنهاية
- وقصيدة أخرى بعنوان "الشاعر":
أشعل في أحفاده النار
وقال لسجون الأرض أن تنهار
باح بسر حبه الفاجع للأمطار
وعندما استشهد في هياكل النور
أودع في قصيده رماده
صار ضريحاً غامضاً
- وقصيدة اسمها "الوحدة" وهي قصيدة صغيرة أيضاً:
كقطرة المطر
كنت وحيداً
آه يا حبيبتي كقطرة المطر
لا تحزني.. سأشتري غداً لك القمر
ونجمة الضحى وبستاناً من الزهر
غداً إذا عدت من السفر
غداً إذا أورق في ضلوعي الحجر
لكنني اليوم وحيد
آه يا حبيبتي.. كقطرة المطر
- وقصيدة أخرى بعنوان "اعتذار عن خطبةٍ قصيرة". هذه القصيدة كتبتها في "استوكهولم" في الستينات، وكنت قد دعيت إلى مؤتمر كان يدافع عن حقوق الإِنسان، واستغربت أن كل الذين جاءوا إلى هذا المؤتمر كانوا يلبسون الملابس الفاخرة.. تشبه ملابس اللوردات. وتَلَفَّتُ فكنت أنا الوحيد الذي يلبس ملابس عادية.. ملابس الفقراء. فشعرت بحصار شديد وبسخرية شديدة. هل هؤلاء سيدافعون عن حقوق الإِنسان فعلاً؟ فكتبت هذه القصيدة، بالرغم من أنها ليست تعبيراً حرفياً عن المناسبة:
سيداتي سادتي
خطبتي كانت قصيرة
فأنا أكره أن يستغرق اللفظ زماني
ولساني ليس سيفاً من خشب
كلماتي سيداتي من ذهب
كلماتي سادتي كانت عناقيد الغضب
وأنا لست بسكران ولكني متعب
الشموع انطفأت
والليالي بردت
وأنا أحمل قلبي في حقيبة
عبر آلاف الخيالات
وآلاف الأكاذيب الحقيرة
خطبتي كانت قصيرة
وأنا لست بسكران ولكني أسخر من عذابي
وأنا لست بقيصر
إن روما تحترق
إن روحي تختنق
عبر آلاف الخيانات وآلاف الأكاذيب الحقيرة
فوداعاً سيداتي سادتي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :635  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.