| يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ الإسْفَافِ واللَّغَبِ |
| فَالعُمْرُ يُطْوَى كما طيٌّ مِنَ الكُتُبِ |
| وَاسْتَلْهِمي الطُّهْرَ بِالإِيمَانِ في رَحَبٍ |
| فَنِعْمَتِ النَّفْسُ ما حَادَتْ عَنِ اللَّعِبِ |
| كَفَاكِ يَا نَفْسُ مَا أَفْرَطْتِ لاهِيَةً |
| عَبْرَ المَتَاهَاتِ في لَهْوٍ وَفي طَرَبِ |
| اسْتَنهِضي العَزْمَ إِذَلالاً لِمُوبقَةٍ |
|
((فَاللَّهُ)) أَدْرَى بِمَا تُخْفِينَ في الجُنُبِ |
| عَسَاكِ يَا نَفْسُ إِنْ عَادَتْ بَصِيرتُكِ |
| تَسْتَنْشِقِينَ عَبِيرَ الطُّهْرِ في الهُدُبِ |
|
((فَاللَّهُ)) يَعْلمُ مَا تُخْفِينَهُ أَزَلاً |
| إِذَا ارْتَكَبْتِ خَفِيَّ الإِثْمِ وَالكَذِبِ |
| أَحْرَى بِكِ اليَوْمَ أَنْ تُبْدي مُيَمِّمَةً |
| نَحْوَ الفَضِيلَةِ في عَلْيَائِهَا الأَرِبِ |
| مَنْ يُلْجِمِ النَّفْسَ يَنْجُ مِنْ مَثَالِبْها |
| فَمَا تَجِيشُ بِنَزْعِ الشَّرِّ وَالوَصَبِ |
| فَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ لمْ تَرْعَهُ قِيَمُ |
| تَشِيبُ مِنْهُ ذُؤَابَاتٌ عَلى الوَجَبِ |
| يَا مُفْرِطَ التِّيهِ في دُنْيَاكَ مُنْصَرِفاً |
| هَلاَّ عَقَلْتَ جِمَاحَ الظَّعْنِ في رَغَبِ؟ |
| أَبْلَيْتَ عُمْرَكَ رَكْضاً عَبْرَ زَائِفَةٍ |
| أنْهَتْ إِليْكَ بِذُلِّ الخَطْوِ وَالتَّعَبِ |
| مَا أَجْدَرَ اليَوْمَ أَنْ تَرْسو بِشَاطِئِهَا! |
| وَأَنْ تَعَفَّ عَنِ التَّجْدِيفِ.. في الصَّخَبِ |
|
((فَاللَّهُ)) يَقْبَلُ عَوْدَ العَبْدِ يَطْلُبُهُ |
| غَفْرَ الذُّنُوبِ وَمَا يُخْفِيهِ مِنْ نَحَبِ |
| رَبَّاهُ إنّي فَقِيرٌ ليسَ لِي أَمَلٌ |
| إِلاَّ لدَيْكَ يُوَافيني مِنَ الطَّلَبِ |
| أَنَخْتُ رَحْلي بِشَطِّ الجُودِ مُرْتَجِياً |
| صَفْحَ الذُّنوبِ فَكَمْ أَسْرَفْتُ في الثَّلَبِ! |
| مَا جَاءَ بَابَكَ عَبْدٌ يَرْتَجي أَمَلاً |
| إِلاَّ وكُنْتَ لِما يَرْجُوهُ عَنْ كَثَبِ |
| بَلِّغْ مُنَاجِيكَ يَا رَبَّاهُ مَأْمَلَهُ |
| فَقَدْ أَتَاكَ بِقَلْبٍ حَلَّ في الْكُرَبِ |