مِنْ كَوَّةِ.. أَحْزَانِ الحَاضِرْ |
اجْتَازَتْ أَسْلاَكَ.. الغَادِرْ |
وَتَخَطَّتْ لاَ تَخْشَى أَحَداً.. |
إِعْصَاراً يَقْذِفُ.. مُتَّقِداً |
نَفَحَتْ فِي جَوْفِي وَمْضَتَهَا.. |
وَحَرِيقاً شَبَّ.. لِعَزْمَتِهَا |
فَطَفِقْتُ أُفَتِّشُ عَنْ أَرَقِي |
أَتَحَسَّسُ بُرْكَانَ الحَرَقِ |
وَمَضَيْتُ أُجَمِّعُ.. أَشْتَاتِي |
وأُسَفِّهُ لَيْلَ الصَّبَوَاتِ |
أَدْلَجْتُ أَسِيرُ عَلى كَمَدِ |
أَتَقَرَّى خَارِطَةَ البَلَدِ |
أَمْشِي وَالنَّفْسُ.. تُسَائِلُهَا |
تَتَمَلَّى.. عَصْفَ.. جَدَائِلهَا |
والغَيْمَةُ تَركُضُ مِنْ حَوْلِي |
بِسَخِيِّ المُزْنَةِ.. وَالهَطْلِ |
واللَّيْلُ يُحَاصِرُ.. أَحْلاَمِي |
وَيُثِيرُ حَفِيظَةَ.. إلْهَامِي |
سأَدُوسُ الشَّوْكَةَ لاَ أَخْشَى |
دَمْدَمَةَ القَهْرِ.. إِذَا أَغْشَى |
وأُحَطِّمُ فِي غَوْرِ الوَادِي |
قَنْطَرَةَ السُّلْطَةِ.. لِلعَادِي |
يَا أَرْضَ فِلِسْطِينَِ الحُرَّهْ |
يَا نَبْتَةَ حُلْمٍ.. مُخْضَرَّهْ.. |
يَا نَفْحَ المَاضِي.. وَالحَاضِرْ |
يَا قَصْفَةَ زِلْزَالٍ.. ثَائِرْ! |
اللَّيْلُ طَوِيلٌ.. مُثَّاقِِلْ.. |
وَالفَجْرُ مَرِيضٌ.. مُتْآكِلْ! |
والقَلْبُ تَكَادُ.. تُمَزِّقُهُ |
زَفَرَاتُ الغَدْرِ.. وَتَسْحَقُهُ |
فِي صَمْتِ دَيَاجِيرِ.. المِحْنَهْ |
أَلْفَيْتُ فَتَاةً.. كَالشُّحْنَةْ |
تَضْرَى بُركَاناً.. مِنْ لَهَبِ |
تُلْقِي بِشِوَاظٍ.. مِنْ شُهُبِ |
وَدَّعْتُ الحُّلْمَ.. المُتْرَامِي |
وطَوَيْتُ بَقِيَّةَ أَحْلاَمِي |
فَتَسَلَّقَ طَيْفٌ.. يُرْشِفُنِي |
كَأْسَ الأَحْزَانِ.. عَلَى وَطَنِي |
فَرأَيْتُ الطِّفْلَةَ.. وَاثِبَةً |
تَرْمِي.. بِحَصَاةٍ.. مُلْهِبَةً |
وَجْهاً يَغْتَالُ.. الحُريَّهْ |
بِنَيَازِكِ صَخْرٍ.. نَارِيهْ |
تَصْلِي الأَعْدَاءَ.. بِثَوْرَتِهَا |
والعَالَمُ يَشْهَدُ وَثْبَتَها.. |
لاَ نُبْلَ يُحَرِّكُ.. وُجْدَانَهْ |
في زَمَنٍ حَنَّطَ فُرْسَانَهْ |
النَّصْلُ الغَادِرُ نَيْشَانُ |
فِي صَدْرِ الطِّفْلَةِ عُنْوَانُ |
وَبِطَاقَةُ تَحْذِيرٍ.. تَأْتِي |
مِنْ أَنْفِ عَمِيلٍ.. مُسْتَعْتِي |
سَنَدُكُّ الأَرْضَ بِمَنْ فِيهَا |
يَا ثُقْبَ ضَمِيرِ.. الإنْسَانِ |
فِي حَقِّ قَطِيعِ.. الحِمْلاَنِ |
اللَّيْلُ سَيَتْبَعُهُ.. فَجْرُ! |
وكِلاَبُ الخِزْيِ سَتَنْدَحِرُ.. |
فَالأَرْضُ.. تُنَاجِي أَهْلِيهَا |
لاَ جَوْرَ عَدُوٍ.. يُنْسِيهَا.. |
خَلَجَاتُ البَسْمَةِ مَا غَابَتْ! |
وَأَمَانِي العَوْدَةِ.. مَا شَابَتْ |
لاَ حَقَّ يَضِيعُ.. بَأَيْدِينَا.. |
شَلاَّلُ العَزْمَةِ يَرْويِنَا.. |
غَابَاتُ الصَّبْرِ غَداً.. تُزْهِرْ |
بِنَبَاتِ الوَثْبَةِ.. كَيْ تُثْمِرْ |
لاَ قُوَّةَ تَصْرَعُ.. إِقْدَامَهْ |
حَمَلَ الأَكْفَانَ عَلى الهَامَهْ |
واسْتَلَّ مِنْ العَزْمِ سِلاَحَه |
لاَ يَخْشَى المَوْتَ وَسَفَّاحَهْ |
سَيَذُودُ عَنِ الوَطَنِ الغَالِي |
عَنْ حَقِّ العَمَّةِ والخَالِ |
لاَ قَهْرَ يُعَطِّلُ.. إِصْرَارَهْ.. |
فَالحَقُّ يُبَارِكُ.. أَنْصَارَهْ |
يَتَوَسَّدُ تُرْبَا.. مَضْطَرِمَا.. |
يَرْوِيهِ نَزِيفاً.. لاَ حُلُمَا.. |
لاَ بُدَّ تَعُودُ إلَى الكَرْمَهْ |
وتُعِيدُ الثَّغْرَ.. إلى البَسْمَهْ |
فَبَيَانُ المَجْلِسِ لاَ يَكْفِي |
إذْ هَبَّ ((الفِيتُو)) المُسْتَخْفِي |
يَدْعُو بِدَمَارِ.. الثُّوَارِ |
يَا ثُقْبَ ضَمِيرِ.. الثَّرثَارِ! |
يَا ذُلَّ ضَمِيرِ.. الإنْسَانِ! |
فِي زَمَنِ الرَّكْضِ إلى الحَانِ! |
تَغْتَالُ الصَّيْحَةَ.. لِلطِفْلِ! |
وَتَصُدُّ مُقَاوَمَةَ.. الشِّبْلِ! |
مِنْ هَدْأَةِ عَاصِفَةٍ حُبْلَى |
هَبَّ الإِعْصَارُ مِن الثَّكْلَى |
فَأُنِيطَ بِحُبٍّ فِي الخَفْقِ |
يَزْهُو كَالشَّمْسِ عَلَى الأُفْقِ |
وَيُبَدِّدُ أَحْلاَمَ الظَالِمْ! |
بِالقَذْفِ القَاتِلِ.. لِلآثِمْ |
فَصَبَاحُ النَّصْرِ.. غَداً يُشْرِقْ |
مَهْمَا الإعْتَامُ بَدَا.. مُطْبِقْ |
لاَ قَهْرَ.. يَشِلُّ أَمَانِيهِ |
أَوْ يُسْكِتُ حُلْمَ أَغَانِيهِ.. |
فَالبَسْمَةُ هَلَّتْ يَا قَوْمِي |
مِنْ ثَغْرِ الطِفلَةِ بِالحُلْمِ.. |
أَحْيُوا بِالدُفِّ.. ليَالِيهَا |
قَدْ طَابَ العَيْشُ بِوَادِيهَا |