يا فتى مكـة يـا نبـض هواهـا |
يا سعيد الحـظ يا فيـض سنـاها |
جـدة قـد همـت في شطـآنهـا |
ونشـرت الحـب عطراً في ثراهـا |
فتنـة عــادت بمرأى عـاشـق |
صـاح لا يهوى من الدنيا سـواها |
حسنهـا الفـاتن نـور سـاحـر |
واخضرار الـدوح أطراف رداهـا |
ونسـيم الليــل في أحضـانهـا |
همسـة يسـري بها نفح شـذاهـا |
لو تحـاكـي البدر في عـليــائه |
لاسـتحى منها وأغضى من بهاهـا |
ذات صيـت في النـدى يعـرفهـا |
كل مـن بات قريـراً في ربـاهـا |
هـي في أم القـرى خـافقـهـا |
مهـجة تحنـو عليهــا مقلتـاها |
يا فـتى مكـة مــا يـوم مضى |
غير أمجاد ترسـمت خطـاهــا |
وحـديث خـــالـد في أمـة |
كيـف تنسـاه لمن يبني عـلاهـا |
ما طمـوح الرشـد إلاَّ غــايـة |
تبتـدي بالفضل حتـى منتهـاهـا |
مـن رأى جـدة في زيـنتــهـا |
روضـة تـزهو بأحـلام صـباهـا |
أهـلـهـا أهـل وفـاء نــادر |
يتسـاقون التصـافي في رضـاهـا |
وأنـا الظـامئ في بحـر الهـوى |
أتغـنى بـالمـنى آهـاً فــآهـا |
خاشـعـات الطرف لا يمنعـهـا |
غير شـوق في هواهـا يتنـاهـى |
يا عـروس الشـرق غنّى خـافقي |
قد تـلاقيـا على أسـنى حـلاها |
هل درى العــاشـق أني أرتـوي |
من حـروف الحب كأساً من لماهـا |
يـا فــتى مكـة عيـني والمـنى |
آثـرا رؤيـاك في صفـو لقـاهـا |
جئــت من أم القـرى تحـملـني |
رعشـة الشـوق وقد قَبَّلتُ فـاها |