ويبقى النخلُ مفترعاً |
يباهي الشمسَ والقمرا |
ودون ظلاله شجرٌ |
صغيرٌ يختفي سِتْرا |
يمد غصونَه عبثاً |
يطالُ الرطبَ والثمرا |
يعيش حياتَه وجلاً |
ينزُّ الجبنَ ـ والخَوَرا |
يعاني الذلَّ مرتضياً |
ويعلنُ طوعَه جهرا |
بلا أملٍ يحركه |
يَشُلُّ الخوفَ.. والحذرا |
وصهوُ المجد يطلبُه |
قويٌّ يَركبُ الخطرا |
ويحلُم أنه وَعْدٌ |
على الباغينَ مُنْتَصِرَا |
يصول بعزمهِ أسداً |
يثيرُ الرعبَ والذُّعْرا |
يُصَوِّرُ في رجولتِهِ |
عفافَ النفسِ مقتدرا |
ويرسمُ للِحْجَى أملاً |
بعيدَ الشأْوِ مَنْتَظَرا |
نرَاه في زَكانَتِهِ |
يديمُ الفِكرَ والنظرا |
يعافُ الشَّيْنَ في خُلُقٍ |
كريمٍ عَزَّ مُزْدَهِرَا |
إذا ما جَلَّهُ أمرٌ |
كبيرٌ حَكَّمَ ـ الفِكْرَا |
وشاورَ صحبَه طلباً |
ليلقى منهمو ـ الأزْرا |
يفيضُ برأْيه قَبَساً |
مضيئاً يشبهُ البَدْرا |
أصيلٌ في أُرومَتِهِ |
كريمُ النَّبْتِ مؤتزرا |
عزيزكم ترى فيه |
غياثاً للذي ـ دُحِرَا |
وشهمٌ في مروءَتِهِ |
يواسي الكُلَّ مُبْتَدِرَا |
تراهُ سيداً يعلو |
على الهاماتِ إن حَضَرَا |
وإنْ ما غابَ تَذْكُرُهُ |
خصائِلُهُ بِمَنْ نَذَرَا |
يداوي وَخْزَ مكلومٍ |
ويأنفُ أن يرى الكدرا |
فتلكَ خصالُه شَمَمٌ |
وحَزْمٌ يبلغُ ـ الوَطَرَا |
يروِّضُ نفسَه دوماً |
على التَّبْصِيرِ ـ مُعْتَبِرَا |
بأخلاقٍ مُشَعْشِعَةٍ |
تُضِيءُ مَجَاهِلَ الصَّحْرَا |
ويُزجي من دَمَاثَتِهِ |
حَصِيفَ الرأْيِ مُبْتَكَرَا |
بليغٌ في خَطَابَتِهِ |
يجِيدُ النثرَ والشعرا |
تَفيضُ بعقلهِ حكمٌ |
كنهرٍ دافقِ المَجْرَى |
يجافي حِسُّهُ زللاً |
على الأخْدَانِ أو ضَرَرَا |
خلائِقُهُ مُشَبَّعَةٌ |
بنبلٍ يُقْتَفَى أَثراً |
رقيقُ الحِسِّ تُؤْلمُهُ |
دموعُ الطِّفْلَةِ الحَيْرَى |
يقومُ الليلَ مجتلياً |
يناجي ربَّهُ سِرَّا |
بقلبٍ ملؤُهُ شَغَفٌ |
يزيلُ الحقدَ.. والغَرَرَا |
نزيهٌ ليس يَنْقُصُهُ |
مِنَ الأَوْصَافِ مَا ذُكِرَا |