الحَلْقَةُ الثَانِيَةُ والسَّبْعُونَ |
طرح الفتى سؤاله الثاني والثلاثين قائلاً ما هو إعراب العبارة الآتية: كلَّ عام وأنتم بخير؟ رد الشيخ كل.. منصوب على الظرفية وهو مضاف وعام مضاف إليه أو الإنابة عن الظرفية تحريًّا للدقة في الإعراب. الواو استثنائية أنتم ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ بخير جار ومجرور متعلق بخبر محذوف تقديره كل عام وأنتم بخير تسعدون.. ويجوز في ((كل)) الرفع على الابتداء. وعام مضاف إليه وخبره مختبئ تقديره ((قادم)) أو قابل أو ما في معناهما. |
الواو واو الحال أنتم بخير جملة في محل نصب على الحالية.. كما يجوز اعتبار حرف الواو هنا حرف التصاق.. وهو ما يسميه النحويون بحرف الملاصقة ويكون قبل الضمير المنفصل كقوله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ (البقرة: 216) ويجوز في ((كل)) النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف قبله تقديره ((أرجو)) أو ما في معناه.. أي أرجو كل عام يقدم وأنتم بخير.. وهذا على السعة في التصور.. |
ثم سأل الفتى طارحاً سؤاله الثالث والثلاثين قائلاً وكيف تعرب ((عمرةً مقبولةً))؟ قال الشيخ بالفتح على وجهين هما.. مفعول به لفعل مندس تقديره ((أديت)) عمرة.. وعلى المفعولية المطلقة بتقدير فعل محذوف قبله إعتمرت عمرة: كما يجوز لنا فيه الرفع على الخبرية لمبتدأ منطرح تقديره عمرتك عمرة مقبولة ومقبولة صفة في جميع الحالات تابعة لموصوفها في الفتح والضم.. |
ثم طرح الفتى سؤاله الرابع والثلاثين قائلاً وما هو وجه إعراب الجملة التالية ((رُغْمَ أنفك)) قال الشيخ بالنصب على المفعولية المطلقة لفعل مختبئ قبله تقديره ((رغمت رغم أنفك)) وأنفك مضاف إليه. ويجوز رفعه على الخبرية لمبتدأ محذوف جوازاً مقدر بـ ((هذا.. أو عملك)) رغم أنفك. تابع الفتى بإعجاب إنسيابية أستاذه الشيخ وسرعة جوابه لأسئلته التي كانت تشغله كثيراً. |
ثم واصل طرح سؤاله الخامس والثلاثين فقال: وكيف تعرب المثال الآتي ((قابَ قوسين))؟ قال الشيخ. قاب ظرف مكان مبني على الفتح وهو مضاف وقوسين مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى.. |
ثم طرح الفتى سؤاله السادس والثلاثين فقال وما هو إعراب ((بالرفاء والبنين))؟ قال الشيخ عبارة تقال عند الزواج فالرفاء لغة الخياطة من قولهم رفا يرفو فكأنك تأمل له دوام الربط والالتئام في حياته الزوجية ومنهم من يقول.. بالرفاه والبنين. فالرفاه هنا من الرفاهية وهي سعة العيش ورغدته فالباء حرف جر والرفاء أو الرفاه مجرور به وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره.. والجار والمجرور في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره زواجك بالرفاء. والبنين معطوف تابع له في إعرابه. |
ثم طرح الفتى سؤاله السابع والثلاثين فقال وكيف تعرب جملة ((خيراً فعلت))؟ قال الشيخ بالفتح على أنه مفعول به مقدم. وفعلت ماضٍ مبني على السكون العارض لاتصاله بتاء الفاعل وتاء الفاعل ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. وقليل قال بالرفع خير فعلت. على الخبرية لمبتدأ محذوف جوازاً قبله تقديره هذا خير فعلت.. أو عملك خير فعلت. |
ثم طرح الفتى سؤاله الثامن والثلاثين فقال وما هو وجه إعراب الكلمة الآتية ((غفرانك)) ؟ قال الشيخ مفعول به منصوب وهو مضاف وكاف الخطاب ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة والفعل محذوف وتقديره أطلب غفرانك. |
وطرح الفتى سؤاله التاسع والثلاثين فقال وكيف نعرب ((سلام عليكم)) ؟ قال الشيخ خبر لمبتدأ مرفوع محذوف قبله تقديره سلامي سلام عليكم أو هذا سلام عليكم وعليكم: جار ومجرور. |
ويمكن إعراب ((سلام)) مبتدأ والجار والمجرور خبره.. وقد أجيز هنا الابتداء به لأنه نكرة أفادت عموم السلام.. كما يجوز لنا النصب في ((سلاماً عليكم)) على المفعولية المطلقة لفعل محذوف قبله تقديره أسلم سلاماً.. والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا. كما يمكن في ((سلاماً)) النصب على المفعولية لفعل محذوف تقديره ((أهدي)) سلاماً عليكم. |
نظر الشيخ إلى ساعته فوجد الوقت متأخراً فقال لفتاه يبدو أننا نكتفي بهذا القدر من الأسئلة هذا اليوم على أمل مواصلتها غداً إن شاء الله.. وودع كل منهما صاحبه على حب ومودة. |
|