أساس تركيب الجملة |
أولاً: |
تتركب الجملة من فعل وتوابعه أو اسم وتوابعه. بحيث تفيد السامع إفادة يمكن السكوت عندها.. فالتركيبة الأولى هي تركيبة الجملة الفعلية.. ولنخوض في تفسير وشرح هذا النوع يجدر بنا أن نعرف أولاً علامات الفعل الأساسية والتي أوجزها في الآتي: |
1 ـ قبوله لتاء الفاعل كقولك: قَرأْتُ الكتاب. |
2 ـ قبوله لتاء التأنيث كقولك: نجحتْ خديجة في الاختبار. |
3 ـ قبوله لياء المخاطبة كقولك: اعملي واجبك لحب الخير. |
4 ـ قبوله لنون النسوة كقولك: الأمهات يُرضِعْنَ أطفالهن. |
من خلال الأمثلة السابقة إتضح لنا أن علامات الفعل أربع: |
تاء الفاعل، تاء التأنيث، ياء المخاطبة، نون النسوة. والملاحظ أنه ليس ثمة تخريجات أو رأى مخالف لأحد من العلماء في قبول الفعل لما ذكر. |
أولاً - تقسيم الفعل: |
ينقسم الفعْل من حيث زمنه إلى ثلاثة أقسام: |
1 ـ الفعل الماضي: |
وهو ما دلّ على حدث وقع قبل وقت الكلام عنه كقولك: فتح المسلمون بلاد الأندلس، ((ففتح)) حدث وقع زمنه قبل وقت الحديث عنه، ويكون من حيث الإِعراب دائماً مبنياً على الفتح. |
مثل: خرج، ضرب، أكل، شرب. وتتغير الفتحة إلى السكون حين اتصال الفعل بتاء الفاعل أو نا الفاعلين أو نون النسوة وإلى الضم حين اتصال الفعل بواو الجماعة. |
وذلك حفاظاً على سلامة الإِيقاع والجرس فتقول: أكلتُ أكلتما أكلتُمْ، أكلتِ، أكلْنَا، أكلْنَ، أكلُوا ويلاحظ هنا أن البناء على الفتح مقدر لاتصال الفعل بأحد الضمائر وذلك انسجاماً لسلامة مخارج الحروف وشفافية وقعها على السمع. |
2 ـ فعل الأمر: |
وهو من حيث زمنه مكوّن من حدث وزمن يطلب وقوعه بعد الكلام ويكون مبنياً على السكون دائماً كقولك: كلْ، اِشربْ، خذْ، اِقرأْ. وينعدم ظهور السكون في الفعل إذا اتصلت به نون التوكيد فبناؤه على الفتح نحو: راعِيَنْ حقوق الجوار أو أدِيَنَّ واجبك نحو وطنك. وعلى حذف علته إذا كان معتل الآخر نحو: اِرمِ - اسعَ - اُدعُ - اَرعَ وعلى حذف النون إذا اتصل بآخره ألف الإثنين، أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة نحو: |
اعملا الخير بين الناس - في ألف الإِثنين خذوا حذركم من الغزو الثقافي - في واو الجماعة (فكلي واشربي وقرّي عينا) - في ياء المخاطبة. |
فائدة: |
إذا كانت فاء الفعل واواً فإنها تحذف في فعل الأمر نحو: جِدْ في وجد - وعِدْ في وعد - وزِنْ في وزن. |
أما إذا كانت فاؤه واواً ولامه حرف علة فإنهما يحذفان ويبقى فعل الأمر على حرف واحد نحو: عِ في وَعَى - نِ في وَنَى - فِ في وَفَى - قِ في وَقَى - جِ في وَجَى هِـ في وَهَى. |
وقد ذكر منها شيخنا أبو تراب أكثر من ستين فعلاً في كتابه لجام الأقلام. |
زيادة وتفصيل: |
يحتاس كثير من الناس في صياغة فعل الأمر ويتحرجون في ضبط حركة أوله ولذلك قاعدة صرفية يمكن إيجازها في الآتي: |
أ ـ إذا كان الفعل ثلاثيًّا فينظر إلى الحرف الذي يلي حرف مضارعه فإن كان ساكناً وما بعده مضموماً نحو: خرج يَخْرُج اُخْرُج. فيكون أمره بهمزة موصولة مضمومة. |
مثل: اُكتب في يَكْتُب - واُنثر في يَنْثُر. |
ب ـ وإن كان الفعل ثلاثيًّا حركة حرف ما بعد المضارع ساكنة وما بعدها مفتوحاً أو مكسوراً تكون حركة همزته مكسورة لا غير نحو: اِضْرِب في يَضْرِب - واِعْلم في يَعْلَم. |
جـ ـ وإن كان الفعل رباعيًّا فتكون همزته مقطوعة مفتوحة لا غير نحو: |
أَطمئِنْ في طمأن - وأَخرجْ في أَخْرَجَ - وأَكْرِمْ في أَكْرَمَ - وأَشْهِدْ في أَشْهَدَ. |
3 ـ الفعل المضارع: |
المضارع سمى مضارعاً لأنه يضارع الاسم من حيث الإِعراب، فهو مرفوع دائماً بالضمة الظاهرة أو المقدرة في آخره كقولك: ((الحق يضيءُ في قلب صاحبه ((أو)) إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء)) فالفعل ((يخشى)) مرفوع بضمة مقدرة يتعذر ظهورها لاشتغال الحرف الأخير بالألف المقصورة ويأتي مبنيًّا إذا اتصلت به نون التوكيد أو نون النسوة نحو: والله لأجتهدنَّ في دروسي، الأمهاتْ يرضعن أطفالهن. ويكون مجزوماً أو منصوباً إذا سبق بأداة جزم أو نصب كقولك (لم ينجحْ الكسول) في حالة الجزم و ((أحببت أن أقولَ الحقَ)) في حالة النصب. |
ومن حيث زمنه فهو حدث واقع أثناء الكلام. يبدو أننا خلصنا من علامات الفعل وتقسيمه إلى زمنه الأساسي والتعرض له من حيث البناء والإِعراب حيث تدخل عليه أدوات النصب والجزم كما في الآتي: |
أولاً - نصب المضارع: |
المعروف أن المضارع يقبل أدوات النصب والجزم فينصب ويجزم بها، ومن هذه الأدوات في النصب: أنْ - لن - إذن - كي. |
أ ـ أنْ: تفيد الاستقبالية كما تأتي مصدرية كأن تقول: يريد الحُرُّ أن يحققَ العدل بين الناس. |
فالفعل (يحققَ) وهو مضارع نراه وقد نصب بأن التي أفادت المستقبلية وبالتالي كان النصب على المصدرية المؤوَّلة إذ تعتبر أنْ وما دخلت عليه في محل نصب مصدر صريح مفعول به تقديره - يريد الحر ((تحقيقَ)) العدل بين الناس. |
ب ـ لن: ومعناها النفي والاستقبال نحو: لن يفلح الظالم حيث أتى (فعل يفلحَ) مضارعاً منصوباً بلن. |
جـ ـ إذن: وتكون حرف جزاء لقول يقع قبلها فتنصب المضارع بتوفر ثلاثة شروط: |
1 ـ أن تكون في صدر الكلام. |
2 ـ أن يأتي الفعل بعدها مستقبلاً. |
3 ـ أن يلتصق بها الفعل ويجوز الفصل بالقسم والنداء فقط فتقول مثلاً: لمن يقول: سأعمل الخير ما استطعت - إذن تفوزَ برضى الناس. أو تقول لمن يقول: سأذاكر دروسي جيداً - إذن تنجحَ في آخر العام. |
أو إذن والله تنجحَ. |
أو إذن يا عليُّ تنجحَ. |
د ـ كي: وهي حرف تعليل ونصب ومصدرية نحو: تجنب الدخان كي يصحَّ جسمك (فيصحَّ) مضارع منصوب بكي، ويمكن تأويله وما دخل عليه بمصدر صريح مجرور بلام مقدرة تقديره تجنب الدخان لصحةِ جسمك. |
ثانياً - نصب المضارع بأن مضمره وجوباً: |
ويأتي في المواضع الآتية: |
1 ـ بعد لام الجحود التي تكون بعد كون منفي نحو قوله تعالى: وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ (سورة الأنفال: 33) وكذلك قولك: لم يكن محمد ليكذبَ وهو رسول الله. فاللام التي دخلت على فعلي (يعذبهم ويكذب) تسمى لام الجحود؛ لأنها تجحد الفعل قبلها ويكون منصوباً بأن مضمرة وجوباً. |
2 ـ بعد حتى التي تحمل معنى الغاية ويشترط في الفعل بعدها المستقبلية نحو قوله تعالى: كُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ (سورة البقرة: 187). |
3 ـ بعد فاء السَّببية التي تُسبق بنفي أو طلب (أي يكون ما بعدها سبباً لما قبلها). |
فتقول مثلاً: لا تجعل الكذب ديدنك فتنبذَ بين إخوانك أي فأن تنبذَ بإضمار أن. |
4 ـ بعد واو المعيّة التي يتصدرها نفي أو طلب كقولك: لا تأمر الناس بالمعروف وتعرضَ عنه فالتقدير وأن تعرضَ عنه. |
5 ـ بعد أو التي تأتي بمعنى إلى أو إلاَّ نحو: لأستسهلن الصعب أو أدركَ المنى. أي إلى أن أدركَ المنى. |
وقولك: لأسترسلن في الحديث أو تقولَ لي كفا كفا. أي إلاَّ تقول لي كفا كفا. |
ثالثاً - مواضع نصب المضارع بأن مضمرة جوازاً: |
ويكون في الآتي:
|
1 ـ بعد لام التعليل نحو: دخلت المدرسة لأتعلمَ فيمكن إظهار أنْ فتقول لأن أتعلم. |
2 ـ بعد العطف على اسم صريح بواحد من حروف العطف التالية: |
الواو - الفاء - ثُمَّ - أو. |
نحو: إقدامك وتنالَ نصراً خير من إحجامك وتقاعسك. |
أو (فتنالَ). |
ونحو: يسوؤني قنوطك ثم تتخاذلَ عن أداء واجبك. ونحو قوله تعالى: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً (سورة الشورى: 51) فالمضارع (يرسلَ) منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد أو. |
جوازم الفعل المضارع |
أولاً: أدوات تجزم فعلاً واحداً وهي: |
لم - لما - لام الأمر - لا الناهية ولكل حرف منها وظيفة يؤديها في الفعل. |
1 ـ لم ومعناها نفي زمن المضارع وقلبه إلى الماضي نحو قولك: لم ينضجْ الثمر. |
2 ـ لما وتفيد نفي زمن المضارع حتى وقت الحديث عنه مع الإِيحاء بتوقع حدوثه مستقبلاً نحو: لما يظهرْ الهلال بعد أي أن ظهوره لم يتم ولكنه متوقع في الآجل. |
3 ـ لام الأمر ومعناه طلب الفعل نحو: ليؤد كل طالب عمله فالمضارع هنا مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلّة وهو الياء في آخره. |
4 ـ لا الناهية ومعناه طلب النهي والكف عن الفعل ومنها قوله تعالى: لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا (سورة النور: 27). |
ففعل (تدخلوا) مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة وفعل (تستأنسوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون أيضاً وفعل (تسلّموا) معطوف على تستأنسوا منصوب وعلامة نصبه حذف النون في آخره. |
فائدة: |
دخول لم الجازمة على الماضي يفيده التأكيد كقولك: لم نجحَ الكسول أي أنك أكدت تأكيداً لا يقبل الشك في عدم نجاح الكسول. |
زيادة: |
جاءت لم ناصبة للمضارع وذلك نادر جداً واستشهدوا به في قراءة بعض السلف أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (سورة الشرح: 1). بنصب حرف الحاء. وهي قراءة شاذة: |
ثانياً: الأدوات التي تجزم فعلين مضارعين. |
ينعت الأول فعل الشرط والثاني جوابه لأنه متعلق بالأول وتنقسم أدواته إلى قسمين هما: |
أ ـ إن وإذ ما وهما حرفان يجيئان لربط الجواب بالشرط وليس لهما محل من الإِعراب كأن تقول: إن تجتهدْ تنجحْ - إذ ما تتسمْ بفضائل الأخلاق تنلْ احترام الناس. في حالة الإِعراب تقول: |
إن: حرف جزم وربط لا محل له من الإِعراب. |
تجتهدْ: فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه السكون الظاهر في آخره وفاعله ضمير فيه مستتر وجوباً تقديره أنت. |
تنجحْ: جواب الشرط مجزوم بالسكون الظاهرة في آخره. |
إذ ما: حرف شرط جازم لا محل له من الإِعراب. |
تتسمْ: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر وفاعله مستتر وجوباً تقديره أنت. |
بفضائلِ: جار ومجرور بالكسرة الظاهرة في آخره وهو مضاف. |
الأخلاقِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره. |
تنلْ: جواب الشرط وجزاؤه مجزوم بالسكون الظاهر في آخره والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره أنت. |
احترامَ: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وهو مضاف. |
الناسِ: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. |
ب ـ مَن - ما - مهما - متى - أيّان - أين - أنَّا - حيثما - كيفما - أيُّ. |
1 ـ مَن اسم شرط جازم للعاقل نحو: قوله تعالى: مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (سورة الطلاق: 2). |
مَن: اسم شرط جازم للعاقل يجزم فعلين مبني في محل رفع مبتدأ. |
يتق: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف علّته والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو). |
اللَّه: لفظ الجلالة مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره. |
يجعلْ: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهر في آخره. والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره هو. |
له: جار ومجرور، اللام حرف جر والهاء اسم مبني في محل جر. |
مخرجاً: مفعول به منصوب لفعل يجعل والجملة من جواب الشرط وتوابعه في محل رفع خبر المبتدأ. |
2 ـ ما: اسم شرط جازم لغير العاقل نحو قوله تعالى: وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ (سورة البقرة: 110). |
ما: اسم شرط جازم لغير العاقل مبني في محل رفع مبتدأ. |
تقدموا: فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون - واو الجماعة في محل رفع فاعل. |
لأنفسكم: اللام حرف جر وأنفس مجرور باللام وعلامة الجر الكسرة الظاهرة أنفس مضاف والكاف مضاف إليه.. والميم للجمع. |
من خيرٍ: جار ومجرور. |
تجدوه: جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والفاعل ضمير في الواو والهاء ضمير مبني في محل نصب مفعول به. |
عند اللًهِ: عند ظرف مبني وهو مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه. |
3 ـ مهما: اسم شرط جازم لغير العاقل إعرابه إعراب من وما نحو: مهما تقدمْ من خير بين الناس تجدْه. |
فائدة: |
يعرب كل من اسم الشرط من - ما - مهما مبتدأ في محل رفع إذا كان فعل الشرط لازماً نحو: من يجلسْ يكسلْ أو متعدياً استوفى مفعوله نحو: من يؤدِ الأمانة يحترمْه الناس ويكون في محل نصب إذا كان فعل الشرط متعدياً لم يستوفِ مفعوله نحو: |
ما تُقدمْ اليومَ يَنْفَعْك غداً. |
فما هنا تعرب في محل نصب مفعول به مقدم. |
4 ـ متى: اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية نحو: متى تسافرْ أسافرْ معك. |
5 ـ أيَّان: اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية نحو: أيان تطعْ والديك يرض عنك الله. |
6 ـ أين - أنَّا - حيثما. |
اسم شرط جازم في محل نصب على الظرفية المكانية نحو: |
أين تجلسْ أجلسْ. |
أنَّا تدعُ الله تجدْه سمَيعاً. |
حيثما تستقمْ يصلحْ لك أمرك. |
تنبيه: |
قد تخرج أين عن الشرطية إلى الاستفهامية فقط كقولك: أين اتجاه القبلة؟ |
7 ـ كيفما: وتفيد الحالية وإعرابها في محل نصب على الحال إذا جاء فعل الشرط تاماً كقولك: كيفما تربِ نفسك تربية إسلامية تسعدْ. ومحل نصب على الخبرية نحو: |
كيفما تكنْ يكنْ صديقك. |
حيث يجيء فعل الشرط ناقصاً (أي فعل كان). |
8 ـ أَيُّ: اسم شرط جازم بحسب ما تضاف إليه في المعنى فتكون للعاقل نحو: أي رجل يؤد الأمانة يحبه الناس وتكون لغير العاقل مثال: |
أيُّ خُلق تتحل به في صغرك ينفعْك في كبرك وتكون ظرف زمان وظرف مكان مثل: |
أيُّ ساعة تخرجْ أخرجْ معك. |
أيُّ بلد تتجه إليه تجدْ أصدقاءك. |
أما إذا أضيفت إلى مصدر صريح تعرب مفعولاً مطلقاً وما بعدها مضافاً إليه نحو: |
أيَّ عمل كريم تقمْ به يشكرْك عليه الجميع. |
فائدة: |
سئل الخليل عن قولهم كيف تصنعْ أصنعْ بعدم اقتران كيف بما فقال مستكرهة قبيحة وليست من حروف الجزاء وأجازها الكوفيون بدون اقترانها بما كما وردت نصوص شعرية بمجازاة إذ مجردة من ما ويستحسن عدم القياس عليها، وأجاز الفراء عملها بدون ما وكذلك في حيث بدون ما.. كقولهم: |
حيث تجلسْ أجلسْ. |
وإذ تذهبْ أذهبْ معك.. ولكنه قليل لا يقاس عليه. |
زيادة: |
حذف حرف النون من مضارع كان نحو: |
لم تكن ذا عتبى بثبوت النون. |
أو لم تك ذا عتبى بحذفها. |
وقد قالوا لم أك - لم تك كقوله تعالى: |
قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً (سورة مريم: 20). والحذف هنا تخفيف على السمع ولا يجوز الحذف إذا اتصلت بالضمير نحو: |
الخلق الحميد إن لم تكنه فسوف تحزن. |
ثالثاً - جزم المضارع في جواب الطلب: |
الطلب مثل: الأمر - النهي - الإستفهام - التمني - الترجي - نحو: |
اعتصم بالدين تفزْ في الدارين. |
فالفعل تفزْ مجزوم بإِن المحذوفة مع فعل الشرط لوقوعه جواباً لفعل الأمر إذ التقدير إن تعتصم بالدين تفزْ. وكذلك قولك: لا تكثر من المزاح تحترم. فالفعل تحترم مجزوم بعد النهي في لا تكثر. |
وفي الإستفهام نحو: هل تزورني فأزرْك؟ |
حيث تجد فعل أزرْك مجزوماً في جواب الإستفهام. |
وكذلك بعد التمني كأن تقول: ليتك تقلع عن عادة التدخين تحفظْ صحتك. فالفعل تحفظْ مجزوم في جواب التمني للفعل ليت. |
ويكون في جواب العرض والتحضيض كأن تقول: ألا أدلك على طريق الخير تعصمْ نفسك من الزلل. ففعل تعصمْ مجزوم في جواب الطلب المتمثل في العرض أي كأنك تعرض على من تتحدث إليه عرضاً فيه منفعة له. |
وكذلك يأتي مجزوماً بعد التحضيض نحو: هَلاَّ ترافقني نزرْ معرض الحرمين الشريفين. |
ففعل نزرْ مجزوم في جواب الطلب الموحي بالتحضيض للزيارة. |
فائدة: |
قد يجزم المضارع جوازاً في حالة عطفه على فعل الشرط واقترانه بالواو أو الفاء نحو: إن تبتغ مرضاة الله وتعملْ صالحاً تكن مسلماً أو (وتعملَ). فيجوز جزمه على العطفية ونصبه بتقدير أن مضمره وجوباً بعد الواو (وأن تعملَ). |
زيادة: |
إذا كان عطف المضارع على جواب الشرط نحو: إن تصدقْ في عملك تحترمْ بين زملائك وتنلْ حب الناس. فيمكن في الفعل تنل المعطوف على جواب الشرط الجزم بالعطفية والنصب بأن مضمرة وجوباً (تنالَ) والرفع بالاستئنافية (تنالُ). |
ثانياً - الاسم: |
وهو ما دلّ على ذات معينة دون حدث أو زمن فيه كقولك ((الكتاب مفيد)) فلفظة ((الكتاب)) دلت على ذات معينة معروفة دون اقترانها بأي زمن، وينقسم الاسم إلى قسمين أساسيين: |
أ ـ اسم علم: وهو كل ما دلّ على ذات معينة معروفة.. مثال: محمد، أسماء، عبد الله، سعيدة نزهة. |
ب ـ اسم نكرة: وهو ما دلّ على ذات شاملة غير مخصصة مثل: كتاب، قلم، حبر، وبدخول - ال - التعريف يكتسب الخصوصية وكذلك بإضافته إلى اسم آخر كقولك: ((كتاب محمد)) فكتاب هنا بإضافته إلى اسم آخر كقولك: ((كتاب محمد)) فكتاب هنا بإضافته إلى محمد أفاد الخصوصية. |
وقبل أن نفرغ من باب الاسم علينا أن نعرض إلى علامات الاسم الأساسية والتي تتمثل في الآتي: |
1 ـ قبوله لدخول حرف الجر، مثال: مررت بمحمد صباحاً. |
2 ـ قبوله للتنوين بأنواعه.. نحو: جاء سعدٌ ورأيت سعداً ومررت بسعدٍ. |
3 ـ قبوله لدخول حرف النداء عليه كقولكم: ما هكذا تورد الإِبل يا سعد. |
4 ـ قبوله للإسناد مثل:
((قلم علّي))، ((كتاب عبد الله)). |
5 ـ قبوله لدخول - ال - التعريف عليه نحو: الكتاب، القلم، النظافة، الإِيمان. |
وضمن الأسماء تدخل جميع الضمائر لأنها تدل على ذات مخصصة. وتنقسم الضمائر إلى قسمين: ضمائر رفع وضمائر نصب. وضمائر الرفع البارزة هي: |
أنا، نحن، هو، هما، هم، هي، هما، هن، أنتَ، أنتما، أَنْتُمْ، أنتِ، أنتما أنتن. |
أما ضمائر النصب البارزة فهي: |
إياي.. إيانا.. إياكَ.. إياكما.. إياكم.. إياكِ إياكما.. إياكن.. إياه.. إياهما.. إياهم.. إياها.. إياهما.. إياهن. |
وقسم ثالث من الضمائر يكون متصلاً بما قبله وتكون من حيث الإعراب حسب موقعها من الجملة: |
تاء الفاعل، ((نا)) الفاعلين، ياء المخاطبة، ألف الاثنين، نون النسوة، واو الجماعة. |
ففي قولك ((قرأنْا الكتاب)) فـ ((نا)) الفاعلين هنا فاعل وقولك: ((آكْرَمَنَا علّي)) فـ ((نا)) الفاعلين هنا مفعول به لأن الإِكرام وقع من علي على((نا)) الفاعلين ولم يقع منها. والقاعدة النحوية تقول: الضمائر كلها مبنية، ولذلك فأسماء الإشارة كلها مبنية ما عدا ((هذان، هذين، هاتان، هاتين)) ومن أسماء الإشارة أيضاً: هذا، هذه، هؤلاء. |
فإذا قلت: ((هذا كتابٌ مفيدٌ)) يكون الإِعراب كالآتي: |
هذا: اسم إشارة مبني وهو مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة. |
كتاب: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. |
مفيد: صفة لكتاب والصفة تتبع الموصوف في الإعراب. |
فما دام الكتاب خبراً مرفوعاً يجب أن تكون صفته مرفوعة هي الأخرى. |
ثالثاً - اسم الفعل: |
اسم الفعل هو القاسم المشترك بين الاسم والفعل بمعنى أن له من الفعل الزمن والحدث ويشبه الاسم من حيث اللفظ في عدم تصرفه. |
وينقسم إلى أزمنة الفعل السابقة: |
فتقول مثلاً: ((هَيْهَاتَ)) بمعنى بَعُدَ.. اسم فعل ماضي. |
((أُفٍ)) بمعنى أتضَجَّرُ اسم فعل مضارع. |
بَخٍ: بمعنى زدْ اسم فعل أمر. |
والملاحظ أن أسماء الأفعال لا تقبل دخول نون النسوة عليها كما أنها لا تثنى ولا تجمع وهي مبنية دائماً. سماعية ويمكن صياغة اسم فعل أمر من الفعل الثلاثي على وزن ((فَعَالِ)) نحو - شرابِ الماء - جَلاَسِ - كتَابِ. |
|