شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثُقْبُ الضَّمِيرِ
مِنْ كَوَّةِ.. أَحْزَانِ الحَاضِرْ
اجْتَازَتْ أَسْلاَكَ.. الغَادِرْ
وَتَخَطَّتْ لاَ تَخْشَى أَحَداً..
إِعْصَاراً يَقْذِفُ.. مُتَّقِداً
نَفَحَتْ فِي جَوْفِي وَمْضَتَهَا..
وَحَرِيقاً شَبَّ.. لِعَزْمَتِهَا
فَطَفِقْتُ أُفَتِّشُ عَنْ أَرَقِي
أَتَحَسَّسُ بُرْكَانَ الحَرَقِ
وَمَضَيْتُ أُجَمِّعُ.. أَشْتَاتِي
وأُسَفِّهُ لَيْلَ الصَّبَوَاتِ
أَدْلَجْتُ أَسِيرُ عَلى كَمَدِ
أَتَقَرَّى خَارِطَةَ البَلَدِ
أَمْشِي وَالنَّفْسُ.. تُسَائِلُهَا
تَتَمَلَّى.. عَصْفَ.. جَدَائِلهَا
والغَيْمَةُ تَركُضُ مِنْ حَوْلِي
بِسَخِيِّ المُزْنَةِ.. وَالهَطْلِ
واللَّيْلُ يُحَاصِرُ.. أَحْلاَمِي
وَيُثِيرُ حَفِيظَةَ.. إلْهَامِي
سأَدُوسُ الشَّوْكَةَ لاَ أَخْشَى
دَمْدَمَةَ القَهْرِ.. إِذَا أَغْشَى
وأُحَطِّمُ فِي غَوْرِ الوَادِي
قَنْطَرَةَ السُّلْطَةِ.. لِلعَادِي
يَا أَرْضَ فِلِسْطِينَِ الحُرَّهْ
يَا نَبْتَةَ حُلْمٍ.. مُخْضَرَّهْ..
يَا نَفْحَ المَاضِي.. وَالحَاضِرْ
يَا قَصْفَةَ زِلْزَالٍ.. ثَائِرْ!
اللَّيْلُ طَوِيلٌ.. مُثَّاقِِلْ..
وَالفَجْرُ مَرِيضٌ.. مُتْآكِلْ!
والقَلْبُ تَكَادُ.. تُمَزِّقُهُ
زَفَرَاتُ الغَدْرِ.. وَتَسْحَقُهُ
فِي صَمْتِ دَيَاجِيرِ.. المِحْنَهْ
أَلْفَيْتُ فَتَاةً.. كَالشُّحْنَةْ
تَضْرَى بُركَاناً.. مِنْ لَهَبِ
تُلْقِي بِشِوَاظٍ.. مِنْ شُهُبِ
وَدَّعْتُ الحُّلْمَ.. المُتْرَامِي
وطَوَيْتُ بَقِيَّةَ أَحْلاَمِي
فَتَسَلَّقَ طَيْفٌ.. يُرْشِفُنِي
كَأْسَ الأَحْزَانِ.. عَلَى وَطَنِي
فَرأَيْتُ الطِّفْلَةَ.. وَاثِبَةً
تَرْمِي.. بِحَصَاةٍ.. مُلْهِبَةً
وَجْهاً يَغْتَالُ.. الحُريَّهْ
بِنَيَازِكِ صَخْرٍ.. نَارِيهْ
تَصْلِي الأَعْدَاءَ.. بِثَوْرَتِهَا
والعَالَمُ يَشْهَدُ وَثْبَتَها..
لاَ نُبْلَ يُحَرِّكُ.. وُجْدَانَهْ
في زَمَنٍ حَنَّطَ فُرْسَانَهْ
النَّصْلُ الغَادِرُ نَيْشَانُ
فِي صَدْرِ الطِّفْلَةِ عُنْوَانُ
وَبِطَاقَةُ تَحْذِيرٍ.. تَأْتِي
مِنْ أَنْفِ عَمِيلٍ.. مُسْتَعْتِي
سَنَدُكُّ الأَرْضَ بِمَنْ فِيهَا
يَا ثُقْبَ ضَمِيرِ.. الإنْسَانِ
فِي حَقِّ قَطِيعِ.. الحِمْلاَنِ
اللَّيْلُ سَيَتْبَعُهُ.. فَجْرُ!
وكِلاَبُ الخِزْيِ سَتَنْدَحِرُ..
فَالأَرْضُ.. تُنَاجِي أَهْلِيهَا
لاَ جَوْرَ عَدُوٍ.. يُنْسِيهَا..
خَلَجَاتُ البَسْمَةِ مَا غَابَتْ!
وَأَمَانِي العَوْدَةِ.. مَا شَابَتْ
لاَ حَقَّ يَضِيعُ.. بَأَيْدِينَا..
شَلاَّلُ العَزْمَةِ يَرْويِنَا..
غَابَاتُ الصَّبْرِ غَداً.. تُزْهِرْ
بِنَبَاتِ الوَثْبَةِ.. كَيْ تُثْمِرْ
لاَ قُوَّةَ تَصْرَعُ.. إِقْدَامَهْ
حَمَلَ الأَكْفَانَ عَلى الهَامَهْ
واسْتَلَّ مِنْ العَزْمِ سِلاَحَه
لاَ يَخْشَى المَوْتَ وَسَفَّاحَهْ
سَيَذُودُ عَنِ الوَطَنِ الغَالِي
عَنْ حَقِّ العَمَّةِ والخَالِ
لاَ قَهْرَ يُعَطِّلُ.. إِصْرَارَهْ..
فَالحَقُّ يُبَارِكُ.. أَنْصَارَهْ
يَتَوَسَّدُ تُرْبَا.. مَضْطَرِمَا..
يَرْوِيهِ نَزِيفاً.. لاَ حُلُمَا..
لاَ بُدَّ تَعُودُ إلَى الكَرْمَهْ
وتُعِيدُ الثَّغْرَ.. إلى البَسْمَهْ
فَبَيَانُ المَجْلِسِ لاَ يَكْفِي
إذْ هَبَّ ((الفِيتُو)) المُسْتَخْفِي
يَدْعُو بِدَمَارِ.. الثُّوَارِ
يَا ثُقْبَ ضَمِيرِ.. الثَّرثَارِ!
يَا ذُلَّ ضَمِيرِ.. الإنْسَانِ!
فِي زَمَنِ الرَّكْضِ إلى الحَانِ!
تَغْتَالُ الصَّيْحَةَ.. لِلطِفْلِ!
وَتَصُدُّ مُقَاوَمَةَ.. الشِّبْلِ!
مِنْ هَدْأَةِ عَاصِفَةٍ حُبْلَى
هَبَّ الإِعْصَارُ مِن الثَّكْلَى
فَأُنِيطَ بِحُبٍّ فِي الخَفْقِ
يَزْهُو كَالشَّمْسِ عَلَى الأُفْقِ
وَيُبَدِّدُ أَحْلاَمَ الظَالِمْ!
بِالقَذْفِ القَاتِلِ.. لِلآثِمْ
فَصَبَاحُ النَّصْرِ.. غَداً يُشْرِقْ
مَهْمَا الإعْتَامُ بَدَا.. مُطْبِقْ
لاَ قَهْرَ.. يَشِلُّ أَمَانِيهِ
أَوْ يُسْكِتُ حُلْمَ أَغَانِيهِ..
فَالبَسْمَةُ هَلَّتْ يَا قَوْمِي
مِنْ ثَغْرِ الطِفلَةِ بِالحُلْمِ..
أَحْيُوا بِالدُفِّ.. ليَالِيهَا
قَدْ طَابَ العَيْشُ بِوَادِيهَا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :577  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 102 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج