شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مَا هُوَ الشِّعْرُ؟!
الشِّعرُ إِنْ لَمْ يَرْوِ فيكَ غُلاَلَةً..
لاَ كَانَ مِنْ شِعْرٍ يُقَالُ وَيُنْشَدُ
هُوَ فَيضُ إحْسَاسٍ ونَبْضُ صَبَابَةٍ
وتَأَمُّلٌ عَبْرَ الحَيَاةِ.. مُجَسَّدُ!
تَصْويرُ آهَاتِ الشَّجِيِّ.. وَلَوْعِهِ
شَيْخاً تَراهُ وَربَّما هُو أَمْرَدُ..
يَسْتَشْعِرُ الإِحْسَاسَ فِي رَاحِ الهَوَى
وَيُتَرجِمُ الأَنَّاتِ حِينَ يُغَرِّدُ!
هَمَسَاتُ إيقَاعٍ رَتِيبٍ نَفْحُهَا..
مُتَسَاوِقُ الأَجْزَاءِ.. عِقْداً يُنْضَدُ
يَحْتَاجُ صَاحِبُهُ مِرَاراً قَاسِياً..
كَيْ يُفْرِغَ الإحْسَاسَ فِيمَا يَقْصِدُ
طَوفَانُ مَوْجٍ هَادِرٍ لاَ يَنْثَنِي
عِنْدَ الرِّيَاحِ إذَا طَغَتْ أوْ يَركُدُ
يَفْتَرُّ بالأشْواقِ لَحْناً هَانِياً..
كَبَلابِلِ الدَّوْحِ الشَّجِيَّةِ تُسْعِدُ
لاَ يَرْتَقِي صَهَوَاتِهِ غَيْرُ الذِي
فِي نَاظِرَيْهِ تَوثُّبٌ.. وَتَجَلُّدُ
الفَاظُهُ خَفْقٌ ولَفْحٌ لاَهِثٌ
يَشْقَى بِهِنَّ مُيَتَّمٌ.. وَمُسهَّدُ
كَخَرِيرِ أَنْسَامِ الغَدِيرِ.. إِذَا صَفَا
فِي رِقَّةٍ أَنْفَاسُهُ.. تَتَهدْهَدُ
تَشْكُو إِلى بَدْرِ السَّمَاءِ هُيَامَهَا
وتَشِفُّ عَنْ كَمَدٍ بِهَا لاَ يَبْرَدُ
وتَجَارِبٍ مِلْءَ الحَيَاةِ.. تَصَوُّراً
تَسْتَلْهِمُ الحُلْمَ الجَمِيلَ.. وَتُورِدُ
يَسْرِي الخَيَالُ بِهِ بِكُلِّ شِغَافِهِ
فَتَراهُ نَبْضاً دَافِقاً.. يَتَولَّدُ
يَسْتَنْبِتُ الأَطْيَافَ مِنْ نَفْحِ الرُّؤَى
وَيُحِيلُهَا فِي صُورَةٍ.. تَتَجَدَّدُ
ذَاكُمْ لَعَمْرِي الشِّعْرُ فِي لَمَسَاتِهِ
تَرْنِيمةٌ تُشْجِي.. وَطَرْفٌ مُسْهَدُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :752  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.