مُنْذُ عَامَيْنِ وَأَكْثَرْ.. |
وَأَنَا أَصْلَى.. بِكَرْبِ |
أَنْفُثُ الأَهَاتِ حَرَّى |
طَافِحٌ بالمُرِّ.. كَوْبي |
مُذْ رَأَيْتُ النَّاسَ غُفْلاً |
لا يُوَافُونِ.. بِقُرْبِ |
يَسْحَقُ الأَقْوى أَخَاهُ |
دُونَ إِحْسَاسٍ بِذَنْبِ |
يَشْتَهي سَفْحَ دِمَاهُ |
ويُوَالِيْهِ.. بِقَضْبِ |
لم يَعُد في النَّاسِ نُبْلٌ |
بَعْدَ إِسْقَاطٍ.. وقَلْبِ |
جَرَّهُمْ سَيْلُ التَّجَافِي |
فَبَدَوْا أَنْيَابَ.. ذِئْبِ |
فَتَرَاهُمْ في انْكِفَاءٍ |
فَوْقَ أَوْحَالٍ.. وتُرْبِ |
لا يَرَوْنَ الحَقَّ صَوْتاً |
صَادِعاً مِنْ غَيْرِ رُعْبِ |
في زَمَانٍ بَاتَ فيهِ |
وَصْلُنَا.. أَشْتَاتَ قُرْبِ |
هَاتِهِ الأَخْلاقُ رَاجَتْ |
بَعْدَ إِحْبَاطٍ.. وسَلْبِ |
وانْعِطَافٍ في مَسَارٍ |
خَاسِيءٍ لِلشَّرِ يُجْبي |
مِنْ خَثَارٍ.. وانْفِكَاكٍ |
وضَيَاعٍ.. مُسْتَخَبِّي |
فَتَجَافَيْنَا.. بِقَطْعٍ.. |
وانْتِهَاكَاتٍ.. وعَطْبِ |
فَمَضَيْنَا لا نُبَالي |
دَحْرَنَا مِنْ أَيِّ حَدْبِ |
فَجَبُنَّا إِذْ تَبَدَّى |
عَزْمُنَا أَشْلاءَ هُدْبِ |
لَمْ أَشَأْ أَنْكَأُ جَرْحاً |
فَجِرَاحَاتِي.. بِلُبِّي.. |
جِئْتُكُمْ أُطْفِيءْ نَارَاً |
لفْحُها.. يَضْرَى بِجَنْبي |
حَرَّكَتْهَا بي ظِبَاءٌ |
مائِسَاتُ الحُسْنِ تُسْبِي |
هَيَّجَتْ شَوْقَ الأَمَاني |
وابْتَلَتْ قَلْبي.. بِنُدْبِ |
كُلَّما قَرَّبْتُ مِنْها.. |
نَفَرَتْ عَنِّي.. بِخَبِّ |
وَمَضَتْ تُرْقِلُ تِيَهاً |
عَبْرَ أَحْرَاشٍ وعُشْبِ |
ليس في قَوْليَ شِعْرٌ |
إِنَّهُ نَبْضٌ.. بِجَنْبي |
جَاء يُشْرِكْني التَّهَاني |
طَاهِرَ الحِسِّ.. يُلَبِّي |
حِيْنَ أَبْدَيْتُمْ وَفَاءً.. |
وَدَعَوْتُمْ.. خَيْرَ صَحْبِ |
نِلْتُمو سَبْقَا عَظِيماً |
باحْتِفَاءٍ.. لِلْمُرَبِّي |
سَيَزِيدُ الفَخْرَ فيكمْ |
وَأَصِيلُ النَّفْسٍ يُنْبي |
عَنْ خِصَالٍ زَاكيَاتٍ |
هُنَّ مِنْ أَكْرَمِ صُلْبِ |
مُنْذُ عِشْرِينَ وَخَمْسٍ |
قَدْ مَضَتْ مَلأى.. بِحُبِّ |
كُنْتُمو طُلاَّبَ عِلْمٍ |
ودِرَاسَاتٍ.. وَكَبِّ |
تَنْهَلُونَ العِلْمَ نَهْلاً |
باطِّلاَعَاتٍ ـ لِكُتْبِ |
فَانْجَلَى رُغْماً جَنَاهُ |
حَالِياً كالشَّهْدِ.. عَذْبِ |
مَا أُحَيْلَى أَنْ نَرَاكُمْ! |
لا تَخِرُّونَ.. لِصَعْبِ! |
تَعْتَلونَ المَجْدَ صَهْواً |
مَثْلَمَا.. أَحْلاَسُ حَرْبِ |
وَتَجُولُونَ صَيَالاً |
فَوْقَ هَامَاتٍ كَشُهْبِ |
تَحْمِلُونَ الأَمْرَ عَنَّا |
عَبْرَ إِنجازٍ.. وحَزْبِ |
فَنَرَى فِيْكُمْ رِجَالاً |
بَلْ نُسُوراً فَوْقَ سُحْبِ |
تَفْتَحُونَ الْمَجْدَ بَاباً |
مُشْرَعاً مِنْ كُلِّ أَوْبِ |
فَإذا مَا جِئْتُ أَشْدُو |
هَمَسَاتٍ.. كُنَّ حَسْبي |
أَنْ يَفِيضَ الشَّوْقُ مِنْهَا |
مُعْلِناً.. أَبْعَادَ عُجْبي |
إِنَّها نَبْضٌ ـ حَفِيٌّ |
واحْتِفَالاَتٌ.. تُنَبِّي |
عَنْ صَفَاءٍ.. وَوَفَاءٍ |
جَاءَ ـ دَفَّاقاً.. كَصَوْبِ |
يَنْشُرُ الأَحْلاَمَ فِيْنَا |
وَيُوَافِيْنَا.. بِقُرْبِ |
ليْتَنَا نَرْعَى.. لِقَانَا! |
كُلَّ عَامٍ ـ ونُلَبِّي! |
فَيَدُومَ الحُبُّ فِيْنَا |
صَادِقاً.. مِنْ غَيْر كِذْبِ |
فَإِذا ما ارْفَضَّ شِعْري |
مُفْعَمَاً.. بالحُبِّ يُصْبي |
فَلأَنَّ الشِّعْرَ عِنْدي |
حَامِلٌ صَوْتَ ـ التَّأَبِّي |
لم يَكُنْ شِعْريَ يَوْماً |
لِمَدِيحٍ.. أَوْ لِكَسْبِ |
أَوْ لإرْضاءِِ.. وَجِيْهٍ |
أَوْ لإِسْقَاطٍ.. لِعَيْبِ |
إنَّهُ بَوْحُ المُعَنَّى |
حِيْنَ يَشْكو.. لِلْمُحِبِّ |
يَرْفُضُ التَّطْبِيلَ زُلْفَى |
ويُوَارِيْهِ.. بِجُبِّ |
وَإذا ما عَنَّ طَيْفٌ |
خِلْتُهُ.. رَسْماً بِهُدْبي |
أَفْرُشُ الأَحْلامَ فِيْهِ |
فَيُجَافِيْني.. بِوَثْبِ |
نَافِراً عَنِّي دَلاَلاً |
صَائِلاً في كُلِّ دَرْبِ |
وَأَنَا مَا زِلْتُ أَرْعَى |
نَبْتَةَ.. الحُبِّ.. بِصَوْبي |
وأُنَاجِيْهَا خَيَالاً |
رَاقِصَ النَّجْوَى ـ كَصَبِّ |
فَتَحِيَّاتي إليْكُمْ |
وَسَلامَاتي.. وحُبِّي |
لإِبْتِدَارٍ.. جَاءَ مِنْكُمْ |
صَادِقاً.. مِنْ غَيْرِ رَيْبِ |
إِنَّني أَحْلُمُ فِيْهِ |
بِشُعُورٍ ـ جِدِّ رَطْبِ |
يُنْعِشُ الآمَالَ فيَّ |
بَعْدَ إٍمْحَالٍ.. وَجَدْبِ |
يَرْسُمُ الفَرْحَ غِنَاءً |
إنَّهُ.. عُرْسٌ ـ وَرَبيِّ |