ودعت فيك بسامة الأمال |
ورجعت لا دنيا بدت تهنى لي |
بالأمس كنت وفي مآقي الهوى |
واليوم عدت بنكسة ووبال |
أسفي على حبي الهني وقد هوى |
في ناظريك بخسة الأفعال |
فلقد هَرَعْتِ لقصف قلب مفعم |
وَنَسَيْتِ صدق الحب في أوصالي |
وتركتني عبر الطريق محيراً |
وأبنت أن الحب فَيْضَ تسالي |
الحب يا أختاه دفء صبابة |
يسري إلى الأعماق دون سؤال |
ولكم وددت بأن أعيش على الرؤى |
أستافها ريَّا... بكل ـ مجال |
أنا لا أريد الحب منك بذلة |
فالحب أَسمى ما يكون ـ ببالي |
فلقد بذرتُ الحب نبعاً ـ صافياً |
من خافق يسمو عن الأذلال |
ورسمتُ هاتيك الحياةَ جميلةً |
أنت التي أوحيتها ـ لخيالي |
ووهبتُ حبك نَبْضَ قَلْبي مخلصاً |
وأبنت أني ـ صادق ـ الأعمال |
مَلَّكْتُكِ القلب الشجي ولم أَخَلْ |
أني أُصَفَّدُ فيك ـ بالأَغلال |
غنيتك الشعر الجميل بدافق |
ورسمت فيك الحسن في إدلال |
حتى إذا صدق المحبُّ بحبه |
أوليته ـ بالنكر ـ والإِهمال |
وتركته يجتر أنفاس الجوى |
في خافقيه ـ بقية الأوجال |
حطمتني وأبنت أَنك طفلة |
ما زلت بعد صبية الأفعال |
عفواً (حبيبة) قد أبنت بأنَّني |
جسر لما ترجين من آمالي |
يا من وَأَدْتِ الحب في ريعانه |
وتخذتني كمطية ـ الترحال |
أولم تحسي أن حبك ـ قاتلي |
وبأنني أَمْسَيْتُ في تجوال؟ |
لِمَ لم يحرك فيك حسا ما أنا |
فيه من الأحزان والأهوال؟؟ |
أم أنت واثقة بأن محبتي |
صدق ـ من الإحساس والإعلال؟ |
فَأَمِنْتِ أَني لا أُغَيِّرُ وِجْهَتي |
مهما اقترفتِ خطيةَ الإِهمال؟ |
أو ما دريت الحب ناراً تصطلي |
وتهيج فِيَّ ـ شظية الإِشعال |
سأثور كالبركان لا أرضى الهوى |
في ناظريك ـ بنزوة ـ الإِجفال |
وألوم قلبي إن تيقَّظَ عودةً |
يرجو لقاك فقد شَدَدْتُ رحالي |
سأمزق القلب الشجيَّ ولا أرى |
أَنِّي أظل لديك ـ في إِغفال |
لا أرتضي منك الوصال بنعرة |
مهما بديتِ جميلة ـ تختالي |
أنا لا أفكر في الرجوع وقد بدا |
منك إمتهان كرامتي وجلالي |
سأودع الحب الجميل بخافق |
يسمو عن الإِسفاف والإذلال |
ردي إليَّ القلب يا حباً مضى |
إن العذاب بمهجتي ـ متتالي |
سأعيش للذكرى بكل خلية |
فلنعمتِ الذكرى بطيف ـ خيال |