وكَانَ حَدِيثُكِ هَمْسَ المُقْلْ |
ونَفْحَةَ طِيبٍ وشَهْدَاً وطَلْ |
وكُنْتِ كما البَدْرِ يُضْفي السَّنَا |
وكالرَّوْضِ يَنْشُرُ زَهْرَاً وفُلْ |
بِكُلِّ اجْتِرَائي عَبَرْتُ المَدَى |
وأَبْحَرْتُ فِيكِ وَكُلِّي "أَمْلْ" |
فَكُنْتِ الصَّبَاحَ وَكُنْتِ المُنَى |
يُزِيلُ العَتَامَ ويُخْفي الوَجَلْ |
إذا ما عَبَرْتِ بجسرِ اللِّقَا |
أُحِسُّ الجَوَانِحَ دِفْئَاً وَظِلْ |
فَإِنِّي تَذَوَّقْتُ طَعْمَ الهَوَى |
وأَدْمَنْتُ خَطْوَكِ مَيْسَاً وَدَلْ |
دَعيني أُحَدِّقُ فِيكِ رُؤَىً |
وَأَجْني مِنَ الزَّهْرِ حُلْوَ العَسَلْ |
وأَشْدُو صِبَاكِ على مِعْزَفٍ |
وَجِيَتارِ حُبٍّ رَقِيقِ الغَزَلْ |
فإِنَّ الفؤادَ يَهِيمُ شَجَاً |
ويَحْمِلُ جُرْحَاً أَبَا يَنْدَمِلُ |
ألسْتِ الطَّبِيبَ لِدَاءِ القُلُوبْ؟ |
وما قَدْ يَجِدُّ لَهْا مِنْ عِلَلْ؟ |
فَكُوني كما شِئْتِ لا تَسْأَمي |
فَإِنِّي تَوَقَّعْتُ أَمْرَاً جَلَلْ ! |
يُعِيدُ إِليَّ ربيعَاً مَضَى |
وَأَصْبَحَ كَالحُلْمِ أَوْ كَالطَّلَلْ |
فَأَنْعَمُ فيه بِدِفْءِ الهَوَى |
هَزَارَاً وَنَايَاً ونَخْبَاً يُعَلْ |
وَأَرْعَى خَيَالَكِ يَا ((نَوْرَسَاً))
|
يَشِعُّ بَهَاءً ويُسْري المَلَلْ |
وأحْلُمُ أَنَّ الدُّنَا بَسْمَةٌ |
وهَمْسٌ شَجِيٌّ يُذِيْبُ الكَلَلْ |
فَأَرْسُمُ شِعْرَاً يَفِيضُ صِبَاً |
كهَمْسِ الرَّبَابَةِ لحنَاً جَزِلْ |
يُتَرْجِمُ بَوْحَاً لِصَبٍّ غَدَا |
شَغُوفَاً تَلَظَّى بِحَرِّ الشَّعَلْ |
وتَسْمُو بِهِ النَّفْسُ في عِزَّةٍ |
شَمُوخَاً مَهِيبَاً كَرِيمَ الأصِلْ |
ولم يَكُ يَوْمَاً سَفِيهَاً وَلاَ |
يُجيدُ التَّلوُّنَ كَالمُبْتَذَلْ |
هَبِيهِ كَطَيْفٍ يَجُوبُ الفَضَا |
ويَرْعَى الوِدَادَ وَفَاءً.. فَهَلْ؟ |