أَشْتَاقُ بَسَامَةَ نَاظِرِهَا.. |
أَتَحسَّسُ نَبْضَ.. ضَفَائِرَهَا |
فَأَراهُ يُغَلِّفُ.. أَحْلاَمِيِ |
وَيُذِيبُ تَكَلُّسَ.. إِلْهَامِي |
فَأعُودُ أُفَتِّشُ عَنْ نِسْمَهْ.. |
بِشَتَاتِ الغُرْبَةِ والعَتْمهْ. |
فَأَرى أَزْهَاراً تَحْتَرقُ.. |
أكْمَامُ الوَرْدِ لَهَا شَفَقُ.. |
تَنْسَلُّ بِخَطْوٍ.. مُضْطَرِبِ |
مِنْ سَحْقِ رِيَاحٍ.. كَالشُّهُبِ |
لِزَوَارِقِ.. حُلْمٍ مَهْجُورَهْ |
رَسَمَتْ فِي الشَّطِ لَهَا صُوَرهْ |
مَا عَادَ المَوْجُ يُلاَعِبُهَا.. |
وَشُعَاعُ الشَّمْسِ يُدَاعِبُهَا |
ترَكَتْ أَشْلاَءَ سَكِينَتِها |
تَطْفُو في مَوْجِ بُحَيْرَتِهَا |
والحُزْنُ لَهُ سَاقٌ.. تَجْرِي |
بِشِغَافِ القَلْبِ.. المُسْتَعِرِ |
والنَّبْتُ الأَخْضَرُ يَحْتَضِرُ |
وفَرَاشُ الأَيْكَةِ.. يَنْصَهِرُ |
فِي رَاحِ مَسَاءٍ.. مُكْتَئِبِ |
يَنْثَالُ دُخَاناً.. مِنْ لَهَبِ |
لاَ ظِلَّ أَنِيسٍ.. يُصْفِيهِ |
حَرَّ الأَشْوَاقِ.. وَيَرْوِيهِ |
فَينَامُ اللَّيْلَ عَلى.. أَملِ |
يَرعَى الأَشْبَاحَ.. مِنْ المَلَلِ |
يا نَفْحةَ عِطْرٍ.. لَمْ تَرحَلْ |
تَنْثُو بالحُبِّ.. لِمنْ يَسْأَلْ |
وَبَواحُ الصَّبِ.. يُنَادِيهَا |
يَشْتَاقُ الوَصْلَ.. لِماضِيهَا |
يُلْقي بالهَجْرِ.. وَبالأَرَقِ |
فِي رَاحَةِ فَجْرٍ.. مُؤتَلِقِ |
ويَسِيرُ بِخَطْوٍ.. مُتَّئِدِِ |
فِي خَفْقِ مَسَاءٍ.. مُبْتَرِدِ |
وَعَصِيُّ الدَّمْعِ.. يُسَهِّدُهُ |
يَصْلِيهِ البَوْحَ.. وَيُجْهِدُهُ |
فَيَعُودُ.. لِصُبْحٍ قَدْ وَلَّى |
يَشْكُوهُ فُؤَادَاً.. مُعْتَلاً |
يَا نَبْضَ المَاضِيِ.. وَالحَاضِرْ |
يَا غَشْقَةَ غَيْمٍ.. مُتَنَاثِرْ.. |
مَا عُدْتُ أُبَدِّدُ أَحْلاَمِي |
فِي صَمْتِ.. مَسَارِ الأَيَّامِ |
فَلَهِيبُ البُعْدِ.. يُؤَرِّقُنِي |
يَصْلِينِي البَوْحَ.. ويُقْلِقُنِي |
أَشْتَاقُ إليْكِ وَلاَ أخْشَى |
إلاَّ السُّلْوانَ إذَا أَغْشَى |
وأَهِيمُ أُجَدِّدُ مَاضِيكِ |
وَرَحِيقُ البَسْمةِ مِنْ فِيكِ |
فَأرَى الأَطْيافَ تُهدْهِدُنِي |
بِرَهِيْفِ الحُلْمِ.. وَتُسْعِدُنِي |
فَأنَامُ بِشُرفَةِ.. هَمْسَتِهَا.. |
طِفْلاً يَشْتَاقٌ حِكَايَتَهَا.. |
يَهْنَى بِالطَّيْفِ إذَا مَرّا.. |
يَخْتَالُ بِطَلْعَتِهِ.. بَدْراً |
فَيُفَتِِّتُ سَأْمَةَ إحْسَاسِي |
شَجْواً بِالحُلْمِ.. المِئْنَاسِ |
فَأَظَلُّ عَلى المَاضِي أَحْيَا |
لِرَفِيْفِ البَسْمَةِ في اللُّقْيَا |
وأَعُودُ أُنَعِّمُ.. آهَاتِي |
مِنْ ثُقْبِ المَاضِي.. والآتِي |
أَرْعَى بِالحُبِّ.. ضَفِيرَتَها |
وأكُتِّمُ.. لَوْعَةَ.. حَيْرَتِهَا.. |
فَأرَى الأَيامَ وَقَدْ صَدِئَتْ |
وَرَقَائِقُ بَسْمَتِهَا.. صدِِئَتْ |
فأُلَمْلِمُ زَفْرةَ وُجْدَانِي |
خَوفاً مِنْ نَزْفِ البُرْكَانِ |
وتَذُوبُ الخَفْقَةُ فِي صَمْتِي |
وتَغِيبُ البَسْمَةُ عَنْ شَفَتي |
فَأُودِّعُ حُلْمَ.. أَمَانِيْنَا.. |
ورَبِيعاً جَفَّ.. بِنَادِيْنَا |