الحَلْقَةُ السِّتُّونَ |
سأل الشيخ فتاه هل طرأ عليك بعض الأسئلة في الدرس السابق يا بني؟ رد الفتى بعد مراجعتي للدرس طرأت لي بعض الأسئلة هذا لو أذنت لي مشكوراً بطرحها.. قال الشيخ هات أسئلتك يا بني قال الفتى: هل بالإمكان قولنا رجل كريم وامرأة كريم؟ قال الشيخ إذا كانت الصفة بمعنى مفعول فنعم وإذا كانت بمعنى فاعل فلا ثم طرح الفتى سؤاله الثاني في رجل خجول وامرأة خجول ألا يمكن إلحاق التاء فنقول امرأة خجولة؟ قال الشيخ عليك بنفس الإجابة السابقة.. ومنها قولهم رجل مفجوع وامرأة مفجوع ومهموم.. ومنبوذ طالما كانت الصفة على وزن مفعول والمعنى في ذلك خاضع لانتظام الكلام وشفافية المعنى واتساقه.. فرغ الشيخ من إجابة الفتى.. |
واستعد لشرح الدرس الجديد قائلاً لفتاه أحسبك تذكر أننا في بداية الدروس الأولى تناولنا الفعل والاسم واسم الفعل وبقي لنا منها قسم رابع لا يقل أهمية عنهم جميعاً. |
أوله تأثيره في الدخول على الاسم إعراباً ومعنى وأعني به الحرف أي حرف الجر فهذه الحروف كما تعلم تؤدي وظيفتها في الاسم فينسجم المعنى ويتسق ولا بد من الوقوف عليها جميعاً رفع الفتى إصبعه مشيراً بسؤال له قال الفتى كم عدد هذه الحروف أيها الشيخ الفاضل؟ |
رد الشيخ المشهور منها اثنان وعشرون حرفاً من ـ إلى ـ حتى ـ خلا ـ عدا ـ حاشا ـ في ـ عن ـ على ـ منذ ـ مذ ـ ربَّ ـ اللام ـ كي ـ الواو ـ واو القسم ـ ياء القسم ـ تاء القسم ـ الكاف ـ الباء ـ لعلَّ ـ ومتى يمكن لنا تقسيمها إلى قسمين: |
قسم خاص بالدخول على الأسماء الظاهرة وهي تسعة حروف |
وقسم آخر يدخل على الظاهر والضمير وعدده ثلاثة عشر حرفاً.. |
وهي مُذ.. منذ ـ حتى ـ الكاف ـ الواو ـ التاء ـ كي ـ لعلَّ ـ متى ـ وإليك أمثلة لكل حرف منها: |
الأول والثاني مذ، منذ، حرفان يفيدان الابتداء في غابر الزمن ويفيدان الظرفية المعلقة لحاضره.. فتقول مثلاً: ما قابلته مذ عام واحد.. أو منذ عامنا هذا فتعرب مذ ومنذ ـ حرفي جر.. وقال بعض النحاة إنهما يصلحان للظرفية المعلقة أي إذا وليهما جملة اسمية أو جملة فعلية ماضويه فيعرب في هذه الحالة كل منهما ظرفاً مبنياً على السكون في مُذْ والضم في منذُ كما يرى البعض الآخر أنها في محل نصب على الظرفية مع إضافته إلى الجملة التي بعده نحو قوله خرج خالد مذ الجو صحوٌ أو مذ صحا الجو.. أو منذ الجو صحو أو منذ صحا الجو ويأتيان اسمين خالصين إذا وقع بعدهما اسم مرفوع كقولك حضرت من السفر منذ يومان أو مذ يومان فتعربان مبتدأ والاسم الذي يليها خبراً أو تعربان خبراً مقدماً والاسم الذي يليهما مبتدأً مؤخراً. |
فكأنك تقول زمن الحضور يومان أو مدته يومان.. وعلى ضعف جاء من يقول برفع الاسم بعدهما على الفاعلية لفعل محذوف مقدر بـ مر أو مضى أي ما رأيتك منذ مضى يومان أو مذ مر يومان وأعتقد أنه رأي سليم لا ضعف فيه. |
وثالث هذه الحروف.. حتى.. يفيد الانتهاء قليلاً ويأتي بمعنى مع كثيراً كقولك قرأت الكتاب حتى الصفحةِ الأخيرةِ. |
ورابع هذه الحروف الكاف ومعناه التشبيه نحو قولنا العلم في الصغر كالنقش على الحجر. |
وخامس هذه الحروف الواو وأعني به واو القسم وهو حرف خاص بالدخول على الاسم الظاهر للفظ الجلالة في الأغلب الأعم نحو والله لأؤدين واجبي نحو ديني بكل أمانة فلفظ الجلالة اسم مجرور مقسم به وحرف الواو قبله واو القسم أداة جر. |
وسادس هذه الحروف التاء وأقصد بها تاء القسم وهي أداة جر. لا تدخل إلا على لفظ الجلالة كقولنا تالله لأقولن الحق ولو على نفسي أو بالله لأقولن الحق ولو على نفسي وقد تحذف الأداة ويظل الاسم مجروراً بالقسم مثل = اللهِ قلت الحق. |
وسابع هذه الحروف كي ومعناه التعليل وهو حرف من حروف الجر الأصلية يدخل غالباً على ما الاستفهامية نحو خرجت من المنزل صباحاً فيسألك سائل كَيْمه؟ رفع الفتى إصبعه مشيراً بسؤال عاجل سمح له الشيخ بطرح سؤاله قال الفتى حبذا لو تفضل أستاذي الكريم علي بإعراب مفصل لـ كَيْمه رد الشيخ كي حرف جر أصلي وما اسم استفهام مبني في محل جر بـ كي الهاء ضمير مبني في محل جر بالإضافة إلى ما الاستفهامية قبله وقد تدخل كي على ما المصدرية فتجر المصدر المنسبك منها نحو قولك (اعمل واجبك أولاً بأول كيما تنجح في عملك) أي لنجاحك في عملك فيعرب المصدر المنسبك منها وهو ما تنجح في عملك في محل جر بـ كي. |
وثامن هذه الحروف هو لعلَّ وهو حرف شبيه بالزائد يفيد معنى التَّوقُّع أو التَّرجِّي مثل لعلَّ أبي زيد قادم فـ لعلّ حرف جر شبيه بالزائد وأبي اسم من الأسماء الستة مجرور بـ لعل وهو مضاف وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وقادم خبر المبتدأ المجرور لفظاً بـ لعلَّ الشبيه بالزائد. |
وآخر هذه الحروف هو متى وهو حرف جر أصلي يفيد الابتداء في الغالب نحو قولنا قرأت الكتاب متى البابِ الأخيرِ منه أي ابتداء بالباب الأخير منه فهو حرف في معناه على عكس معنى حرف حتى.. انتهى الشيخ من شرح الحروف التسعة التي تدخل على الاسم الظاهر فتجره وسأل فتاه هل عندك ما تسأل عنه يا بني؟ |
رد الفتى شكراً جزيلاً على شرح أستاذي الكريم وودع كل منهما صاحبه على أمل اللقاء المتجدد غداً إن شاء الله. |
|