| يا روضُ جئتُك والأنفاس لاهثةٌ |
| والقلبُ مني يكاد اليوم يَنْفَطِرُ |
| مَا لي أَرى الطيرَ في إِغفَاءِ وَاجِمةٍ |
| هلْ مَسَّهَا الشَجوُ أم أَودَى بها الخَبَرُ؟ |
| يَا روضُ جئتُ وفي الآماقِ ساخنةٌ |
| بها التباريحُ تَهْمِي وهي تَسْتَعِرُ |
| وفي الحنايا من الآلامِ لاعجةٌ |
| تَصلى الفؤادَ بنارٍ ظِلُّها شَرَرٌ |
| نَعَى الأثيرُ صبَاحاً فقدَ مِزْهَرِنَا |
| فاعتامتِ الرَّوْضَ أشْبَاحٌ لَها عِثَرُ |
| ما كِدْتُ أَقْوَى عَلى نَعْيٍّ يباعدنا |
| وَفي مآقِيَّ من تغريدِها ذِكَرُ |
| وقفتُ حزناً ((على الأَطْلاَل)) أندُبُها |
| فاهتاج بي الشوقُ وانداحتْ لِيَ الصُوَرُ |
| الذِّكرياتُُ))
((وَأَنتَ العمرُ)) أغنيتي |
|
((وهذه ليلتي)) قد شَفَّها الوَتَرُ |
|
((من أجل عَينْيك)) جادَ الدَّمعُ منهمراً |
| وفي مَطَافِ الرُؤَى يمشي بِيَ الكَدَرُ |
| قَد كنتِ للروضِ شدوا في طلاوتِه |
| إذا تغنَّى بلحنِ الحبِّ يَزْدَهِرُ |
| وكنتِ للأيكِ مزماراً تُطالِعُنا |
|
((في مطلع الشهر)) من تغريده دُرَرُ |
| يا مزهرَ الفن ما بالي تغالبني |
| مما شجاني خيالاتٌ لها عِبَرُ |
| الموتُ كأسٌ وكلُّ الناسِ ذائقهَا |
| لكنَّما البُعْدُ نارٌ ليس تُصْطَبَرُ |