شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لحْظَةُ أَمَلٍ؟!
مَالي تُرَاودُني الصَّبَابَةُ والهَوَى
فَأَهِيمُ في بَحْرِ الغَرَامِ وَأَغْرَقُ؟
وَأَتِيهُ صَبَّاً هَائِمَاً مُتَرَنِّمَاً
بِالشِّعْرِ في سِحْرِ العُيونِ وَأَعْلُقُ
هَلْ شَفَّني صَوْتُ الهَزَارِ بِلَحْنِهِ
فَمَضَيْتُ مَفْتُونَاً بِهِ أَتَأَرَّقُ؟
أَمْ أَنَّ هَمْسَ الذِّكْرَيَاتِ صَبَا لَنَا؟!
في لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ نَفْحَاً يَعْبَقُ؟
أَمْ ظَبْيَةٌ مَرَّتْ بِخَطْوٍ مَائِسٍ
تَرَكَتْ شِغَافَ المُولَهِينَ تَمَزَّقُ؟
فَبَدَا ضِيَاءُ البَدْرِ يَزْهو حَالِماً
في الأُفْقِ شَلاَّلاً كَتِبْرٍ يَبْرُقُ
والعَنْدَلُ الهَيْمانُ يَشْدُو نَاغِمَاً
مُسْتَجْلِيَاً بِالدِّفْءِ صَبَّاً يَعْشَقُ
وَالجَدْوَلُ الرَّقْرَاقُ بَاتَ خَرِيرُهُ
((جِيَتارَ)) عَزْفٍ حَالِمَاً يَتَدَفَّقُ
فَامْلأْ فُؤَادَكَ بِالجَمَالِ لِكَيْ تَرَى
زَهْرَ الرَّبِيعِ يَضُوعُ مِسْكَاً يُنْشَقُ
مَا كَانَتِ الأَيَّامُ إِلاَّ رَوْضَةً
لِلْحُلْمِ وَالتَّأْمِيلِ حِينَ نُحَدِّقُ
نَسْتَشْعِرُ الآياتِ في سَرِّ الفَضَا
وَالبَدْرُ قِنْدِيلٌ مُضِيءٌ مُشْرِقُ
وَالسُّحْبُ تَرْكُضُ في الفَضَاءِ مُسِحَّةً
مَطَرَاً بِهِ تَحْيَا الغُصُونُ وَتُورِقُ
وَالأَيْكُ يُلْقِي بِالزُّهُورِ وَبِالشَّذَى
يُهْدي النَّفَاحَ لِكُلِّ ضَيْفٍ يَطْرُقُ
وَالبَحْرُ جَيَّاشٌ بِمَوْجٍ هَادِىءٍ
يُجْرِي السَّفِينَ بِرِقَّةٍ يَتَرَفَّقُ
إِنْ كُنْتَ في دُنْيَاكَ تُخْفي سَأْمَةً
فَعَلاَمَ وَالدُّنْيَا رَبِيعٌ مُغْدِقُ؟
خَلِّ اجْتِيَاحَ الهَمِّ عَنْكَ وَلاَ تَكُنْ
مُتَشَائِمَاً.. مَاْ عَاشَ فِيهَا الأَحْمَقُ
وَاسْتَجلِ إِعْجَازَ ((الإِلهِ)) وَصُنْعَهُ
في مَا تَرَاهُ فَليْسَ دُونَكَ مُعْوِقُ
الشَّمْسُ تَجْري في إطَارٍ مُحْكَمٍ
وَكَوَاكِبٌ تَتْرَى تَجُولُ وَتُطْلَقُ
الكُلُّ مَوْزُونٌ بِقُدْرَةِ خَالِقٍ
لاَ يُسْرِفَنَّ بِسَيْرِهِ أَوْ يَسْبِقُ
أُنْظُرْ إِلى الصُّبْحِ الجَمِيلِ فَإِنَّهُ
حُلُمٌ رَهِيفٌ ـ بَاسِمٌ مُتَأَلِّقُ
مَاْ كَانَتِ الدُّنْيَا بِدَارِ تَأَفُّفٍ
تُزْجي مِنَ الأَوْجَاعِ مَا هُوَ مُحْرِقُ
لكِنَّهَا لِلْحَالمِينَ رَبَابَةٌ
تُسْري هُمُومَ البَائِسِينَ وَتُزْهِقُ
فَانْعَمْ بِدُنْيَاكَ الجَمِيلةِ هَانِيَاً
مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ يَشِينُ وَيُزْلِقُ
فَ ((اللَّهُ)) قَدْ خَلَقَ الحِيَاةَ جَمِيلةً
نَهْنَى بِهَا حِينَاً وَحِينَاً نَقْلَقُ
مَنْ كَانَ يَنْشُدُ صَفْوَهَا مُتَفَائِلاً
حَتْمَاً يُحِسُّ حَلاَوَةً ـ تُتَذّوَّقُ
لاَ يَعْتَرِيهِ اليَأْسُ في خَفَقَاتِهِ
أَحْلاَمُهُ تَسْمُو بِهِ وَتُحَلِّقُ
يَسْتَكْنِهُ الإِحْسَاسَ في خَلَجَاتِهِ
هَمْسَاً يَجِيشُ بِخَافِقَيْهِ وَيَخْفِقُ
يَاْ مُعْتِمَ الإِحْسَاسِ حَسْبُكَ أَنْ تَرَى
أَيَاتِ صُنْعِ ((اللَّهِ)) حَوْلَكَ تَنْطِقُ
فَاْمَلأْ شِغَافَكَ بِاليَقِينِ وَبِالهُدَى
وَالخَيْرِ وَالإِينَاسِ حُبَّاً يَصْدُقُ
وَأَرِحْ رِكَابَكَ فَالحَيَاةُ مَلِيئَةٌ
بِالحُبِّ ـ وَالآمَالِ حُلْمَاً يَبْثُقُ
مَاْ كَاْنَتِ الأَيَّامُ إِلاَّ مُجْتَلىً
تُفْضِي مِنَ الأَحْلاَمِ مَا يَتَأَلَّقُ
تُسْرِي عَنِ النَّفْسِ الْكَئِيبَةِ غَمَّهَا
فَتَكِنَّ هَانِيَةً بِمَا هُوَ مُؤْنِقُ
وَتَجُوبَ حُلْمَاً وَاهِجَاً في شَطِّهَا
تَنْأَى عَنِ الإِحْبَاطِ لاَ تَتَزَلَّقُ
ويُجِلُّهَا صَوْتُ الحَمَامِ بِغِنْوَةٍ
تُذْكي مِنَ الإِحْسَاسِ مَا يَتَعَمَّقُ
رَفِّهْ شُعُورَكَ بِالحَيَاةِ فَإِنَّهَا
شَبَّابَةٌ جَذْلَى وَعِطْرٌ مُدْلَقُ
وَارْبَأْ بِنَفْسِكَ عَنْ مَسَاوِيء غَيِّهَا
فَالنَّفْسُ لاهِيَةٌ بِمَا هُوَ مُصْفِقُ
إِصْغِ لِشَدْوِ الطَّيْرِ في عَذَبَاتِهَا
وَجْهَ الصَّبَاحِ وَعِنْدَمَا تَسْتَغْسِقُ
تُهْدِي صَفَاءَ الحُبِّ لحْناً صَابِيَاً
يُشْجِي الفُؤَادَ بِغِنْوَةٍ تَتَرَقْرَقُ
تُنْحي الكَأَبَةَ وَالسَّأمَةَ وَالشَّجَا
وَتَطُوفُ حُلْمَاً هَامِساً يَتَدَفَّقُ
فَتَرَى الحَيَاةَ أَلِيفَةً مَأْنُوسَةً
في نَاظِرَيْكَ وَليْسَ ثَمَّةَ مُغْلَقُ
فَانْعَمْ بِهَا مَا عِشْتَ فَوْقَ هِضَابِهَا
وَانْجُ بِنَفْسِكَ عَنْ شَنَارٍ يَصْعَقُ
فَالنَّفْسُ دَاعِيَةٌ لِشَرِّ غَوَائِهَا
إِنْ أُطْلِقَتْ مِنْ دُونِ قَيْدٍ يُوثِقُ
خُذْ مَا تَشَاءُ مِنَ الحَيَاةِ وَلاَ تَكُنْ
مُتَسَاهِلاً في الدِّينِ جَهْلاً يُوبِقُ
كَيْمَا تَصُونَ النَّفْسَ عَنْ نَزَقِ الغَوَى
وَتَعِيشَ.. وَالأَيَّامُ حَوْلَكَ تُشْرِقُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :531  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 68 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج