طَالَ انتظاري يَا حَبيبي سَاعةً |
حَيْرَى.. أُفَكِّرُ.. في البعَادِ البَاكِر |
وَجَلستُ أَرْقُبْ كُلَّ طارقةٍ عَنَتْ |
فلعَلها شَبحُ الحبيبِ الهَاجِرِ |
وَأُحِسُّ سَمعي قد تَشَنَّفَ كَلَّ ما |
في الأفق يدنو طيفُ ظِلِّ عَابِرِ |
ويَكادُ قَلبْي إِثْرَ كُلِّ شُعَاعَةٍ |
يَسْمُو إلى الأَجْواءِ.. رِفْقَ نَوَاظِرِي |
فَلَعَلَّنِي أَحْظَى بطيفكَ خلسةً |
إِنَّ الجَوَى أَضنى وَهدّ مَشاعِري |
ليلٌ من السُلْوَانِ عشتُ سُهَادَهُ |
بَيْنَ الأَسَى المُضْنِي وبينَ سرائِرِي |
حَتى إِذا جَلَّ الصَّبَاحُ على الرُّبَا |
نشوانَ يَعْبَثُ.. بالربيعِ الزاهرِ |
وَتَرَنَّمتْ بِيضُ الحمامِ بصَوتها |
وشدتْ عنادلُه بشدوٍ.. ساحرِ |
وَسرى النسيمُ الطلقُ في أجوائِه |
وَتراقصتْ أَفنانُهُ ـ للنَّاظرِ |
وَجرتْ جَداولُ سلسبيلٍ في الرُّبَا |
بحنينِ.. ملهوفٍ وأَنَّةِ حَائرِ |
أَحسستُ أني يَا حبيبي ههُنَا |
وَحْدِي مع الآلام لستَ مُشَاطِرِي |
فَكأَنني ما كنتُ عندكَ غِنْوَةً |
أَبْهَى.. وَأَندى من ربيعٍ سَاحرِ |
وَكأنَّني مَا كنتُ يوماً بَسمةً |
أَحْلى وأشْهَى منْ خيالِ الشاعِرِ |
فَهنا على شَعْرِي الطويل مشاعرٌ |
غَنَيْتَها يا خلُّ.. وَحْيَ نَواظرِي |
أنسَيْتَ يا خِلِّي.. النفورَ مُرُونَتِي |
ويَداكَ تُمْسِكُ بي.. وأَنت مُجَاوِرِي |
أنَسَيْتَ تلك الأمسيَاتِ ومَا بها |
أَأَعِيش للذّكْرى ونهبِ خَواطرِي |
أَتقُولُ يَا حُبِّي العزيزَ بَأنَّني |
أَهْوَى سواكَ.. فمَا يجولُ بِخَاطِرِي |
إِني وضعتُكَ في الفؤادِ من الصّبَى |
لِنعيشَ في حُبِّ.. هنيٍ.. زَاخرِ |
أتبددُ الأَحْلامَ دُونَ مَلامةٍ |
يَا لاَعباً بالنَّارِ.. رُدَّ مَشَاعِرِي |