وكدتُ.. مساءَ الأمسِ يَغْلِبُنِي الهَوَى |
أعالجُ.. جرحاً بالفؤاد محجَّبَا |
أَبِيتُ.. أراقبُها وبالنفسِ.. لوعةٌ |
وشوقٌ يُؤَرِّقُني.. فأمسي معذَّبا |
تطاولَ.. بالهجرانِ.. ليلي ولم أزلْ |
أَحنُّ.. إِليها كيْ.. نسوحَ ونلعبا |
هواجسُ تترى.. في الفؤادِ.. حبيبةٌ |
وقد خطرتْ.. عبرَ الفضاءِ لِتَعْتِبَا |
فأَيقنتُ لما.. هدَّمَ البعدُ عشَّنا |
بروعاتٍ صدٍ.. تترك الغِرَّ أَشْيَبَا |
بأَني ملاقٍ.. في هوايَ.. مرارةً |
ووجهاً.. من الخل الوفي تشحبا |
فعدتُ إلى.. الليلِ الجميلِ أبثُّهُ |
حرارةَ وجدٍ.. في الفؤادِ ومَطْلَبَا |
أَسِرُّ إلى الطيرِ الوديعِ.. صبابةً |
وأشدو لها حتى تَهِشَ وتطربا |
فألفيتُها مثلي.. تَئِنُّ من الجَوَى |
وتشكو من الهُجْرَان إِلْفاً تَغَرَّبَا |
فقلتُ: خليلانِ تصدَّى لنا.. النَّوَى |
وكشَّرَ أنياباً.. وبدَّدَ.. مَطْلَبَا |