أَيُّ مَجْدٍ من رُؤَى البيتِ أَضَاءَ |
أيُّ فجرٍ ساطعٍ بالنُّورِ جَاءَ |
أَيُّ عِلْمٍ زاخرٍ إِمَّا بَدى |
أَغْضتِ الشمسُ حيَاءً وانْحِناءَ |
لمْ يزلْ يَنْسِخُ آياتِ الدُّجى |
نورُه الضَّاحي صبَاحاً وَمسَاءَ |
يا لَمَجْدٍ حافلٍ كان لنا |
ملأتْ آفاقُه الدُّنيا زُقَاءَ |
ابْعَثُوهَا طلعةً علميّةً |
نَجْتَلِي منها فما أحْلى الرَّوَاءَ! |
اعبرُوا الآفَاقَ إني فيكمُو |
قد توسَّمْتُ صموداً وارتقاءَ |
ابْعَثُوهَا وَثبةً من دِينكمْ |
واستمِدُّوا العزمَ منْه والإِباءَ |
بالنُّهَى نَسْمُوا إِلى عُمْقِ الذُّرَى |
بِالشبابِ الفَذِّ بالعلم ارتواءَ |
الأماني الغر مَا أجْمَلها |
حِين تُعْطِينَا شباباً علماءَ |
انفضُوا الجَهلَ فَما أجْدَرَكُمْ |
للعُلا أهْلاً وللمجدِ احتباءَ |
قَوِّضُوا بالعلم أشباحَ الدُّجى |
وأَشِيعُوا النورَ هَدْياً والضِّياءَ |
فالعوالي الشُمُّ لا تَرْضَى الوَنَى |
لا ولا تَرْعَى شَباباً جُهَلاءَ |
إِنَّنِي قد شِمْتُ فيكمْ وَمْضَةً |
فاطرحُوا التِّيهَ وَبُزُّوا الخُيَلاَءَ |
يَا لَمَجدٍ شامخٍ جَابَ الدُنا |
بَثَّ في الكونينِ عِلْماً وَسَنَاءَ |
مجدُنا الغابرُ مجدٌ تالدٌ |
شَادَهُ الآباءُ للدنيَا بَقَاءَ |
سائِلُوا الإفْرنجَ من عَلَّمَهُم |
إِنَّهُمْ أَدْرَى بمسرَانا اقْتِفَاءَ |
لَمْ يَكن (كانت) ولا أترابه |
يعلمون البَحثَ علماً واجْتِلاَءَ |
مثلما (الجاحظُ) في أسلوبهِ |
حين يَسْتَقْصِي فَلا يَرْضَى التِوَاءَ |
كانَ لا يَرْعَى من الرأيِ سِوَى |
ما يبين الحقَ أَو يُقْصِي افترَاءَ |
(وَابنُ خلدونٍ) على سَمْعِ الدنَا |
شَهِدَتْ آثاره العُظْمَى حَفَاءَ |
يَا شبابَ اليَوْم كُونُوا طلْعَةً |
إنكُم أَكرمُ أَصلاً وانتِمَاءَ |
يَا رجَالَ الغد كُونُوا وَثْبَةً |
تَمْلأُ الأَجواءَ نُوراً واجتِلاءَ |
هَذهِ الأَبْحاثُ علمٌ نافعٌ |
وَرُؤَى تحملُ جَهْداً وَذَكَاءَ |
قد بَحثتم عبرها كنه ((الفضا))
|
فأجَدتم بحثَها بحثاً وَضَاءَ |
وأَبَنْتُمْ أنَّكم في جَلْوَةٍ |
تََكْتُبُ التَّارِيخَ علماً من حِرَاءَ |
فَاذكُرُوا الأمجادَ إبَّانَ الدُّنا |
كَانتِ الظلماءُ تُغْشِيها بَلاَءَ |
يَوم هَزُّوا دولَةَ الرُّومِ فَمَا |
كَانتِ الفرسُ ولا الرُّومُ خَوَاءَ |
لكن الإيمانُ والهديُ الذي |
شَعَّ في الأَعْماقِ نوراً قد أَضَاءَ |
مَزَّقُوا بالعلمِ أستارَ الدُّجَى |
وَأَقامُوا العلمَ بحثاً وانْتِمَاءَ |
واستَماتوا نُصْرَةً في دِينِهِمْ |
لا يخافُونَ الرَّدَى أَنَّى ـ تَرَائى |
صَيْحَةٌ قد مَزَّقَتْ صَمْتَ الرُؤَى |
فاسْتجابَ النصرُ طوعاً واحْتِمَاءَ |
حُمِّلُوا التوحيدَ في أَعْمَاقِهمْ |
فَأَشَاعَ العزمَ فِيهمْ وَالمَضَاءَ |
تِلْكُمُو يَا قومِ أمجادُ الأُلَى |
فأعِيدُوا المجْدَ عِلماً وبِنَاءَ |