شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ محمد حسين زيدان ))
ثم تحدث الأستاذ محمد حسين زيدان فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، ما عهدتني أضيق من عجز القول إلا في هذه اللحظة، لكني لعلي أحتال بقوة أخرى يزول بها عجزي عندما أتحدث عن الطفل الذي هو أبو الرجل. تحدثتم عن الخَلْق وأريد أن أتحدث عن الخُلُق، وإن كان الأخ أمين عبد المجيد تطرق إلى ما صنع الخلق من العزيمة والصمود أمام ما يزعج وما يكره، وما كنت أحسب أن أمين عبد المجيد يحسن الخطابة كما أحسن أو يحسن الخطاب كما فعل. الخلق الذي أتحدث عنه هو الطفل محمد سعيد فارسي، الطفل أبو الرجل كما قلت، فما من رجل إلا وهو مدين لطفولته وما نشأ عليه:
وينشأ ناشئ الفتيان مـنا
على ما كان عـوَّده أبوه
- فمن أبوه؟ أبوه هو الشيخ الجليل الجواهرجي، كان يتعامل مع من يشتري الجواهر، ولعلي لا أذيع سراً إذا قلت مع الشيخ عبد الله السليمان خادم الملك عبد العزيز ووزير ماليته. أنا لا أتصور أن محمد حسن الفارسي وصل إلى المالية أو طالب بقرش، كان التعامل بينه وبين عبد الله السليمان شخصياً، وطَرأ أخيراً تبدل في من يبيع الجواهر، رأيت هذا وبين يديه عقد من الماس، الحبة به أكبر من الظفر الكبير، وسأل البائع ولعله كان من بلجيكا عن سعر ذلك العقد فأجاب أنه: (48.000) جنيه ذهب، وأنتم تعرفون مقدار ميزانية الدولة في تلك الأيام، إنها لا تتجاوز مبلغ 850.000.000 ريال، واشترى الرجل العقد بـ 48.000 جنيه ذهباً، ثم ذهب ليبيعه لمن يشتريه من هؤلاء أو أولئك بأكثر من 90.000 جنيه ذهباً. الفارسي الجواهرجي ما كان يفعل ذلك، ما سمعت عن الفارسي والد محمد سعيد أنه قدم رشوة إلى أحد، فإذا البركة ينعم الله بها عليه، ولْيَخْشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً لم يكن صمود محمد سعيد فارسي أمام الحدث وأمام المهمة إلا برعاية الله، وبركة الله من التربية الحسنة والأخلاق المتزنة.
- أما قصة السفير، فلمحمد سعيد فارسي فضل الصمود، ولكن لقيمة الدولة التي لا يزعجها فعل هذا السفير، وكنا في وقت ما ننزعج من كلام السفير، ولكن والشهادة أقولها لله ولا أضن بها على الملك فهد وإنما أرسلها رحمةً من الله إلى فيصل بن عبد العزيز، فهو الذي قطع دابر هذه الاحتجاجات.
- إذن مكانة الدولة عرفها محمد سعيد فارسي، فكان الصمود منه لينفذ القانون ولا يعبأ بالتهديد؛ هذا كلام يجب أن أقوله، تحدثتم عن الخَلْق، فالحديث عن الخُلُق أن محمد سعيد صاحب خلق نشأ عليه، لا تحسبوني أستجديه أو أتحلى أمامه أو أقوم بأداء ما بيني وبينه من قرابة وصلة رحم، فما أكثر القرابة بيني وبينه بعضها ثقيل إلى حد أن بيني وبينه محرماً، فتاة هو محرم عليها وأنا محرم عليها. أي قرابة أكبر من ذلك؟ ولكن أقسم بالله أنني أثني على هذا الرجل لا بداعي القرابة ولا بصلة الرحم وإنما بما أداه لهذا البلد، ولكن بعضنا قتلة النجاح، والحمد لله قد كبر محمد سعيد من أن يكون بقرة تكثر السكاكين عليها. والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :913  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 184 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج