رُحْمَاكَ = رَبَّ الخَلْقِ = إنَّا أُمَّةٌ |
جَهِلَتْ شَرِيَعَتَها.. فَوَلَّتْ في ازْدِرَاءْ |
وَتَطَاحَنَتْ.. وَتَنَاحَرَتْ وَتَآمَرَتْ |
مَصْحُوبَةً بالعَارِ وَصْماً وَالرِّيَاءْ |
وَتَنَاثَرَتْ وَتَبَاعَدَتْ وتَطَامَنَتْ |
مَعْصُوبَةَ العَيْنَيْنْ خِزْياً وَانْزِوَاءْ |
حَجَبَتْ ضِيَاءَ الحَقِّ عَنْ عَيْنٍ تَرَى |
من بُؤْبُؤِ الإِحْسَاسِ شَفَّافَ الضِّياءْ |
وَتَوَسَّدَتْ سُبُلَ الهَناءِ رَفَاهَةً |
مَفْتُونَةً بالعَيْشِ فِيهَا والثَّراءْ |
كَنَزَتْ وفِيرَ المَالِ عَبْرَ بُنوكِهَا |
وَعشَتْ رُؤَاهَا ـ زَائَفاتُ الإِمْتِلاَءْ |
فُتِنَتْ بِحَاضِرِهَا فَأَدْلَجَ سَيْرُهَا |
وَتَواثَبَتْ رَكْضاً وَلَكنْ ـ لِلْوَرَاءْ |
يَا أُمَّةً جَهِلَتْ بَماضِيَها الذي |
كانَ المنارَ.. وَكانَ قِنْدِيلَ السَّنَاءْ |
فَبَدَتْ تَنُوصُ اليْومَ عَنْ دَرْبِ الحِجَى |
صَوْبَ الحَضارَة في انِخَداعٍ وازْدِهَاءْ |
هَلْ غَالَهَا وَهَجُ التَزَيُّفِ صَبْوَةً |
وَاسْتَلَّ مِنْهَا الفَيْضَ قَهْراً والإِبَاءْ؟ |
فَمَضَتْ تَهِيمُ بِلاَ رُؤَىً في خَطْوِهَا |
وَبِغَيْرِ إمْعَانٍ يَشِفُّ عَنِ البَلاَءْ |
زَلَفَتْ إلى يَمِّ الخَيَالِ مَتَاهَةً |
واجْتَرَّتِ الأحْلامَ غَيًّا والشَّقَاءْ |
فَاسْتَنْسَرَ الخُفَّاشُ في جَنَبَاتِهَا |
مَتَرَنِّحَ الأَعْطَافِ ـ زَيَّافَ الوَلاَءْ |
وَبَدَتْ تَغِذُّ السَّيْرَ نَحْوَ مَجَاهِلٍ |
مَا كَانَ أَجْدَى أَنْ تَعُودَ إلى السَّمَاءْ! |
لِِتَّرَى شُعَاعَ النُّورِ بَيْنَ جَوَانِحٍ |
ظَمِئَتْ إلى الإِيَمانِ سَلْسالِ الرَّوَاءْ |
وَاسْتَنْفَرَتْ حِسًّا لِغَابِرِ أُمَّةٍ |
كانَ الوَضَاءُ لَهَا ـ وكانَ الْكِبْرِيَاءْ |
أَهْدَتْ إلى الدُّنْيَا رَبيعاً حَالِماً |
مِنْ رَوْضَةِ التَّوْحِيدِ سخَّاءَِ العَطَاءْ |
وَسَمَتْ بِأَخْلاقٍ شَفِيفٌ فَيْضُهَا |
لا تُنْزَعَنَّ.. بِطَارِقَاتِ الإِشْتِهَاءْ |
وَلَهَا مِنَ التَّارِيخِ سِفْرٌ حَافِلٌ |
يَحْكي الرُّجُولَةَ.. والبُطُولَة والفِدَاءْ |
قَدْ كانَ تَاجَ العِزِّ فَوْقَ رُؤُوسِهَا |
فَعَلاَمَ لا نَرْعى تُرَاثَ الأَصْفِيَاءْ؟ |
أَنَغُطُّ في نَوْمٍ عَمِيقٍ سَادِرٍ |
نَلْوِي بِأَعْنَاقِ الجِيَادِ.. إلى الخِبَاءْ؟ |
وَنَعُقُّ زَهْوَ حَضَارَةٍ كَانَتْ لَنَا |
تَيَّاهَةً كالنَّجْم في حِضْنِ السَّمَاءْ |
لِمَ لا نَعُود إلى الطَّرِيقِ وَنَهْتَدِي؟ |
وَنَجُبُّ عَنَّا.. عَادِيَاتِِـ الابْتِلاَءْ؟ |
وَنعُبُّ مِنْ نَهْرٍ زُلاَلٍ – دَفْقُهُ |
عَبًّا بِهِ تصْفُو النُّفُوسُ مِنَ الْجَفَاءْ |
وَنَعُودُ والإِيمَانُ يَمْلُؤُنا هُدَىً |
في صَحْوَةٍ ـ صَادِقَةِ العَزْمِ.. مَضَاءْ |
تِلْكُمْ لَعَمْري قِصَّةُ المَاضي الذَّي |
كانَ الفَنَارَ لَنَا.. وَكَانَ الاجْتِلاءْ |
دَانَتْ له وَجْهُ البَسِيطةِ كُلِّهَا |
بالعَزْمِ بالإِيْمَانِ حِسًّا وانْتَمِاءْ |
يا حَبَّذا لَوْ أَنَّنا نَسْمُو بِهَا |
وَنُعِيدُ أَمْجَادَ الأُبَاةِ ـ الأَوفيَاءْ! |