شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الدارة في عهدها التذكاري
تسمية دقيقة خرج بها الذين اخترعوا هذا الاسم لئلا يكون اسمه المهرجان الإسلامي.. فالإسلام الدين هو مهرجان هذه الدنيا، ومهرجان المؤمنين بهذ الدين يوم يبعثون، هو مهرجان إنسان الأرض المسلمة.. كما هو مهرجان الأرض المسلمة.
وجدت قراءة جديدة يقرؤها الغربي بأسلوب مجسد في الأمثلة التي أبرزت بأروع الصور في متاحف لندن ومنشستر.
مهرجان وليد المؤتمر.. فالمؤتمر الإسلامي مهرج لنا الفكر المسلم، ومهرجان العالم الإسلامي يمهرج لنا حضارة المسلم.
ولئن كان قد وجد فيه - في زحام الزخرف والدعاية بعض ما تنكره - فإن فيه الكثير والكثير، والجميل الجليل، والتحفة والأثر وكل هذا ينبغي ألا نتنكر له.
حين رأيت روعة المصاحف كبرت وأكبرت، فقلت (مهرجونا كل يوم هكذا) كلمة مترفة نطق بها لسان شبع من ترف اللغة الشاعرة.. الحضارية.. قالها إمام كرمه الخليفة العباسي فأعرب عن شكره بالاشتقاق الرائع.. فلئن فقدت الحضارة الإسلامية الإمبراطورية السياسية فهي ما زالت صاحبة السلطان في إمبراطورية اللغة، فاللغة حين تصبح في مجال اتسع في رقعة الدنيا كلها.. معلماً يبرهن على حضارة إنسانها.. فليست التحفة والأثر والمثال الرائع.. إلا لغة مجسدة تعرب عن إنسان يعرب بلسان مبين.
وحين رأيت القراءة الجديدة في الإنسان الأوروبي لم أشعر بزهو وإنما تعلمت الجديد من الأسلوب في عرض ذخائرنا الفكرية الحضارية على الناس، أراهم جمعاً كبيراً من الإنجليز والسواح يقف الواحد منهم أمام التحف والآثار موقف المتعمق والمتعاطف كأنما هو يزداد ثقافة.. ترى على وجه كل واحد انبهاراً بما يرى من هذه الحضارة حتى إني أراهم وقد شبعوا من النظر وامتلأوا من القراءة المترجمة لهذا الأثر يلتفتون ناحية الشرق كأنما هم يقولون:
هكذا أنت أيها الشرق المسلم تصنع هذه الحضارة في أحقاب التاريخ تعطينا البرهان على أنك الأستاذ المعلم.. لنا نحن الغربيين.
والتفت إلى الصديق المترجم معنا الأستاذ محمد صالح الشوربجي وإلى ابنتي الجامعيتين وهما برفقتي أنشد قول شوقي:
في مهرجان هزت الدنيا به
أعطافها واختال فيه المشرق
قراءة جديدة.. يقرؤها الأوروبي والأمريكي على نطاق واسع.. تشبع العالم والمثقف ويدرك الآخرون من غير هؤلاء ما لم يدركوه من قبل.
كتب المستشرق ألمانياً، فرنسياً، بريطانياً إيطالياً، روسياً، أسبانياً.. عن حضارة العالم الإسلامي الكثير والكثير، معروفة أسماؤهم لدى القارئين.. مجهول ما كتبوه لدى الأكثرية من بني الإنسان، فنادر جداً أن قرأ المثقف العربي بعض ما كتبوه ونادر جداً أن قرأ الغربيون ما كتبه المستشرقون فجاء هذا المهرجان قراءة جديدة.. لا يمتاز بها المثقف وتعطي لغيره ميزة المعرفة، من هنا كان احتفال المجلة بالمهرجان.. تتجاوز عما أنكرناه وتجتاز الطريق واضحة إلى كل ما لم نتنكر له.
فالأوروبيون - قد ذقنا منهم الأمرين - إما بصورة من التجاهل، أو هي الصور أكثر من الجهل.. فالمهرجان.. هذا المهرجان وليد المؤتمر الإسلامي قد جاء فاضحاً للتجاهل، واضحاً أمام الجهل ليكون من جهل بدأ يتعلم.
والمجلة حين تحفل بهذا كله إنما هي تعطي للقارئ وللآخرين معرفة واضحة عن حضارته وقيمة أرضه وحرية إسلامه ونصاعة إيمانه وإنسانيته وإنسانه.. أفرغت جهدها أن تعتني وأن تقتني فلم تخرج بالمجلة عن تقليدها وإن أخرجت جلها بتقليد جديد.. ومهرجونا كل يوم هكذا.
ولا يسع المجلة إلا أن تعطي لمعالي وزير التعليم العالي كل شكر لأنه صاحب الفكر في ابتعاثي إلى لندن كما هو - بعد الله - صاحب العون ومالك التوجيه.
الذين عاشوا فترة سابقة، وهم من أسميهم جيل التجربة تارة، أو جيل الحمد تارة أخرى، يشعرون بشيء من شكر النعمة التي أنعم الله بها عليهم.
وحدة الكيان.. في دولة سارت الهوينا في التقدم حتى بلغت تفوقاً يشاد به حين نذكر، ويحمد لها حين نشكر.
بالأمس ندوة للشباب المسلم كأنها من ثمرات التضامن الإسلامي غرس جذوره فأينعت، الملك الشهيد فيصل، ضم برلمان أمر السعودية الدولة، والسعودية الأسرة، والسعودية الشعب، فالكل مسلم على الذروة.. عربي على السنام.
وبالأمس مؤتمر للفقه الإسلامي، يحرص على عودة الشريعة وتطبيق الشرع على أساس من الكتاب والسنة، والفقه الثابت عن الإمام المسلم صان السنة من الكذب.. جمع الصحاح والمسانيد، وأخرجه فقهاً شريعة تعامل.. وأبرز وضوح العقيدة السليمة، توحيد رفع به الإنسان رأسه إلى السماء لا يرخيها على الأرض فوق كرسي اعتراف.. وبالتوبة جعلت الاعتراف لله الواحد المعبود بحق ولا معبود سواه.. وحده الرب خالقاً.. والله إلاهاً لا شريك له.
وبالأمس ترفع الجامعات رأسها في أكثر من موطن.. كأن الكيان الكبير قد حزم بحزام العلم من خليجه إلى بحره الأحمر..
جامعة الرياض كلية الطب يتخرج منها عشرتان كاملتان عشرون طبيباً نعرف أسماءهم ونتعرف على سيماهم، فإذا جامعة لندن تثني عليهم ثناء المباجلين بالثناء الأعم لمن كان أهلاً له.
أفليس من نعمة الله أن يشكره واحد مثلي كان في ظنه الواطن أن هذا بعيد الوصول إليه.
ولكن الملك الشهيد.. صاحب الكلمة في سجل جامعة بريطانيا، يوم زارها، وهو فتى، في أول زيارة، فقد كتب في دفتر الزيارة هذه الكلمة: (إني أتمنى أن تكون في بلدي جامعة..).
تمنى فلم ينم، وإنما هو فعل.. وفعل فإذا هي الجامعات..
إن تفوق السعودية، سارية عبد العزيز الملك البطل.. سيرة العباقرة شملاً جمع.. أرضاً وحد.. عقيدة رسخ.. دولة شيّد.
وسار بالمسيرة فيصل.. حدنا صانه.. به الدولة والأرض ومكانه إلى فوق.. وجامعات.
الملك خالد يسير على النهج في صراط مستقيم.
إنهم الملوك الآباء الراحمون، تجلى عليهم الله بهذا التوفيق.
ولا أنسى ما بذله ولي العهد فهد بن عبد العزيز من نشر المدرسة في كل بادية وحاضرة، فله فضل الوزير الأمير.. له تاريخ في نهضة التعليم.. وله تاريخ في نشر القيم.
نعم.. وكما استهل الدكتور الفدا بالكلمة الوارفة.. أعيد تكرارها (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي..).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :656  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.