| عَفْواً رسولَ اللَّه إِنَّا أُمَّةٌ |
| جَهِلَتْ أُمورَ الدِّينِ.. والأَخْلاقِ |
| وتَرَهَّلَ الإِحساسُ فيها والرُّؤَى |
| عَشِيَتْ ـ يحُلْمٍ زائِفٍ ـ مَلاَّقِ |
| فَتَسَنَّمتْ صَهْوَ الجَهَالَةِ والهَوَى |
| مَفْتونَةً باللَّهْوِ ـ والأشْوَاقِ |
| وتنكَّبتْ دَرْبَ الشَّريعَةِ والهُدَى |
| مَعْصُوبَةَ العَيْنَيْنِ والأحْدَاقِ |
| فَمَضَتْ تُواري السَّوْء عن عينِ الملا |
| بِزِرَايَةِ التَّغْفيلِ ـ والإغْلاقِ |
| وبَدَتْ تَهيمُ بلا نُهَىً في سيرِهَا |
| مشلولةَ الأَطرافِ شبهُ مُعَاقِ |
| قد جَلَّها بالتِّيهِ مجدٌ غَابرٌ |
| بلغَ الأَولى فيه ذُرى الآفاقِ |
| بَذلوا النفوسَ رخيصةً في دعوةٍ |
| كانتْ منارَ الحقِّ والإبْلاقِ |
| حَطَموا بِفَأْسِ الدِّين أَزلامَ الغَوَى |
| واستنفروا ـ الإِيَمانَ بالإِصْدَاقِ |
| جَازوا بلادَ ـ الهِند ـ فَتْحاً بَيِّناً |
| جَلَّ الأَنامَ ـ بعزَّةٍ وَوِفَاقِ |
| لم يُبْنَ أُسُّ المجدِ يَوماً حُظْوَةً |
| من غيرِ سَفْحٍ للدِّمَاءِ ـ مُرَاقِ |
| ما بالُ قَومي قد نَسُوا فَيْضَ الأُولى! |
| إِذْ كان فَيْضُهُمو ـ دِمَا الآماقِ! |
| وإِلى متى نَمْضي يُلَكِّؤُنَا هَوَىً |
| نُذْكِيهِ ـ عبر التَّالِدِ البَرَّاقِ؟ |
| ونعيشُ نَهْبَ خيالهِ بَتَرَنُّمٍ |
| يشجي الفؤادَ ـ بصوتِهِ الرَّقْرَاقِ |
| لِمَ لا تكونُ لنا هَوِيَّتُنا التي |
| توحي بِأَنَّا أُمَّةُ الأَعراقِ؟! |
| فنُصَاهِرَ الأَمْجادَ عبر تَواصلٍ |
| يُبْنَى بأَيدي الجِدِّ ـ والإرْهَاقِ! |
| ما بالُنَا لا نحتذي بخصالِهِمْ! |
| ونَجُبُّ عَنَّا ـ سَطْوَةَ الإزْهَاقِ! |
| فَنَخُطَّ للأَيامِ سِفْراً حافِلاً |
| بالدينِ ـ بالتعليمِ ـ بالأَخلاقِ |
| ونقولُ: إِنَّا مِنْ سُلالةِ مَنْ بَنَوْا |
| صَرْحَ الحَضَارَةِ بالنُّهَى البَثَّاقِ |
| لا يعترينا الخَوْرُ عبر شِغَافِنَا |
| عَزَمَاتُنَا أَقْوى مِنَ الإِزْلاقِ |
| ونعيدُ مجدَ حضارةٍ كانتْ لنا |
| وهَّاجَةً كالشمسِ في الإشْراقِ |
| تحكي مَجَادَةَ أُمَّةٍ ـ ما سَامَها |
| نَزَقُ الحياةِ بِشَهْوَةٍ وَعِنَاقِ |
| فالعلمُ فَرْضٌ مُنْذُ أَنْ خُلِقَ الملا |
| حَتّى يُوَارَى ظُلْمَةَ ـ الأَطْباقِ |
| والمسلمون اليومَ ـ وا عَجبي لهمْ! |
| مُتناثرون بِنَفْرَةٍ.. وَشِقَاقِ! |
| يَتطاحنون بغيِّهِمْ في ـ نَزْوَةٍ |
| مُتَسَرْبِلينَ ـ بِجَفْوَةٍ ـ وفِرَاقِ |
| يَتكالبون على الحياة وغَيِّهَا |
| شَرَهاً ـ يَنِزُّ السُّمَّ في التَّرْيَاقِ |
| بَلغوا من الأعدادِ ـ كمّاً هَائلاً |
| لكنهمْ في العَزْمِ ـ نَيْطُ وِثَاقِ |
| فَبَدَوْا ـ إِمَاءً للقويِّ وأَعْبُدَاً |
| لا يملكونَ ـ الجَهْرَ بالميثَاقِ |
| يا ويحَ عزمُهُمو تَكَلَّسَ وارتَمَى |
| مُتَخَدِّرَ الإِحْسَاسِ في الأَشْدَاقِ |
| ما أَجملَ الأيَّامَ ـ لَوْ كنَّا مَعاً!! |
| في وَحْدَةٍ ـ تَضْرَى قوى الفُسَّاقِ |
| ونَسيرُ في ركبِ الحياةِ بِعَزْمَةٍ |
| مستمسكينَ الدينَ في اسْتِوثَاقِ! |
| سيشعُّ نورُ الحَقِّ في جَنَبَاتِنَا |
| شَلاَّلَ ضَوْءٍ ـ حالمَ الإِشْرَاقِ |
| ونُري ـ بَنِينَا ـ أَنَّنَا أَهْلٌ لِمَا |
| كان الجدودُ عليهِ في استحقاقِ |
| بالعلمِ ـ بالجهدِ الخَلُوصِ وفتيةٍ |
| نَبْني العُلاَ ـ مجداً على الأَعْنَاقِ |
| ونُسخِّرُ الأحلامَ علماً نافِعاً |
| بعزيمةِ الإِقْدَامِ والإِطْلاقِ |
| لا نَرتضي هَوْناً ـ ولا جَهْلاً لنا |
| في خافقٍ زاكي الرُّؤَى ـ عَبَّاقِ |
| ونصولُ في قُنِّ الحضارةِ بالحِجَى |
| بالرَّأْي ـ في شَحْذِ القوى ـ سَبَّاقِ |
| لا عيبَ فِينا غيرَ أَنَّا أُمَّةٌ |
| أَقْعَتْ عن التجديفِ في الأَعْماقِ |
| وبَدَتْ بِشَطِّ اليَمِّ لا نَجْوَى لها |
| غيرَ الذي تَخْشَاهُ ـ من إِمْلاقِ |
| ما شابَنا جَوْرُ الزَّمَانِ وإِنَّما |
| شَابَتْ ـ عَزائِمُنا من الإِطْراقِ |
| لا بُدَّ أَنْ نُحيي مَوَاتَ نُفُوسِنَا |
| ونُفَجِّرَ الإِحْسَاسَ ـ بالإِصْعَاقِ |
| ونعيدَ أَيَّاماً تَوالتْ ـ بالمُنَى |
| كانَتْ حَصَادَ العلمِ ـ لِلطُّرَّاقِ |
| مُتَمَنْطقِينَ الدِّينَ عَبْرَ صُدُورنَا |
| دِرْعاً يَقينَا ـ هُوَّةَ ـ الإِسْحَاقِ |
| يَا حَبذا أَرَجُ الحياةِ مُوالياً |
| بالحُبِّ ـ بالإصْفَاءِ ـ بالإِغْدَاقِ! |
| يِسْتَنْهِضُ الهمَّاتِ فينا أُمَّةً |
| ترنو إِلى ـ العلياءِ ـ والآفَاقِ |
| وتُشيدُ مجداً بالحضارةِ زاهياً |
| يَحْكي جلاءَ البدرِ.. في الإغْسَاقِ |
| ويُصَوِّرُ الأَحلامَ شَدْوَ بلابلٍ |
| جيَّاشةً ـ بالحُبِّ ـ في الخَفَّاقِ |