شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حَديثُ العُيُونِ ؟!
أَشارَتْ بِرَمْشِ العَيْنِ حُورٌ كَأَنَّمَا
مِنَ الحُسْنِ كَادَ الطَّرْفُ أَنْ يَتَكَلَّمَا
تَخَالُ رُؤَاهَا مِنْ لُجَيْنٍ إِذَا بَدَتْ
وَإِنْ أَدْبَرَتْ فَاحَ العَبِيرُ مُفَغَّما
لَهَا فِي نِيَاطِ القَلْبِ حُبُّ مُوَلَّهٍ
يَفِيضُ بِهِ الإِحْسَاسُ شَوْقَاً كَأَنَّمَا
يَكَادُ يَبُثُّ الوَجْدَ في كُلِّ لَحْظَةٍ
لِمَا قَدْ سَبَاهُ مِنْ هُيَامٍ وَخَيَّمَا
يَبِيتُ عَلَى حَرٍّ مِنَ الشَّوْقِ لاَهِبٍ
يَنِزُّ بِهِ نَزَّاً وَيَسْقِيهِ عَلْقَمَا
سَقِيمٌ يَخَالُ الدَّرْبَ أَمْسَى مُمَهَّدَاً
وَتَعْشُو بِهِ العَيْنَانِ عَشْوَاً مُعَتَّمَا
يُعَاني مِنَ الأَشْوَاقِ مَا بَاتَ ضَارِيَاً
وَيُخْفي مِنَ الأَشْجَانِ مَا كَانَ مُضْرَمَا
يُنَاجِي نُجُومَ اللَّيْلِ وَاللَّيْلُ شَاهِدٌ
لِمَا قَدْ بَلاَهُ مِنْ لهِيبٍ وَمِنْ ظَمَا
تَمُرُّ بِهِ الأَحْلاَمُ ليْلاً وَتَجْتَلي
شِغَافَ مُحِبٍّ كَانَ بِالأَمْسِ مُنْعَمَا
رَمَاهُ الهَوَى سَهْمَاً أكَنَّ بِقَلْبِهِ
وَأَتْبَعَهُ أُخْرَى فَصَارَ كَمَا الدُّمَى
تَلَظَّى بِهِ حَرُّ الصَّبَابَةِ وَالجَوَى
فَبَاتَ وَجَرْحُ القَلْبِ سَيْلٌ مِنَ الدِّمَا
((خَلِيليَّ)) مَا شَأْنُ الشَّجِيِّ بِأَرْضِكُمْ ؟!
وَقَدْ أَشْرَفَتْ أَحْلاَمُهُ أَنْ تُحَطَّمَا!
أَليْسَ مِنَ الإِنْصَافِ لأْمُ جِرَاحِهِ؟؟
فَمَا زَالَ فِيهِ النَّبْضُ يَخْفِقُ مُفعَمَا؟
إِذَا مَا بَدَا طَيْفٌ يَعِنُّ إِزَاءَهُ
تَرَاهُ كَمَا ((مَجْنُونِ ليْلَى)) مُهَيَّمَا
يَحِنُّ إِلَى شَدْوِ الرَّبَابَةِ صَادِيَاً
وَتَفْتِنُهُ الأَلْحَانُ هَمْسَاً مُنَغَّمَا
تَجِدُّ بِهِ الآلاَمُ ليْلاً وَإِنَّهُ
إِذَا مَا صَبَا شَوْقَاً يَحِنُّ إِلَى الحِمَى
يُنَاجِي مِنَ الأَطْيَافِ مَا مَرَّ عَابِرَاً
وَيَعْشَى إِذَا هَلَّ الحَبِيبُ وَسَلَّمَا
يُدَارِي حَرَارَ الشَّوْقِ وَخْزَاً وَلوْعَةً
وَيَكْتُمُ حُبَّاً في الجِنَابِ تَحَشُّمَا
فَمَنْ ذَا تُرَى يَحْنُو عَليْهِ إِذَا شَكَا؟
قَدْ رَاشَهُ سَهْمُ اللِّحَاظِ وَأَوْسَمَا؟
((خَلِيليَّ)) هَلْ يَبْقَى مُحِبٌّ لِدَآرِكُمْ؟
عَلَى كَمَدٍ يَحْسُو مَرَاراً لَبِئْسَمَا؟
يُلاَقِي مِنَ الهُجْرَانِ حَبْطَاً وَغَفْلَةً
وَفِيهِ مِنَ الإِحْسَاسِ قَلْبٌ تَتيَّمَا
فَمَنْ ذا يُعِينُ الصَّبَّ إِنْ بَاتَ لَيْلُهُ
يُؤَرِّقُهُ حِينَاً وَحينَاً تَجَهَّمَا؟
أَيَقْضِي مَسَارَ العُمْرِ يَشْكُو بِلَوْعِهِ
وَمَا حَلَّ فِيهِ مِنْ عَنَاءٍ تَكَتَّمَا؟!
أَلاَ ليْتَ بِالإِحْسَانِ تَرْعَوْنَ وُدَّهُ؟
وَتُصْفُونَهُ قُرْبَي أَعَزَّ وَأَكْرَمَا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :650  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.