الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

كلمة الشاعر عبد الوهاب البياتي

ثم تحدث الشاعر العربي الكبير عبد الوهاب البياتي، فقال:

- إخواني الكرام:

- عندما أزور بلداً عربياً عزيزاً فأنا أحب أن أستمع وأتعلم أكثر مما أحب أن أتكلم، ومنذ وصولي في مساء يوم الجمعة الفائت وأنا أتكلم وأتعلم حتى اتصل ليلي بنهاري.. لا يسعني في هذه الأمسية الجميلة التي جمعتني بخيرة رجال الثقافة والعلم والأدب في المملكة العربية السعودية وفي جدة بخاصة إلاَّ أن أشعر بالسعادة الغامرة، حيث أنني أجد الأخوة والتآلف والوحدة والتضامن بين المثقفين في هذا الجزء العزيز من وطننا العربي الكبير.. ولا يسعني إلاَّ أن أقدم شكري العميم للأستاذ عبد المقصود صاحب هذه الدار العامرة، وأن أقدم تهنئتي القلبية الخالصة للمحتفى به الأستاذ الرفاعي، الذي سمعت عنه الكثير وقرأت له ولكني لم ألتق به، وكان أن شرفني بهذا اللقاء.

- الشيء الذي يسعد قلبي وقلب كل عربي هو أن نجد أخوة الكلمة العربية في مثل هذا اللقاء الذي جمعنا اليوم.. كما لا يفوتني في هذه الكلمة الموجزة إلاَّ أن أحيِّي صديقي الشاعر الكبير الأستاذ عمر أبا ريشة الذي تعلمنا منه الكثير في الحقيقة، وأنا أعتبره أحد أعمدة الشعر العربي الحديث لأن الشعر العربي لا ينقسم على نفسه ولا يتجزأ، إنه يشكل وحدة وكتيبة صدامية يحاول العرب عن طريقها شق طريقهم إلى المستقبل.

- أكرر شكري وسعادتي وتهنئتي للأستاذ عبد العزيز الرفاعي، وما تكريمه في هذه الليلة إلا تكريم لكل أدباء المملكة ولكل الأدباء العرب في معظم أقطارهم، لأن مثل هذه البادرة الطيبة التي يقوم بها أفراد طيبون مثل الأستاذ عبد المقصود تدل على النبل والطيبة والشهامة، والخلق العربي العظيم.

- لقد آن للعالم العربي أن يحتفل بأدبائه في حياتهم لا أن يحتفل بهم بعد رحيلهم عن هذا العالم. هذه بادرة طيبة نرجو أن تعمم في مختلف الأقطار العربية، وأنا أشعر بالحزن وأنا أجلس بجانب صديقي الشاعر الكبير عمر أبي ريشة، هذا الشاعر الذي وهب حياته للكلمة الصادقة المخلصة.. إن العالم العربي لم يحتفل به حتى الآن. يعني هذه ليلة تضعنا أمام طريق جديد لاحتفالنا بالأستاذ الكبير عبد العزيز الرفاعي، وأتمنى أن تكون هذه البداية الطيبة التي بدأها الأستاذ عبد المقصود تشق الطريق وتعطي المثل لكثير من الأقطار العربية الأخرى. أكرر شكري؛ والسلام عليكم.