شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الثَّانِيَةُ والسِّتُّونَ
سأل الشيخ فتاه هل عندك بعض من الأسئلة في الدروس السابقة يا بني، رد الفتى شكراً جزيلاً لك أيها الشيخ الوقور فقد سألت ما فيه الكفاية في الدرس السابق قال الشيخ هذا جميل إذن نبدأ درسنا اليوم يا بني وأحسبه عن حروف ((العطف)) سأل الشيخ فتاه هل تذكر عدد حروف العطف يا فتى؟ أجاب الفتى في تصوري وذاكرتي أنها ستة حروف قال الشيخ بل أكثر من ذلك ولا مانع عندي من ذكر ما عندك منها قال الفتى ((الواو ـ الفاء ـ ثم ـ حتى ـ أو ـ إما)) قال الشيخ فعلاً هذه حروف العطف المشهورة يا بني وبقي لنا إضافة أربعة حروف أخرى عليها لتصبح عشرة حروف لا ستة كما ذكرت وهذه الحروف المضافة هي ((أم ـ لا ـ بل ـ لكن)) ولا بد لنا من الوقوف على معنى كل حرف منها إذ أن لكل حرف منها عملاً يحدثه في العبارة.
فنبدأ بالحرف الأول منها وهو حرف ((الواو)) يفيد هذا الحرف مطلق العطف بلا تحديد أو تعيين فنقول مثلاً ((زرت الطائف وأبها)) ..
وثاني هذه الحروف حرف ((الفاء)) ومعناه العطفية مع مراعاة التسلسل والترتيب كأن نقول مثلاً ((شربت الشاي فاللبن)) فالعطف هنا أفاد شرب الشاي أولاً وبعده اللبن..
وثالث هذه الحروف هو حرف ((ثم)) يشبه سابقه إلا أنه أكثر مهلة في الزمن منه أي أن هناك وقتاً بين المعطوف والمعطوف عليه كقولك ((خرج الطلاب ثم المدرسون)).
ورابع هذه الحروف حرف ((حتى)) وهو مثل ((ثم)) إلا أن معطوفه يكون جزءاً من متبوعه مثل قولك ((نضجت الفاكهة حتى العنب)) فالعنب جزء من الفاكهة وهي متبوعة هنا في العطفية..
وخامس هذه الحروف ((أو)) ومعناه الإفادة بإبهام أحد الأمرين كقولك ((أكلت التفاح أو البرتقال))..
وسادس هذه الحروف هو حرف ((إمَّا)) وهو شبه سابقه من حيث إبهام أحد الأمرين سوى أن له الصدارة في القول والتكرير فنقول ((لقيت إمَّا عليًّا وإمَّا خالداً))..
وسابع هذه الحروف حرف ((أم)) ويحتاج إلى تعيين ويقترن بجواب محدد كأن تقول مثلاً ((أقرأْتَ قصيدة)) أم رواية؟ فتجاب بالتعيين أي بتعين إحداهما..
وثامن هذه الحروف هو حرف ((لا)) ومعناه مطلق النفي كأن تقول ((صليت الضحى لا الصبح الآن))..
وتاسع هذه الحروف هو حرف ((بل)) ويأتي لإيضاح وتفصيل المبهم نحو ((ما سافرت خارج المملكة بل داخلها)). وعاشر هذه الحروف حرف ((لكن)) وهو حرف ملازم للنفي يفيد نسبة الحكم لأحد الأمرين كقولك ((ما خرجت من المنزل صباحاً لكن مساءً)) .. ((ما أكلت خبزاً لكن فاكهة)).
أنهى الشيخ درسه فنظر إلى الفتى قائلاً: هل عنَّ لك سؤال يا بني؟ رد الفتى يبدو أن الدرس واضح جدًّا ولا مجال لأي سؤال فيه.. وحبذا لو تكرَّم أستاذي الجليل بشرح درس آخر طالما الوقت مبكراً قال الشيخ هو لك يا بني.. ويمكننا اختيار درس صغير يلائم ما تبقى من الوقت فسأشرح لك درس ((حروف التنبيه)) وحروف التنبيه ثلاثة هي: ألا.. أما.. ها.. الحرفان الأولان ((ألا وأما)) يفيدان الاستفتاح في الكلام ويبتدأ بهما القول وفائدتهما تقوية المضمون وليس لهما عمل إعرابي في الجملة.. وتدل ((ألا)) على النداء نحو ((ألا أيها الرجل، ألا أيتها النفس)) كما تدخل ((أما)) كثيراً على القسم فتقول ((أما والله لو تفعل الخير حسباناً لكان لك أجر الدارين)).
أما الحرف الأخير وهو حرف ((الهاء)) فمن خصوصياته الدخول على أسماء الإشارة وعلى الضمائر لإفادة التنبيه نحو قولنا هذا كتاب مفيد فالهاء التي لحقت اسم الإشارة للتنبيه ومنها قولك ها هو ذا يقول الحق وها أنت تؤدي واجبك وها أنتم أولاء تدركون حق العمل.
أنهى الشيخ شرحه.. ثم نظر إلى الفتى وقال هل عندك أي سؤال يا بني؟ رد الفتى شكراً جزيلاً لك أيها الشيخ وأخذ كل منهما طريقه إلى منزله على أمل اللقاء المتجدد غداً إن شاء الله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :657  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 65 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.