شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سَرَاييفُو وَشَرْخُ الضَّمِيرِ؟!
قالتْ: أراكَ تفيضُ شِعْراً كلَّما جَدَّ اللّقَاءْ!
وتَهيمُ فيَّ صَبَابَةَ المَفْتُونِ في حُسْنِ النِّسَاءْ
هل حَرَّكَتْكَ لوَاعِجُ الذِّكْرَى بِهَمْسٍ.. واجْتِلاءْ؟
أَمْ أَنَّ طيفاً عابراً قد مَرَّ في هذا.. المساءْ؟؟
فأثارَ فيك كوامِنَ الماضي لَهِيباً واصْطِلاءْ؟
أَمْ بتَّ لا تدري بأَنَّ الحبَّ لا يُخفي الزَّهَاءْ؟
فَأجبْتُها لا تَعْجلي بالحكمِ يا حُورَ الظِّبَاءْ!
أَوَمَا تَريْنَ الشِّعْرَ عندي لاهِثاً لَهْثَ عَنَاءْ؟!
يَنْفُثُ الأَشْجَانَ لفْحاً من حريقٍ في الحَشَاءْ!
لم يُقَلْ يوماً لمدحٍ.. أو لِكَسْبٍ.. أو عَطَاءْ؟!
إنَّهُ نَبْضُ المُعَنَّى.. حينَ يشكو البُرَحَاءْ!
ويداري ما يُعاني من قُنُوطٍ.. وبَلاَءْ!
وإذا ما الليلُ أَرخَى ظِلَّهُ عَبْرَ الفَضَاءْ!
وبدا يُصْغي شَغُوفَاً لِخَرِيرٍ وثُغَاءْ!
يرسمُ البَسْمَةَ حُلْماً في شُطوطٍٍ كالسَّنَاءْ
ينثرُ الحُبَّ شَفَافاً من ضِيَاءٍ ـ كِسْتِنَاءْ ـ
يُلْهِمُ الحيرانَ حِسَّاً نابضَ الدَّفْقِ مَلاَءْ
عندها يَعْتَامُني شَوْقي فَأَشْدو لِلسَّمَاءْ
أَبْعَثُ الهَمْسَةَ نَجْوَى.. وحنِيناً وازْدِهَاءْ
ويجيشُ الشِّعرُ في خَفْقي جَيَاشاً واكْتِوَاءْ
فأنا لِلْكَوْنِ قِيْثَارٌ يُغنِّي كيفَ شَاءْ؟!
وهَزَارٌ حَالِمُ النَّغْمَةِ وَهَّاجُ الغِنَاءْ!
دَافِقُ التَّرْنِيمِ كالنَّايِ المُغَرِّدِ.. كالرَّواءْ!
لا أقولُ الشعرَ إِسْقاطاً وزُلْفَى وارْتمَاءْ
إنما الشِّعْرُ لدَيَّ صَادِقٌ.. عَفٌ.. نَقَاءْ
أَسْكُبُ اللَّوْعَةَ فيهِ تَنْفُسَنَّ الصُّعَدَاءْ
لا أَسِفُّ القَوْلَ قُرْبَى مِثْلُ بَعْضِ الشُّعَرَاءْ
فَأَنا مازِلْتُ أَرعَى.. نَبْتَةَ الحُبِّ.. نَمَاءْ
وأُداري ما أُداري من زَفيرٍ.. وشَقَاءْ
وإذا ما الطَّيْفُ عَنَّ.. خِلْتُ أنِّي في انْتِشَاءْ
تَرْكُضُ الأَحْلامُ حولي كُلَّما لاَح.. الرَّجَاءْ
وإذا ليلٌ تَبَدَّى مُسْفِراً.. وَجْهَ الرِّيَاءْ
أَحْتَسي الآلامَ كَأْسَاً من نَقِيعِ الحَنْظَلاءْ
وأُواليها بأُخْرى مِنْ مَرِيرِ.. الحَرْمَلاءْ
لم يَعدْ عَصْريَ.. عَصْري إنَّهُ عَصْرُ الإمَاءْ
أَنْدُبُ الأَخْلاَقَ فيهِ كَيْفَ أَمْسَتْ في خَفَاءْ
ثم أَمْضي بِشِرَاعي نَحْوَ شَطٍّ مِنْ ضِيَاءْ
رافِضَاً مَا كان سَقْطَاً وانْقِبَارَاً وانْكِفَاءْ
وإذا شِمْتُ خِصَالاً رافِضَاتٍ.. لِلْوَلاءْ..
أَرْكَبُ الصَّعْبَ ذَلُولاً.. رُغْمَ جَمْحِ الإفْتِرَاءْ
لا أَرَى لِلْعَيْشِ مَعْنَى حِينَ نُمْسي أُجَرَاءْ
يَسْحَقُ الأقْوى أَخاهُ في الْتِهَامٍ واشْتِهَاءْ
إنَّ صَوْتَ الحقِّ أَقْوَى لو يُوَالى بالنِّدَاءْ!!
لا يُوَارَى مِنْ بَلاءٍ أو خَثارٍ.. أو عَدَاءْ!
سوفَ يزكو بِنَفَاحٍ عَاطِرِ النَّفْحِ. رَوَاءْ
ويزيلُ القَحْطَ عَنَّا من شُروخٍ.. والتِوَاءْ
ثم نَمْضي لا نُبَالي ـ من فُتُورٍ أو عَيَاءْ!
في سِبَاقٍ للمعالي نَصْهَرُ النَّفْسَ فِدَاءْ
كي يعودَ النُّبْلُ فينا وتعودَ.. الخُيَلاَءْ!
فالعلا تَبْغي شَبَابَاً صَامِدَ العَزْمِ كَفَاءْ
يَلْتَأُ الجَهْلَ ويَسْمُو فوقَ هَامِ الجُبَنَاءْ
مَنْ يَهُن نفساً يُوار في إنْحِطَامِ وإنخذاءْ
أُمَّةُ الإسلامِ تَشْكو ـ في سَرَاييفُو ـ البَلاَءْ
تطْلُبُ النَّجْدَةَ مِنَّا.. أَيْنَ عَزْمُ الشُّرَفَاءْ؟
غَالَنَا المَالُ فَطِبْنَا في رَخَاءٍ.. وهَنَاءْ
لمْ نَعُدْ نُلْهَبُ حِسَّاً.. حِيْنَ نُدْعَى.. لِلْفِدَاءْ
صوتُنا أصبحَ عَاراً.. وخَثَارَاً.. وهَبَاءْ
ليتَنا يا قومِ نَصْحوا قَبْلَ أَنْ يُقْضَى القَضَاءْ؟
نُوقِفُ ـ الصِّرْبَ ـ بعزمٍ يَحْطِمَنَّ الانْطِواءْ
دولةُ الإِسلامِ قامتْ مُذْ تَوَالى الشُّهَدَاءْ!
وغَدَتْ في كلِّ صُقْعٍ تَنْشُرُ الحبَّ ـ إخاءْ!
سائلِوا الأَحداثَ عنَّا يَوْمَ كْنَّا ـ أَسْوِيَاءْ!!
خُلْقُنَا في كلِّ يومٍ ـ كانَ صِدْقَاً وَوَفَاءْ
يومَ أَنْ كنَّا سُرَاةً لا نُبَارَى في العَطَاءْ!
فَعَلامَ اليومَ نَعْنُوا لِخَفَافِيشِ العَرَاءْ؟!
ثُمَّ نَرْجُو من عُدَاةٍ ضَمْدَ جُرْحٍ أَوْ شِفَاءْ؟
إِنَّنَا أَوْلَى بِخَوْضٍ لوْ صَدَقْنا.. الانْتِمَاءْ!!
وتسابَقْنا بِحَزْمٍ نَحْوَ سَاحِ.. الشُّهَدَاءْ
لا نَخَافُ الموتَ فِينا.. عزمُنا حَدُّ الظُّبَاءْ
فدَمُ الأَحْرَارِ يَغْلي مِنْ هَوَانٍ.. وشَقَاءْ
يَرْفُضُ التَّنْصيرَ ديناً.. أو سُلوكاً أو ذِمَاءْ
يَرْتَجي الحقَّ مُضيئاً.. ليسَ نَخْعاً أَوْ هُرَاءْ!
بسلوكٍ لا يُدَاجي نَزْوَةَ ـ الصِّرْبِ ـ حَبَاءْ
إنَّهمْ جَمْعٌ خَسيسٌ أَشْهرُوا سَيْفَ العَدَاءْ
وتعامَوْا عن حُقُوقٍ ـ بَيِّنَاتٍ في جَلاَءْ
ليتَنَا نَجمعُ شَمْلاً من شَتَاتِ الفُرَقَاءْ!
عُصْبةُ ـ الصِّرْبِ ـ تَمَادَتْ في انْتِهَاكِ الأَبْرِيَاءْ
واغتصَابٍ للعَذَارَى ـ دُونَ حِسٍّ أو حَيَاءْ
صلبوا الأطفالَ قَهْراً.. وشُيوخاً ضُعَفَاءْ
رمَّلَوا حُلْمَ الأَمَاني.. فَانْتَهَيْنَا.. كْالْجُفَاءْ
أَحْرَقُوا شُمَّ المَبَاني حَطَّمُوا جِسْرَ اللِّقَاءْ
ورُؤَى العالَم تَرْعَى.. لا تَجُبُّ.. الإعْتِدَاءْ
غَاضَ صوتُ العَدْلِ فيهمْ غاضَ صَوْتُ النُّبَلاءْ
إنَّهَا حَرْبٌ خَسَاسٌ دونَها مَكْرٌ خَفَاءْ!
وَقَفَ الرُّوسُ بِعَزْمٍ يَسْنِدُونَ ـ الصُّرَبَاءْ ـ
يَدْعِمُونَ البَطْشَ مِنْهُمْ في تَفَانٍ.. وسَخَاءْ
ورُؤى العالَم تَدْري أَنَّهُ خِزْيٌ.. وَبَاءْ..
قوةُ الإِيمانِ فينَّا دَكَّهَا ـ حُبُّ.. البَقَاءْ
أَلْفُ مليونٍ وأَكثرْ.. ليْتَهُمْ لبُّوا.. النِّدَاءْ!!
يَدْفَعُونَ الذُّلَ عَنْهُمْ ـ لـ ـ سَرَايِيفُو ـ حِمَاءْ
ليتَ ـ سَعْداً ـ كان فينا ـ أَوْ صَلاَحاً ـ أَوْ عَلاَءْ!!
أَو علِّياً بِحُسَامٍ ضَارِباً عُنْقَ البَغَاءْ!
يوقِظُ الإِحْسَاسَ فينا.. في اشْتِيَاقٍ للفِدَاءْ
نَجْمَعُ التَّفْريقَ جَيْشاً ـ لا يُبَالي الإمْتِرَاءْ!
فَنُذِيقَ ـ الصِّرْبَ ـ عاراً ودَمَاراً.. وبَلاَءْ
إِنَّهُ صَوْتٌ مُجَلٍّ ـ سَرْمَديُّ الانْتِمَاءْ!!
أَشْهَدَ التاريخَ يوماً أَنَّهُ صَوْتُ ـ حِرَاءْ ـ
لا يُدَنِّسْهُ فُتُونٌ أَو مُجُونٌ ـ أَو غَوَاءْ
دَعْوَةُ الإِسْلاَمِ فِينَا أَنْ نَكونَ الأَقْوِيَاءْ
نُرْهِبُ الأَعْداء خَوْفاً.. دونَ هَتْكٍ وافْتِرَاءْ
وإذا نادى مُنَادٍ لِلْجِهَادِ.. ولِلْفِدَاءْ!
نَسْبِقُ الصَّوْتَ إِليهِ دونَ ضَعْفٍ أَو خَوَاءْ
ليتَنَا يا قومٍ نَصْفو ونُرِيقُ الإنْكِفَاءْ!
نَرْأَمُ الطِّفْلَ وأُمًّا وشَبَاباً.. بُؤَسَاءْ!
ذاكَ نَبْضِي يا حَيَاتي إِنَّهُ نَزْفُ الدِّمَاءْ
جِئْتُ أَسْكُبُهُ إِليْكِ طَافِحَ الوَقْدِ.. عَزَاءْ
ومُشِعًّا مِنْ فُؤَادٍ… غَالَهُ سَقْطُ الإِبَاءْ
قَدْ زَكَا حِسًّا ونَبْضاً وَسَمَا عَنْ كُلِّ دَاءْ
عَلَّهُ يُشْرِكُ أَهْلي في دَيَاجي الظُّلَمَاءْ
فَأَرَى الحَقَّ مُشِعًّا فِي نُفُوسٍ كالضِّيَاءْ
حِينَ نَجْتَازُ المَآسِي.. في انْتِشَارٍ.. واهْتِدَاءْ
ونُواليها بِعَزْمٍ ـ صَادِقِ الحسِّ ـ مَضَاءْ
ويعودُ النَّصْرُ حُلْماً.. بَاسمَ الثَّغْرِ.. وَضَاءْ
رافِلاً بالحُبِّ يُفْضي ـ عَبْرَ راحِ الكِبريَاءْ..
ويعودُ الحَقُّ رغماً عَنْ أُنوفِ الحُلَفَاءْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1160  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.