شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غِيَابُ الصَّوْتِ في الرَّمْزِ العَرُوضي
أول بحث علمي ينفرد بتوليد الحركة الصوتية في الرمز العروضي الصامت بعد أكثر من ألف ومائتي عام حسب النبرة التنغيمية لمخارج الحروف حاولت فيه إنباض الرمز العروضي وتحريكه.
ومن أجمل ما استرعى انتباهي في ما كتب عن علم العروض كتاب للدكتور المرحوم/محمد مندور.. اسماه ((الميزان الجديد)) .. لم يكن كتاب الدكتور دراسة نظرية قائمة على الرأي البحث بل كان إفرازاً لتجربة ميدانية علمية.. حيث قام بجمع شرائح مختلفة من الشعر في عصوره المختلفة لشعراء متباينين.. توجه بها إلى فرنسا حيث يوجد جهاز لقياس الصوت يمتاز بالحساسية والدقة.. فقام الدكتور بوضع شرائحه الشعرية في الجهاز المذكور وانتظر النتيجة بعد أن لقَّنه ((الرموز العروضية)) المعروفة فكانت النتيجة مفاجئة للدكتور حيث سجلت الأصوات كلها على نسق واحد في الإيقاع ذات حشرجة إيقاعية ممقوتة وفساد نغمي غير منتظم فاستنتج المؤلف أن الرمز العروضي للحركات والسكنات غير موسيقي قاصر عن أداء وظيفته الصوتية الحرفية المنطوقة.. وهنا طالب الدكتور/مندور رحمه الله.. من كل من يهمه أمر هذا العلم أن يولي جزءاً من اهتماماته إلى هذا النقص.. ومن خلال دعوة الدكتور/مندور وبعد أن قمت بالعديد من التجارب للنظر في أمر الرموز العروضية الخليلية.. وقصر أدائها لوظيفتها الصوتية المتساوقة مع الحرف.. لا أدري كيف فات شيخنا/الخليل بن أحمد هذا الأمر مع علو همته في علم الأصوات.. أليس هو صاحب ((كتاب النغم))؟! الذي تجلى فيه الخليل في علم الموسيقى الصوتية؟
وحتى لا أكلف القارىء مشقة تغيير هذه الرموز حيث جرى علمها وحفظها عند معظم الناس.
قمت بعملية ((تحريك)) لها فقط.. يقوم على أساس النبرة الصوتية.. تشف عن حركة الصوت في الحرف بكل أبعادها ودفئها ونبضها وتساوقها وإليك أيها القارىء العزيز هذه النمذجة المبسطة لتحريك الرموز العروضية، فليس من المعقول بداهة أن يكون رمز الحركات الثلاث ((الضمة - الفتحة - الكسرة)) .
رمزاً واحداً لأن هذا يتنافى مع أبسط قواعد الإيقاع الحركي للصوت.. فنبرة الضمة تختلف عن نبرة الفتحة، ونبرة الكسرة تختلف عنهما.. فالرمز العروضي المعروف والمتداول هو (( - )) يرمز به عن الحركات الثلاث كلها وما يقال في الحركات يقال أيضاً في السكونات فالرمز العروضي لجميع السكواكن هو (( o )) ولا أحد لديه علم بسيط في علم الأصوات يجيز ويستحسن هذا الرمز لجميع السكونات فالسكون كما نعرف منه ما يكون أصلياً.. ومنه ما يكون ناتجاً عن تنوين.. ومنه ما يكون مفرغاً عن حرف من حروف المد الثلاثة المعروفة الألف.. الياء.. الواو.
فما قمت به قريب جداً لتطابق الحركة الصوتية للحرف مع الرمز العروضي.. فإليك نموذجاً لهذا التحريك أرجو أن أكون قد وفقت فيه.. ومن الله استمد العون وسداد القصد..
أولاً:
1 ـ يرمز لحركة الفتح بذات الرمز المعروف في علم العروض (( - )) .
2 ـ يحرك الرمز إلى الأعلى من الجهة اليسرى إذا كانت الحركة ضمة (( \ )) مُطَابَقَةً لنبرتها الصوتية.
3 ـ يحرك الرمز إلى الأسفل من الجهة اليسرى إذا كانت الحركة كسرة (( / )) مُطَابَقَةً لنبرتها الصوتية.
ثانياً:
يضاف للرمز العروضي للسكون ((سهم صغير)) بحيث يؤدي وظيفته السكونية مطابقة للصوت السكوني لها مطابقة كربونية صحيحة.
1 ـ إذا كان السكون أصلياً أو ناتجاً عن تنوين يبقى الرمز العروضي على حاله (( o )).
2 ـ إذا كان السكون ناتجاً عن حرف العلة الألف فيصبح الرمز العروضي إلى الأعلى.. مطابقة لنبرته الصوتية.
|
o
3 ـ إذا كان السكون ناتجاً عن حرف العلة ((الياء)) يكون السهم وسط الرمز العروضي إلى أسفل مطابقة لنبرته الصوتية.
|
o
4 ـ إذا كان السكون ناتجاً عن حرف العلة - الواو يجيء السهم وسط الرمز العروضي إلى الجهة اليسرى مطابقة لنبرته الصوتية.
o ــ
وقد قمت بتحريك هذه الرموز وإضافة السهم لها وفقاً لحركة الصوت ونبرته الصوتية الموسيقية المعروفة.. وعلى هذا النمط التحريكي الذي قمنا به نضرب العديد من الأمثلة له.. فمثلاً..
مُسْتَفْعِلُنْ.. تكون كتابتها الرمزية العروضية كالآتي:
مُ سْ تَ فْ عِ لُ نْ
\ o - o / \ o
وفاعلن.. تكون كتابتها العروضية كالآتي:
ف آ عِ لُ نْ
  |      
- o / \ o
ومفعولن.. تكون كالآتي:
مَ فْ عُ و لُ نْ
- o \ O ــ \ o
وفاعلاتن.. تكون كالآتي:
ف آ عِ ل آ تُ نْ
  |     |    
- o / - o \ o
في السابق كان الرمز العروضي لكلمة ((عَاْدَ.. عِيْدَ.. عُودَ)) لا يتغير
ع آ د   ع ي د   ع و د  
- o - .. - o - .. - o - ..
مما ساعد على حدوث الهرجلة الصوتية التي أشار إليها الدكتور/ محمد مندور رحمه الله.. وبعد التحريك والإضافة تكتب كل كلمة منها على رمز عروضي متجانس مع نبرة صوته وتنغيمه.. فعاد مثلاً:
  |          
- o - وعيد تكتب / o -
          |  
وعود.. تكتب ( \ o ــ - ) وهذا يجعلنا نعيد النظر في الرموز العروضية للتفعيلات التي ذكرها الخليل رحمه الله لتؤدي وظيفتها الصوتية المنغمة أداءاً متجانساً مع الحرف ولا اعتبر هذا تعدياً على الرمز الخليلي الذي ورثناه بقدر ما هو اجتهاد متواضع يساعد في توليد ترنيمة الحرف وفق رمزه العروضي الذي أوجده لنا العالم العبقري الفذ الإمام الجليل الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله.
فكتون كتابتها على النمط الآتي: لإظهار حركتها الصوتية:
فَعُوْلُنْ ... - o ــ \ o
 
        |        
مَفَاْعِيْلُنْ ... - - o / o \ o
            |    
 
مُسْتَفْعِلُنْ ... \ o - o / \ o
 
      |     |    
فَاْعِلاْتُنْ ... - o / - o \ o
 
      |      
فَاْعِلُنْ ... - o / \ o
 
فَعُلُنْ ... - \ \ o
 
                |  
مَفْعُوْلاتُ ... - o \ o ¬ - o \
 
        |      
مَفَاعِلُنْ ... - - o / \ o
 
        |        
مُفَاْعَلَتُنْ ... \ - o - - \ o
* * *
أرجو مخلصاً أن أكون قد شاركت في إيجاد الحركة الصوتية للحرف كما يتطلبها الذوق الموسيقي السليم ومعذرة لسدنة التراث الذين قد لا يوافقونني في التخريج إيماناً منهم بضرورة الحفاظ على الرمز العروضي كما ورثناه.. علماً بأنني حرصت على بقائه وقمت بتحريكه فقط. حتى لا تكون ثغرة فيه لمن يزعم نقصه الموسيقي استجابة لما جدَّ من نظام الحاسب الآلي..
وكلمة صدق مخلصة أقولها لهم إنني جد مرتبط بالقديم والتراث.. ومحافظ عليه إذا كان كامل النمو مؤدياً وظيفته أدءاً مرضياً للذوق بصورة مشرفة لا تترك لغيرنا فجوة النفاذ ليقوموا بالهدم والتقويض والنيل منه.. متعللين بقصوره عن أداء وظيفته الإيقاعية كما يجب أن تؤدي.. نسقاً وصوتاً وشفافية خاصة بعد وجود الأجهزة الحساسة للصوت.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :817  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 95
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.