قالتْ: أراكَ تفيضُ شِعْراً كلَّما جَدَّ اللّقَاءْ! |
وتَهيمُ فيَّ صَبَابَةَ المَفْتُونِ في حُسْنِ النِّسَاءْ |
هل حَرَّكَتْكَ لوَاعِجُ الذِّكْرَى بِهَمْسٍ.. واجْتِلاءْ؟ |
أَمْ أَنَّ طيفاً عابراً قد مَرَّ في هذا.. المساءْ؟؟ |
فأثارَ فيك كوامِنَ الماضي لَهِيباً واصْطِلاءْ؟ |
أَمْ بتَّ لا تدري بأَنَّ الحبَّ لا يُخفي الزَّهَاءْ؟ |
فَأجبْتُها لا تَعْجلي بالحكمِ يا حُورَ الظِّبَاءْ! |
أَوَمَا تَريْنَ الشِّعْرَ عندي لاهِثاً لَهْثَ عَنَاءْ؟! |
يَنْفُثُ الأَشْجَانَ لفْحاً من حريقٍ في الحَشَاءْ! |
لم يُقَلْ يوماً لمدحٍ.. أو لِكَسْبٍ.. أو عَطَاءْ؟! |
إنَّهُ نَبْضُ المُعَنَّى.. حينَ يشكو البُرَحَاءْ! |
ويداري ما يُعاني من قُنُوطٍ.. وبَلاَءْ! |
وإذا ما الليلُ أَرخَى ظِلَّهُ عَبْرَ الفَضَاءْ! |
وبدا يُصْغي شَغُوفَاً لِخَرِيرٍ وثُغَاءْ! |
يرسمُ البَسْمَةَ حُلْماً في شُطوطٍٍ كالسَّنَاءْ |
ينثرُ الحُبَّ شَفَافاً من ضِيَاءٍ ـ كِسْتِنَاءْ ـ |
يُلْهِمُ الحيرانَ حِسَّاً نابضَ الدَّفْقِ مَلاَءْ |
عندها يَعْتَامُني شَوْقي فَأَشْدو لِلسَّمَاءْ |
أَبْعَثُ الهَمْسَةَ نَجْوَى.. وحنِيناً وازْدِهَاءْ |
ويجيشُ الشِّعرُ في خَفْقي جَيَاشاً واكْتِوَاءْ |
فأنا لِلْكَوْنِ قِيْثَارٌ يُغنِّي كيفَ شَاءْ؟! |
وهَزَارٌ حَالِمُ النَّغْمَةِ وَهَّاجُ الغِنَاءْ! |
دَافِقُ التَّرْنِيمِ كالنَّايِ المُغَرِّدِ.. كالرَّواءْ! |
لا أقولُ الشعرَ إِسْقاطاً وزُلْفَى وارْتمَاءْ |
إنما الشِّعْرُ لدَيَّ صَادِقٌ.. عَفٌ.. نَقَاءْ |
أَسْكُبُ اللَّوْعَةَ فيهِ تَنْفُسَنَّ الصُّعَدَاءْ |
لا أَسِفُّ القَوْلَ قُرْبَى مِثْلُ بَعْضِ الشُّعَرَاءْ |
فَأَنا مازِلْتُ أَرعَى.. نَبْتَةَ الحُبِّ.. نَمَاءْ |
وأُداري ما أُداري من زَفيرٍ.. وشَقَاءْ |
وإذا ما الطَّيْفُ عَنَّ.. خِلْتُ أنِّي في انْتِشَاءْ |
تَرْكُضُ الأَحْلامُ حولي كُلَّما لاَح.. الرَّجَاءْ |
وإذا ليلٌ تَبَدَّى مُسْفِراً.. وَجْهَ الرِّيَاءْ |
أَحْتَسي الآلامَ كَأْسَاً من نَقِيعِ الحَنْظَلاءْ |
وأُواليها بأُخْرى مِنْ مَرِيرِ.. الحَرْمَلاءْ |
لم يَعدْ عَصْريَ.. عَصْري إنَّهُ عَصْرُ الإمَاءْ |
أَنْدُبُ الأَخْلاَقَ فيهِ كَيْفَ أَمْسَتْ في خَفَاءْ |
ثم أَمْضي بِشِرَاعي نَحْوَ شَطٍّ مِنْ ضِيَاءْ |
رافِضَاً مَا كان سَقْطَاً وانْقِبَارَاً وانْكِفَاءْ |
وإذا شِمْتُ خِصَالاً رافِضَاتٍ.. لِلْوَلاءْ.. |
أَرْكَبُ الصَّعْبَ ذَلُولاً.. رُغْمَ جَمْحِ الإفْتِرَاءْ |
لا أَرَى لِلْعَيْشِ مَعْنَى حِينَ نُمْسي أُجَرَاءْ |
يَسْحَقُ الأقْوى أَخاهُ في الْتِهَامٍ واشْتِهَاءْ |
إنَّ صَوْتَ الحقِّ أَقْوَى لو يُوَالى بالنِّدَاءْ!! |
لا يُوَارَى مِنْ بَلاءٍ أو خَثارٍ.. أو عَدَاءْ! |
سوفَ يزكو بِنَفَاحٍ عَاطِرِ النَّفْحِ. رَوَاءْ |
ويزيلُ القَحْطَ عَنَّا من شُروخٍ.. والتِوَاءْ |
ثم نَمْضي لا نُبَالي ـ من فُتُورٍ أو عَيَاءْ! |
في سِبَاقٍ للمعالي نَصْهَرُ النَّفْسَ فِدَاءْ |
كي يعودَ النُّبْلُ فينا وتعودَ.. الخُيَلاَءْ! |
فالعلا تَبْغي شَبَابَاً صَامِدَ العَزْمِ كَفَاءْ |
يَلْتَأُ الجَهْلَ ويَسْمُو فوقَ هَامِ الجُبَنَاءْ |
مَنْ يَهُن نفساً يُوار في إنْحِطَامِ وإنخذاءْ |
أُمَّةُ الإسلامِ تَشْكو ـ في سَرَاييفُو ـ البَلاَءْ |
تطْلُبُ النَّجْدَةَ مِنَّا.. أَيْنَ عَزْمُ الشُّرَفَاءْ؟ |
غَالَنَا المَالُ فَطِبْنَا في رَخَاءٍ.. وهَنَاءْ |
لمْ نَعُدْ نُلْهَبُ حِسَّاً.. حِيْنَ نُدْعَى.. لِلْفِدَاءْ |
صوتُنا أصبحَ عَاراً.. وخَثَارَاً.. وهَبَاءْ |
ليتَنا يا قومِ نَصْحوا قَبْلَ أَنْ يُقْضَى القَضَاءْ؟ |
نُوقِفُ ـ الصِّرْبَ ـ بعزمٍ يَحْطِمَنَّ الانْطِواءْ |
دولةُ الإِسلامِ قامتْ مُذْ تَوَالى الشُّهَدَاءْ! |
وغَدَتْ في كلِّ صُقْعٍ تَنْشُرُ الحبَّ ـ إخاءْ! |
سائلِوا الأَحداثَ عنَّا يَوْمَ كْنَّا ـ أَسْوِيَاءْ!! |
خُلْقُنَا في كلِّ يومٍ ـ كانَ صِدْقَاً وَوَفَاءْ |
يومَ أَنْ كنَّا سُرَاةً لا نُبَارَى في العَطَاءْ! |
فَعَلامَ اليومَ نَعْنُوا لِخَفَافِيشِ العَرَاءْ؟! |
ثُمَّ نَرْجُو من عُدَاةٍ ضَمْدَ جُرْحٍ أَوْ شِفَاءْ؟ |
إِنَّنَا أَوْلَى بِخَوْضٍ لوْ صَدَقْنا.. الانْتِمَاءْ!! |
وتسابَقْنا بِحَزْمٍ نَحْوَ سَاحِ.. الشُّهَدَاءْ |
لا نَخَافُ الموتَ فِينا.. عزمُنا حَدُّ الظُّبَاءْ |
فدَمُ الأَحْرَارِ يَغْلي مِنْ هَوَانٍ.. وشَقَاءْ |
يَرْفُضُ التَّنْصيرَ ديناً.. أو سُلوكاً أو ذِمَاءْ |
يَرْتَجي الحقَّ مُضيئاً.. ليسَ نَخْعاً أَوْ هُرَاءْ! |
بسلوكٍ لا يُدَاجي نَزْوَةَ ـ الصِّرْبِ ـ حَبَاءْ |
إنَّهمْ جَمْعٌ خَسيسٌ أَشْهرُوا سَيْفَ العَدَاءْ |
وتعامَوْا عن حُقُوقٍ ـ بَيِّنَاتٍ في جَلاَءْ |
ليتَنَا نَجمعُ شَمْلاً من شَتَاتِ الفُرَقَاءْ! |
عُصْبةُ ـ الصِّرْبِ ـ تَمَادَتْ في انْتِهَاكِ الأَبْرِيَاءْ |
واغتصَابٍ للعَذَارَى ـ دُونَ حِسٍّ أو حَيَاءْ |
صلبوا الأطفالَ قَهْراً.. وشُيوخاً ضُعَفَاءْ |
رمَّلَوا حُلْمَ الأَمَاني.. فَانْتَهَيْنَا.. كْالْجُفَاءْ |
أَحْرَقُوا شُمَّ المَبَاني حَطَّمُوا جِسْرَ اللِّقَاءْ |
ورُؤَى العالَم تَرْعَى.. لا تَجُبُّ.. الإعْتِدَاءْ |
غَاضَ صوتُ العَدْلِ فيهمْ غاضَ صَوْتُ النُّبَلاءْ |
إنَّهَا حَرْبٌ خَسَاسٌ دونَها مَكْرٌ خَفَاءْ! |
وَقَفَ الرُّوسُ بِعَزْمٍ يَسْنِدُونَ ـ الصُّرَبَاءْ ـ |
يَدْعِمُونَ البَطْشَ مِنْهُمْ في تَفَانٍ.. وسَخَاءْ |
ورُؤى العالَم تَدْري أَنَّهُ خِزْيٌ.. وَبَاءْ.. |
قوةُ الإِيمانِ فينَّا دَكَّهَا ـ حُبُّ.. البَقَاءْ |
أَلْفُ مليونٍ وأَكثرْ.. ليْتَهُمْ لبُّوا.. النِّدَاءْ!! |
يَدْفَعُونَ الذُّلَ عَنْهُمْ ـ لـ ـ سَرَايِيفُو ـ حِمَاءْ |
ليتَ ـ سَعْداً ـ كان فينا ـ أَوْ صَلاَحاً ـ أَوْ عَلاَءْ!! |
أَو علِّياً بِحُسَامٍ ضَارِباً عُنْقَ البَغَاءْ! |
يوقِظُ الإِحْسَاسَ فينا.. في اشْتِيَاقٍ للفِدَاءْ |
نَجْمَعُ التَّفْريقَ جَيْشاً ـ لا يُبَالي الإمْتِرَاءْ! |
فَنُذِيقَ ـ الصِّرْبَ ـ عاراً ودَمَاراً.. وبَلاَءْ |
إِنَّهُ صَوْتٌ مُجَلٍّ ـ سَرْمَديُّ الانْتِمَاءْ!! |
أَشْهَدَ التاريخَ يوماً أَنَّهُ صَوْتُ ـ حِرَاءْ ـ |
لا يُدَنِّسْهُ فُتُونٌ أَو مُجُونٌ ـ أَو غَوَاءْ |
دَعْوَةُ الإِسْلاَمِ فِينَا أَنْ نَكونَ الأَقْوِيَاءْ |
نُرْهِبُ الأَعْداء خَوْفاً.. دونَ هَتْكٍ وافْتِرَاءْ |
وإذا نادى مُنَادٍ لِلْجِهَادِ.. ولِلْفِدَاءْ! |
نَسْبِقُ الصَّوْتَ إِليهِ دونَ ضَعْفٍ أَو خَوَاءْ |
ليتَنَا يا قومٍ نَصْفو ونُرِيقُ الإنْكِفَاءْ! |
نَرْأَمُ الطِّفْلَ وأُمًّا وشَبَاباً.. بُؤَسَاءْ! |
ذاكَ نَبْضِي يا حَيَاتي إِنَّهُ نَزْفُ الدِّمَاءْ |
جِئْتُ أَسْكُبُهُ إِليْكِ طَافِحَ الوَقْدِ.. عَزَاءْ |
ومُشِعًّا مِنْ فُؤَادٍ… غَالَهُ سَقْطُ الإِبَاءْ |
قَدْ زَكَا حِسًّا ونَبْضاً وَسَمَا عَنْ كُلِّ دَاءْ |
عَلَّهُ يُشْرِكُ أَهْلي في دَيَاجي الظُّلَمَاءْ |
فَأَرَى الحَقَّ مُشِعًّا فِي نُفُوسٍ كالضِّيَاءْ |
حِينَ نَجْتَازُ المَآسِي.. في انْتِشَارٍ.. واهْتِدَاءْ |
ونُواليها بِعَزْمٍ ـ صَادِقِ الحسِّ ـ مَضَاءْ |
ويعودُ النَّصْرُ حُلْماً.. بَاسمَ الثَّغْرِ.. وَضَاءْ |
رافِلاً بالحُبِّ يُفْضي ـ عَبْرَ راحِ الكِبريَاءْ.. |
ويعودُ الحَقُّ رغماً عَنْ أُنوفِ الحُلَفَاءْ |