| وإذا لاذَ إِليكَ.. المتعبُ |
| وجدَ الدِّفْءَ الذي لا ينضبُ |
| ظامئاً.. كالصيفِ جَيَّاشَ الحنانْ |
| شطُّكَ المطروحُ ـ برٌّ وأَمَانْ |
| أيها الليلُّ ـ القديمُ المتجددْ |
| أيها الليلُ ـ الطريفُ المتجعدْ |
| أيها الليلُ ـ الصفيُّ ـ المتبدلْ |
| أيها الليلُ ـ القويُّ ـ المترهلْ! |
| كم مضى في راحتيكَ ـ الموغِلونْ! |
| وبدوْا ظلاً.. ورسماً وشجونْ! |
| أنتَ يا ليلُ ـ رفيقُ الغرباءْ |
| وسميرُ الهمسِ إنْ ندَّ الصفاءْ |
| صمتُكَ الحالمُ ـ يُغري بالأَمَلْ! |
| ويذيبُ السأْمَ فينا.. والمللْ! |
| أيها الليلُ.. حَذَارِ من غدي |
| أَن أرى حلميَ.. مشلولَ.. اليدِ! |
| وأنا الإنسانُ ذو النبضِ الرهيفْ! |
| غالني الإعتامُ والجوُّ ـ المخيفْ |
| أكتوي بالسَّقْطِ في جُنْحِ الظلامْ |
| فأُواري السَّوْءَ عزًّا.. واحتشامْ |
| أنتَ يا ليلُ.. فنارُ الضائعينْ |
| وشراعٌ ـ لنجاةِ.. الخائفينْ |
| تنشرُ الإحساسَ ظلاً وادعا |
| وتنيرُ الأفقَ نجماً.. ساطعا |
| ليتَ أَنَّا أيها الليلُ الصَّموتْ! |
| نجلدُ الأحباطَ سوطاً والسكوتْ |
| فيكَ يا ليلُ ـ مَرَاحٌ ـ واكتئابْ |
| واجْتِلاَءٌ.. وصَفَاءٌ وارتِيَابْ |
| فَامْلأِ النفسَ بحبٍّ.. سرمدي |
| يطبعُ الخيرَ.. وِشَاماً في يدي |
| فَأَرَى الأطيافَ ـ حولي سهَّدَا |
| يتناثرنَ عبيراً من نَدَى! |
| شَفَّهُنَّ الوجدُ ـ للصوتِ الرخيمْ |
| واختلاجُ الشَّوْقِ في النَّبْضِ السقيمْ |
| ترسمُ الشَّطَّ ـ بساطاً من زهورْ |
| والرَّوابي الخضرُ.. جذلى في حُبُورْ |
| وربيعُ العمرِ.. وهَّاجُ.. السنا |
| يملأُ الأجواءَ.. عطراً.. سوسنا |
| يطعنُ الخفضَ ـ وذلَّ الانكسارْ |
| يمقتُ الإِقْعَاءَ فينا.. والصَّغَارْ |
| ويرينا النُّورَ شَفَّافَ.. الإِباءْ |
| في نفوسٍ أَدْمَنَتْ لعْكَ الرِّياءْ |