| وقَطَعْتِ عَنِّي يَا ((أَمَلْ))
|
| ما كانَ عِنْدي مِنْ أَمَلْ |
| أَدْلَجْتِ مُسْرِعَةَ الخُطَا |
| صَوْبَ المَتَاهَةِ.. وَالزَّلَلْ |
| فَسَلكْتِ دَرْبَاً مُوحِشَاً |
| لا صَحْبَ فِيه ولا أَهِلْ |
| فَمَضَيْتُ أَشْكو مَا بَدَا |
| في خَافِقَيَّ.. مِنْ الوَجَلْ |
| يَعْتَامُني عَبْرَ الدُّجَى |
| بِمَا تَبَدَّى.. وَانْسَدَلْ |
| فَذَكَرْتُ أَيَّامَاً لَنَا |
| أَيَّامَ كُنَّا نَنْتَهِلْ |
| عَذْبَ الحَدِيثِ وَصَفْوَهُ |
| في ظِلِّ هَمْسٍ.. لا يُمَل |
| والرَّوْضُ يَنْفَحُ بالشَّذَا |
| ويفُوحُ مِنْ عِطْرٍ.. وَطَلْ |
| فَأَهِيمُ هَيْمَةَ شَاعِرٍ |
| قَدْ شَفَّهُ هَمْسٌ ودَلْ |
| واليومَ يَبْدُو شَاكِيَاً |
| مَا حَلَّ فِيهِ.. مِنْ عِلَلْ |
| يَهْذِي بِشِعْرٍ مُبْهَمٍ |
| لا نَبْضَ فِيه.. ولا غَزَلْ |
| يَسْتَقْرِئُ المَاضي الحَبِيـ |
| بَ وَمَا تَبَقَّى.. مِنْ طَلَلْ |
| يَتَذَكَّرُ الأَمْسَ الذي |
| وَلْىَّ وَأَصْبَحَ.. كَالظُّلَلْ |
| يَشْتَمُّ مِنْ أَحْلاَمِهِ |
| مَا فَاحَ مِنْ عَبَقٍ وظَلْ |
| مِثْلُ المتَيَّمِ والدُّنا |
| حَوْلي سَوَادٌ.. كَالْجَبَلْ |
| أَشْكو بِلَوْعَةِ حَائِرٍ |
| مُهْرَاً عَنيدَاً قَدْ رَحَلْ |
| إِنْ غابَ عَنّي في الرُّؤَى |
| مَا غَابَ عَنْ خَفْقِ المُقَلْ |
| إِنِّي أَرَاهُ بِخَافِقي |
| بَدْراً مُشِعَّاً.. إِنْ أَهَلْ |
| أَسْتافُ مِنْ أَنْفَاسِهِ |
| مِسْكاً وَرَيْحَانَاً وفُلْ |
| مَا كَانَ يَوْمَاً لاَعِبَاً |
| بِالنَّارِ يُلْقي.. والشُّعَلْ |
| أَوْ كَانَ يَوْمَاً خَادِعاً |
| في حُبِّهِ يُخْفي المَطَلْ؟ |
| لَكِنَّهُ مُتَلَطِّفٌ |
| عَفُّ الطَّويَّةِ ـ والنِّحَلْ |
| يَخْتَالُ في خَطَوَاتِهِ |
| يَمْشي الهُوينَى في خَجَلْ |
| مَنْ كانَ يمْلِكُ حُسْنَهُ |
| لا بُدَّ مِنْ تِيهٍ.. فَسَلْ؟ |
| أهل الهَوَى عَنْ صَبْوَةٍ |
| تُضْري الفؤادَ.. ولا تَقُلْ! |
| خَانَ الوِدَادَ فَإِنَّهُ |
| ما زالَ نَبْضَكَ.. لِلأَزَلْ |