نَحْنُ الأَسْيَادُ لَنا الصَّدْرُ |
هِمَمٌ قَعْسَاءُ.. وَلاَ فَخْرُ |
سَفَهٌ في قَوْلٍ.. مَمْجُوجِ |
أَصْفَاهُ دُعَاةُ.. التَّهْرِيجِ |
تَارِيخُ الحَاضِرِ.. لا يُغْفَلْ |
كَمْ ضَحِكَ النَّاسُ لِمَا نَجْهَلْ؟ |
لاَ نَبْضَ لدَيْنَا أَوْ حِسُّ |
نَجْتَرُّ مَرَارَةَ مَنْ يَقْسُو |
عُبْدَاناً صِرْنَا لِلأَقْوَى |
نقْعَى لِلْحَاوِي وَمَا يَهْوَى |
نَحْنُ الجُهَلاءُ وَلاَ نُدْرِكْ |
مَعْنَى الإِسْقَاطِ لِمَنْ يَأْفِكْ |
جَعَلوا الإِرْهَابَ بِأَيْدِينَا |
يَا وَيْحَ مَسَارٍ بُرْدِيَنا! |
يَا ضَيْعَةَ حَقِّ الأَجْدَادِ |
في غَفْلَةِ لَهْوِ الأَوْلاَدِ |
تَارِيخٌ يَعْبَقُ في الغَابِرْ |
وَيَسِفُّ وَيَسْقُطُ في الحَاضِرْ |
شَادَ الأَبَاءُ لنا مَجْدَا |
فَهَدَمْنَا الصَّرْحَ المُمْتَدَا |
مَلأَ الأَجْدَادُ بِمَا عَلِموا |
أَفَاقَ العِلْمِ وَمَا بَرِمُوا |
صَرْحاً لِلْعِلْمِ أَقَامُوهُ |
بِالبَحْثِ المُتْقَنِ شَادُوهُ |
فَتَحوا الأَمْصَارَ بِهِمَّتِهِمْ |
وَبِنُورٍ شَعَّ.. بِمُهْجَتِهِمْ |
يَا ضَيْعَةَ مَاضي الأَجْدَادِ |
في سَقْطَةِ وَخْزِ الأَحْقَادِ! |
اللَّيْلُ المُظْلِمُ يَأْسُرُنَا |
يَشْتَدُّ ظَلاَماً.. يَحْجُرُنَا |
دِينُ الإسْلاَمِ لَنا أَلَقُ |
في كُلِّ شِعَابٍ يَنْطَلِقُ |
يَدْعو لِلْسَّلْمِ وَلِلْخَيْرِ |
في غَيْرِ جَفَاءٍ.. أَوْ ضُرِّ |
أَمَلٌ بِالعَزْمَةِ نَفْدِيهِ |
وَنَجُبُّ الخِزْيَ وَمَا فِيهِ |
وَالعُرْبُ عَبِيدُ الأَسْيَادِ |
يَخْشَوْنَ عَصَاةَ الجَلاَّدِ |
أَبَداً يَمْضُونِ بلاَ عَهْدِ |
صُمٌّ أَمْوَاتٌ.. في لَحْدِ |
لاَ عَهْدَ لدَيْهِمْ أَوْ ذِمَّهْ |
وَأَدُوا مَا كَانَ مِنَ الهِمَّهْ |
يَا وَصْمَةَ عَارٍ تَلْحَقُنَا! |
تُزْري بِالعُرْبِ وَتَمْحَقُنَا |
أَوَليسَ الحَقُّ لهُ قِيَمُ؟ |
فَعَلاَمَ الذِلَّةُ وَالسَّأَمُ؟ |
شَمْسُ الأَحْرَارِ غَداً تُشْرِقْ |
ثَأْراً لِلظُّلْمِ.. وَمَا يُطْبِقْ |
مَا غَابَ عَنِ العَيْنِ ((الدُّرَّهْ))
|
سَتَعودُ ((فِلِسْطِينٌ)) حُرَّهْ |
صَوْتُ الشُّهَدَاءِ يُنَادِينَا |
مَا جَفَّ الدَّمُّ بِأَرْضِيَنا |
سَيَثُورُ كَبُرْكَانٍ غَاضِبْ |
يَجْتَثُّ الخَائِنَ وَالكَاذِبْ |
وَيُعِيدُ البَسْمَةَ لِلأُمِّ |
مِنْ بَعْدِ الكُرْبَةِ وَالغَمِّ |
حَتْماً سَتَعُودُ ((فِلِسْطِينُ))
|
وَيَعُودُ ((القُدْسُ)) المَحْزُونُ |
بِسَوَاعِدِ أَجْيَالٍ تُقْبِلْ |
تَجْتَزُّ البَغْيَ.. وَلاَ تُمْهِلْ |
((شَارُونُ)) يُحَقِّقُ أَغْرَاضَهْ |
وَيُشِيعُ الفِسْقَ وَأَمْرَاضَهْ |
وَالعُرْبُ فُؤَادٌ مَكْتُومُ |
يَغْشَاهُمْ خَوْفٌ مَوْسُومُ |
يَا وَصْمَةَ عَارٍ في الهَامِ |
نَخْشَى مِنْ ذُلِّ الأَقْزَامِ |
فَغَداً أَبْنَاءُ الأَحْفَادِ |
يَبْنُونَ المَجْدَ بِإِعْدَادِ |
لاَ خَوْفَ يُزَلْزِلُ وَحْدَتَهُمْ |
وَيُكَمِّمُ صَيْحَةَ وَثْبَتِهِمْ |
شُهَدَاءُ الأَقْصَى.. أَحْيَاءُ |
لاَ يَنْزِفُ دَمْعٌ وَدِمَاءُ |
مِنْ دُونِ الثَّأْرِ مِنَ العَادي |
في يَوْمِ حَصَادِ الأَوْغَادِ |
قَسَماً ((باللَّهِ)) الخَلاَّقِ |
نُورٌ قَدْ شَعَّ بِأَعْمَاقي |
مَا عُدْتُ أُمَالِقُ مَنْ جَبُنُوا |
دَرْءً لِلشَّرِّ.. إِذَا وَهَنُوا |
مَنْ يَقْرَأْ تَارِيخَ العَرَبِ |
في الوَقْتِ الحَاضِرِ عَنْ كَثَبِ |
حَتْماً يَزْدَادُ.. مِنَ الغُصَصِ |
مِنْ رَمَدِ العَيْنِ وَمِنْ رَمَصِ |
تَارِيخٌ مَهْزُوزُ الصُّورَهْ |
يُعْنَى ((بالغنْوَةِ))
((وَالكُورَهْ))
|
يَمْضي في رَكْبِ الأَعْدَاءِ |
كَقَطِيعٍ ضَلَّ بِصَحْرَاءِ |
يَخْشَى مِنْ ذِئْبٍ مَسْعُورِ |
فَيَبِيتُ كَطِفْلٍ مَذْعورِ |
وَغَداً يَمْقُتُنَا الأَبْنَاءُ |
إِنْ ذَبَّ عَنِ السَّاحِ نِسَاءُ |
وَمَضَى الأَطْفَالُ إِلى السَّاحِ |
في عِزَّةِ نَفْسٍ.. وَجِمَاحِ |
يُلْقُونَ حَصَاةً كَالنَّارِ |
في وَجْهِ عَدُوٍّ غَدَّارِ |
يَا خَسْأَةَ مَوْتِ الإِحْسَاسِ |
في ظُلْمَةِ ليْلٍ.. وَكَّاسِ |
يَجْتَزُّ العَزْمَةَ وَالهِمَمَا |
وَيَدُوسَ الهَيْبَةَ وَالشَّمَمَا |
فَمَتَى يَا عُرْبُ.. سَنَلْتَحِمُ؟ |
وَنُواري العَارَ وَنَقْتَحِمُ؟ |
وَنَصِيخُ لِصَوْتِ الإِيمَانِ |
في وَثْبَةِ عَزْمِ الشُّجْعَانِ |
لِنُعيدَ كَرَامَاتٍ سُلِبَتْ |
وَنَصُونَ نُفُوساً قَدْ صَلِيَتْ |
وَنُعِدَّ لِسَحْقِ الطُّغْيَانِ |
وَنَثُورَ كَثَوْرَةِ بُرْكَانِ؟ |
يُلْقي بِالنَّارِ وَبِاللَّهَبِ |
في وَجْهِ عَدُوٍّ.. مُغْتَصِبِ |
فَتَعُودَ البَسْمَةُ.. في الثَّغْرِ |
في يَوْمِ النَّصْرِ المُنْتَظَرِ |
رَغِمَتْ ((صُهيُونُ)) المُغْتَرَّهْ |
سَتَعودُ ((فِلِسْطينٌ)) حُرَّهْ |
وَيعُودُ العُرْبُ إِلى السَّاحِ |
في غَمْرَةِ صَحْوٍ وَكِفَاحِ |
مِنْ بَعْدِ صَفَاءِ الأَحْوَالِ |
وَرُكُوبِ صِعَابِ الآمَالِ |
تسْمو بِالدِّينِ وَبِالهِمَّهْ |
وَتُزِيحُ الكَدْمَةَ وَالغُمَّهْ |
وَتَصُولُ صَيَالَ الأَبْطَالِ |
قَوْلاً تُذْكِيهِ بِأَفْعَالِ |
وَتُشِيعُ الحُبَّ.. وَتُهْدِيهِ |
لِجِميعِ النَّاسِ وَتُسْدِيهِ |
مِنْ غَيْرِ شُرُوطٍ.. لِلسِّلْمِ |
تُمْلَى بِالقَسْرِ وَبِالظُّلْمِ |
فَالْحُبُّ صَفَاءٌ.. لِلْعَيْشِ |
مِنْ دُونِ هَوَانٍ.. أَوْ بَطْشِ |
حَتْماً سَتَعودُ أَمَانِيَنَا |
وَيَعُودُ الأَمْرُ بِأَيْدِيَنَا |
مَا دَامَ الحَقُّ لهُ قِيَمُ |
سَتَعُودُ الهَيْبَةُ.. وَالشَّمَمُ |