شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يَا حَادِيَ العِيسِ!؟
يَا حَاديَ العيسِ إني بِالهَوَى ثَمِلُ
قَدْ شَفَّني الوَجْدُ لا بَلْ شَفَّني الوَجَلُ
أَشْكو إِلى العِيسِ ما تَشْكُوهُ مِنْ أَرَقٍ
إِذ الأَحِبَّةُ عَنْ دارِ الهَنَا.. رَحَلُوا
هَلْ غيَّرَتْهم صُرُوفُ الدَّهْرِ فَانْصَرَفَتْ
بِيضُ الشَّمَائلِ عَنْهُمْ أَمْ هُمُو مَحَلوا؟
أَمْ أَنَّهُ الدَّهْرُ لا يُبقي لَنا فَرَحَاً
حَتَّى يَرَى السَّأَم في أَحْشَائِنا يَصِلُ
ما بَالُ عِيسكِ لا نَبْضٌ يحرِّكُهَا
ضَاقَتْ بِهَا الأَرْضُ أَمْ ضَاقَتْ بِهَا السُّبُلُ؟
أَمْ أَنَّهُ الدَّحْرُ قَدْ أَوْهَى عَزَائِمَها
والجَوْرُ والخَوْفُ والإِسْقَاطُ والذَّلَلُ
خَوْفي عَليْهَا مِنَ الأَيَّامِ تَحْصِدُها
وَتَسْتَبِدُّ رِيَاحٌ لفحُها.. شَعَلٌ؟
فَتَنْفِرَ العِيسُ عَنْ أَرْضٍ لها حَفِلَتْ
بِهَا البُطُولاتُ والأَمْجَادُ.. والمُثُلُ
إِذَا مَرَرْتُمْ بِدَارٍ كُنْتُ أَنْشُدُهَا
فِيهَا الرَّياحِينُ والأَزْهَارُ والرَّفَلُ
فَإِنْ وَجَدْتُمْ بِهَا رَسْماً لِغَابِرَةٍ
من الليَالي لِصَالي الشَّوْقِ يَعْتَمِلُ
فَأَقْرِئُوهَا سَلامَ الصَّبِّ تَذْكِرَةً
عَلَّ الذي جَدَّ في الأَحْشَاءِ يَنْدَمِلُ
فَمَا ـ سُمَيَّا ـ ولا ليْلَى ـ سِوَى وَهَجٍ
مِنَ الأَحَاسيسِ في الوُجْدَانِ يَشْتَعِلُ
أَفْدي الرِّمَالَ الَّتِي كانَتْ لنا سَكَناً
يَفُوحُ بالعِطْرِ جَيَّاشَاً لِمَنْ نَزَلُوا
كَأنَّما الرَّمْلُ من صَحْرَائِهَا ذَهَبٌ
والشَّوْكُ.. والطًّلْحُ ـ والصُّبَّارُ والأَثَلُ
يَفُوحُ مِسْكُ الدُّجَى مِنْ رَوْضِهَا سَحَرَاً
فَيَمْلأُ الكَوْنَ إِحْسَاسَاً فَيَنْثَمِلُ
سَحَّ الغَمَامُ بِوُدْيَانٍ لهَا خَصِبَتْ
فَاخْضَرَّتِ الأَرْضُ والرُّكْبَانُ والجَبَلُ
عَلى الوِهَادِ رَكَضْنَا نَجْتَلي قَمَرَاً
وَنَرْسُمُ الرَّمْلَ أَكْوَاخَاً.. فَتَنْهَدِلُ
نُعيدُها مَرَّةً والنَّفْسُ رَاضِيَةٌ
لِمَا نُعانِيهِ لا يَأْسٌ ولا مَلَلُ
والطًّيْرُ تَشْدو على أَفْنَانِهَا طَرَباً
والعَنْدليبُ.. كَمَا نَايٌّ لهُ زَجَلُ
والبَدْرُ يَبْدو كَمَا خِلٌّ يُؤَانِسُنَا
وَسْطَ الغَمَامِ يُنَاجِينَا.. فَنَحْتَفِلُ
يَا حادَي العيسِ لا تَقْسُ على حُمُرٍ
هُنَّ المَتَاعُ وُهُنَّ الكَسْبُ والعَمَلُ
فالعيسُ نَبْضٌ وإِحْسَاسٌ وأُمْنِيَةٌ
تَأْبَى الهَوانَ وَتَأْبَى ذُلَّ مَنْ سَفُلوا
تَسْتَنْكِرُ الجَفْوَ في لُطْفٍ وفي أَدَبٍ
شأْنُ الوَفَاءِ لدَيْهَا وَاهِجٌ جَلَلُ
فلا تَجُوَرنَّ بِالأَحْمَالِ تُرْهِقُهَا
إِنَّ النَّجِيَّاتِ دَوْمَاً سَمْتُها الخَجَلُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :646  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 63 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.