| يَا زَمَاناً صَارَ فِيهِ أَلْفُ تَفْسيرٍ وَمَعْنَى |
| مُذْ بَدَأْنَا نَتَعَامَى والرُّؤَى تَحْلُمُ حُسْنَا |
| هَلْ مَضَيْنَا لاَ نُبالي أَيُّنَا أَكْثَرُ غَبْنَا؟ |
| يَسْحَقُ الأَقْوَى أَخَاهُ في اشْتِهاءٍ يَتَمَنَّى! |
| يَصْطَلي بالنَّارِ لَفْحاً لاهِبَ الإِحْسَاسِ مُضْنَى |
| يَا زمانَ الدَّحْرِ حَسْبُكْ. تُلْهِبُ القَلْبَ العَلِيلْ |
| وَإذا اللَّيْلُ تَرَاخَى تَنْسِفُ الحُلْمَ الجَميلْ |
| وتُشِيعُ الخَوْفَ ظِلاًّ كامْتِدَادِ الأَرْخَبِيْلْ |
| ما الذي تَبْغِيْهِ مِنِّي بَعْدَ طَحْنِ الأَبْرِيَاءْ؟ |
| في رُبَا ((الهَرْسَكِ)) أَهْلي يَجْرَعُونَ الحَنْظَلاءْ |
| ويُسَامُونَ عَذَاباً وَدَمَاراً وَبَلاءْ |
| وَبِأَرْضِيْهِمْ هَلاَكٌ نَازِفٌ أَزكَى دِمَاءْ |
| أَيْنَ صَوْتُ الحَقِّ فِينَا أَيَنَ صَوْتُ الشُّرَفَاءُ؟ |
| يا زَماناً عِشْتُ فيهِ بَيْنَ نَخْعٍ وَهُرَاءْ |
| يَلْجِمُ الحَقَّ وَيَلْوي عَنْ حُقُوقِ الشُّهَدَاءْ |
| لاَ يَرَى للحَقِّ وَجْهاً.. حَالِمَ النَّخْبِ رَوَاءْ |
| نَسْمَةُ الصُّبْحِ تُغَنِّي والرُّؤَى شَرْخٌ كَئِيبْ |
| وَزُهُوْرُ الرَّوْضِ تَبدْو وَاجِمَاتٍ في الغُرُوبْ |
| شَفَّها صَهْدُ الأَمَاني فَانْثَنَتْ طَيَّ الرِّيَاحْ |
| لم تَعُدْ تَنْبِضُ حِسًّا مِثْلُ شَفَّافِ الأَقَاحْ |
| فَبَدت كَوْمَةُ حُزْنٍ تَرْسُمُ الشَّجْوَ الحَزِينْ |
| خَدَّشَتْ وَجْهَ الأَمَاني عَمَّقَتْ لَفْحَ السِّنينْ |
| الصَّدَى أَصْبَحَ نَهْراً لاهِثاً لا يَسْتكِينْ |
| بَرْكَنَ التَّغْرِيدَ فِيهَا كَلَّسَ الشَّوْقَ الدَّفِيْنْ |
| وَحِيَالَ الصَّدْعِ.. شِمْتُ زَنْبَقاً يَشْكُو الوَجَعْ |
| لم يَكُفِّ النَّفْحَ يَوْماً حَالِماً رُغْمَ الجَزَعْ |
| أَعْتَمَ الوَقْتُ وَضَاعَتْ كُلُّ أَحْلامِ النَّجَاهْ |
| لَجَّ بي سُهْدُ اللَّيَالي في خِضَمٍّ مِنْ دُجَاهُ |
| لَمْ أَعُدْ أَقْوَى نِزَالاً ضَاقَ بي شَطْحُ السُّؤَالْ |
| فَدَعِيني أَتَوَارَى وانْظُري يَوْمَ الرِّحَالْ |
| اهْرَعي إِنْ شِئْتِ قَبْلي عَبْرَهَا تِيكَ الرِّمَالْ |
| فَهَوَانَا لَمْ يُثِرْنَا في زَمَانِ الانْهِيَارْ |
| شَهْوَةُ المَالِ تَصَدَّتْ تَسْتَبِيحُ الانْكِسَارْ |
| وَزَهَا التِّبْرُ وَأَمْسَى وَهَجاً يُخْزي وَعَارْ |
| فَاعْذُريني يَا حَيَاتي إِنَّ لي قَلباً شَفِيفْ |
| يحْتَسي الأنْفَاسَ كأْساً وَيُغَنِّي لِلْخَرِيفْ |
| فَأنَا مَا زِلْتُ نَبْضاً طَاهِرَ الدَّفْقِ رَهِيفْ |
| أَتَمَلَّى في انْصِهَاري وانْشِغَالي بالطُّيُوفْ |
| وَجَبَانُ الخَفْقِ يَخْشَى مِنْ رُفَاتِ ((الدَّيْنَصُورْ))
|
| وَخَفَافِيشَ سُكَارَى تَتَوَارَى في القُبُورْ |
| تُلْهِبُ الجَّو صَفِيراً وَزَفِيراً.. وَنُفُورْ |
| لَمْ يَعُدْ عَصْريَ عَصْري إنَّني أَغْشَى المَلَلْ |
| فَاصْهَرِيني في خُطَاكِ قَبْلَ أَنْ يَدْنُو الأَجَلْ |
| رَافِضاً حَطْمي وقَبْري وَانْغِماسي في الوَحَلْ |
| إنَّني أَحْسُو ضَيَاعي.. وَزَماني.. في خَجَلْ |