شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نَجْوَى؟!
يَا مُدْلِجَاً في شِغَافِ اللَّيْلِ مَسْرَاهُ
قَدْ أَصْبَحَ اللَّهْوُ وَالإِسْفَافُ مَمْشَاهُ
يَهِيمُ شَوْقاً إِلَى سَاحِ الغَوَى فَرِحَاً
وَيَجْتلي الإِثْمَ ـ وَاللَّذَّاتُ تَغْشَاهُ
يَسْتَافُ نَفْحَاً مِنَ الأَوْضَارِ مُحْتَفِياً
وَيَحْتَسي الكَأْسَ مَفْتُونَاً بِدُنْيَاهُ
قَدْ أَطْلَقَ النَّفْسَ لا يَدْري نِهَايَتَهَا
وَلاَ يَرَى غَيْرَ إِسْقَاطٍ تَوَلاَّهْ
فَلاَ تَكُنْ عَبْدَاً لِلَّهْوِ مُلْتَهِياً
فَتُصْبِحَ النَّفْسُ سَبْيَاً مِنْ سَبَاياَهُ
وَاذْكُرْ مِنَ الصَّحْبِ كَمْ وَلَّوْا وَكَمْ دُفِنُوا
تَحْتَ التُّرَابِ وَكْمَ يَوْمَاً سَتَحْيَاهُ؟
فَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ لمْ تَرْعَهُ مُثُلٌ
يَشِبُّ دَوْمَاً عَلَى حُبٍّ لِمَلْهَاهُ
وَيَرْفُضُ النُّصْحَ في جَهْلٍ مُعَانَدَةً
يَرْعَى مِنَ الإِثْمِ مَا يُشْجى خَفَايَاهْ
وَلاَ يُبَالي مِنَ الأَيَّامِ عَاصِفَةً
فَالْجَهْلُ في النَّفْسِ يَجْري سَوْءَ مَجْرَاهُ
حَكِّمْ ضَمِيرَكَ إِنَّ العُمْرَ ثَانِيَةٌ
مَا أَجْدَرَ المَرْءَ أَنْ يَسْمو بِتَقْوَاهُ!!
أَعِدْ حِسَابَكَ فالأَيَّامُ ضَارِيَةٌ
وَاسْتَمْسِكِ الدِّينَ بِالإِيمَانِ تَرْعَاهُ
وَعُدْ إِلى: اللَّهِ: إِنَّ اللَّه: مُغْتَفِرٌ
مَا قَدْ جَنَيْتَ وَمَا قَدْ كُنْتَ تَهْوَاهُ
فَا (للَّهُ) فَرْدٌ كَرِيمٌ ليسَ يُبْرِمُهُ
أَنْ يَقْبَلَ العَبْدَ مَهْمَا جَلَّ مَغْوَاهُ
وَعَادَ وَالعَيْنُ تَهْمي دَمْعَهَا نَدَمَاً
لِيَقْطَعَ اللَّيْلَ في نَجْوَى لِمُوْلاَهُ
فَوَصْمَةُ العَارِ تُشْقي قَلْبَ صَاحِبهَا
وَتَزْدَرِيهِ فَلاَ مَنْجَى لِشَقْوَاهُ
إِلاَّ المَتُوبَةُ فِي صِدْقٍ مُبَرَّاةً
مِنْ أَيِّ عَيْبٍ مَضَى يُخْزي حَنَايَاهُ
وَتَكْبَحُ الغَيَّ عَنْ نَفْسٍ مُدَنَّسَةٍ
حَتَّى يَرَى النُّورَ وَهَّاجَاً بِصَفْوَاهُ
وَيَقْمَعَ الطَّيْشَ في صَبْرٍ وَفي جَلَدٍ
يَسْتَمْسِكُ العُرْوَةَ الوُثْقَى لِمَحْيَاهُ
يُرَوِّضُ النَّفْسَ بِالْقُرْءَانِ مُحْتَسِبَاً
فَيَلْمَسَ النُّورَ يَغْشَى فِي مُحَيَّاهُ
لاَ تَيْأَسَنَّ فَإِنَّ: اللَّه؛ ذُو مِنَنٍ
يَفِيضُ بِالجُودِ إِنْ عَبْدٌ تَرَجَّاهُ
وَيَقْبَلُ التَّوْبَ مِنْ عَبْدٍ أَتَى وَجِلاً
يَرْجُو مِنَ: اللَّهِ: غُفْرَانَاً لِشَكْواهُ
لاَ يَنْفَعُ المَالُ في دُنْيَا مُزَيَّفَةٍ
وَلاَ البَنُونَ وَلاَ أَهْلٌ وَلاَ جَاهُ
الكُلُّ يَمْشي إِذَا وُورِيَت في جَدَثٍ
وَليْسَ يَبْقَى سِوَى مَا كُنْتَ تَخْشَاهُ
أَعِدْ حِسَابَكَ قَبْلَ المَوْتِ مُتَّجِهَاً
لِمَا يَجِلُّ مِنَ الأَعْمَالِ عُقْبَاهُ!
وَاسْتَنْهِضِ النَّفْسَ فِي نَجْوَى لِخَالِقِهَا
مَا ضَاعَ عَبْدٌ صَدُوقٌ فِي نَوَايَاهُ
وَسَلِّمِ الأَمْرَ فِي طَوْعٍ لِبَارِئِهِ
وَاسْتَكْثِرِ البِرَّ كَيْ تَحظَى بِمَرْجَاهُ
أَرِحْ سَفِينَكْ إِنَّ المَوْجَ مُرْتَطِمٌ
وَثاقِبُ الرَّأْيِ مَنْ يُلْقي بِمِرْسَاهُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :510  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.