الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

الحَلْقَةُ الثَّانِيَةُ

قال الفتى لأستاذه الشيخ ألا ترى أنني أحضرت معي كراسة أسجل فيها الدرس حتى تسهل علي مراجعته في البيت؟. فابتسم الشيخ إبتسامة رضى وقال: جميل.. جميل.. منك يا بني.. تعلم يا بني أن لكل علم أساساً ولكل أساس لبنات أو وحدات يتكوَّن منها هذا البناء وتبنى عليها قواعده وأسسه وكذلك القول في علم الكلام.. الذي يفيد السامع إفادة تامة.. وعلم الكلام أو البيان كله لا يخرج بحال من الأحوال عن الجمل الفعلية أو الإسمية وتوابعهما.. فأول التركيبات الأساسية لهذا العلم مثلاً الجملة الفعلية وحتى تدرك هذا تمام الإدراك وتميزه عن غيره لا بد لك من التعرف على علامات الفعل الأصلية التي تدل عليه..

قال الفتى هات يا أستاذي لا فض فوك فكلي شوق وآذان صاغية.. فقال الشيخ:

أولاً: قبول الفعل لـ ((تاء)) الفاعل.. وهي التاء المبسوطة التي تلحق بالفعل.. نحو.. صليتُ الفجر جماعة.. وقرأتُ القرآن صباحاً. فالتاء المبسوطة التي لحقت بفعلي: صلَّى.. وقرأ.. تسمى تاء الفاعل.. لأنها تدل على من قام بهذا الفعل..

ثانياً: قبول الفعل لتاء التأنيث المبسوطة المسكونة.. مثل فازتْ المجدة في المسابقة وقرأت المديرة أسماء الفائزات بالجائزة. فالتاء التي لحقت فعلي ((فاز ـ قرأ)) تسمى تاء التأنيث لأنها ملتصقة بالفعل دالة على تأنيثه.. وهنا رفع الفتى إصبعه مستأذناً للسؤال.. فأذن له الشيخ.. وقال هيه.. هات ما عندك..

قال الفتى: وماذا عن التاء المبسوطة في: عفت.. وعصمت.. ودولت.. وحكمت.. وبهجت؟.. أليست تاء تأنيث مبسوطة هي أيضاً؟!

قال الشيخ والإبتسامة تعلو محياه.. على رسلك يا فتى.. إن هذه التاء ليست مسكونة.. بل هي متحركة يمكن دخول علامات الإعراب عليها فنقول جاءت عِفَّتُ.. ورأيتُ عِفَّتَ.. ومررت بعفتَ.. وإنها أيضاً تاء أصلية في الكلمة. والكلمة اسم لا فعْل.

وثالث العلامات.. ياء المخاطبة.. فتقول: أكتبي الدرس كتابة جيدة واحفظي آيات القرآن حفظاً جيداً فأنت ترى فعلي.. كتب وحفظ.. لحق كل واحد منهما ياء في آخره تسمى ياء المخاطبة. وهي علامة من علامات الفعل.

أما رابع هذه العلامات وآخرها.. نون النسوة.. إذ نقول.. الأمهات يرضعنَ أطفالهن.. والفائزات حصلنَ على جوائز مغرية.. فالفعلان يرضع.. وحصل.. لحق كل واحد منهما في آخره نون مفتوحة تسمى نون النسوة.. وهذه هي علامات الفعل الأربع.. تاء الفاعل.. وتاء التأنيث وياء المخاطبة، ونون النسوة.