شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكريات (1)
إلى فضيلة الأستاذ المربي العلامة الجليل الشيخ عثمان الصالح أطال الله عمره وأمتع بحياته وأدبه.
وبعد فقد طالعت ببالغ التقدير والإكبار المقال القيّم الذي حبرته براعة أديبنا الكبير ونشرته جريدة الجزيرة الغراء في عدد يوم الجمعة الموافق للسابع من شهر رجب، بعنوان (تعقيب على ضيف الجزيرة أحمد العربي) ذلك المقال الذي أضفيتم فيه على محبكم ما أنتم أهله من الثناء العاطر الجميل كما نوهتم ببعض مواقفي المتواضعة تنويهاً كاد يسجل كل خطوة في مسيرة حياتي التربوية في إيجاز وبلاغة ونبل ووفاء. وقد استطاع أديبنا الألمعي أن يستثير بين جوانحي ذكريات عزيزة كاد طول العهد بها وصروف الزمن ينسج عليها غلالة من النسيان بعد أن احتواها القلب في أعماقه واختزنها إختزان الجوهر الثمين المدخر للوقت المناسب.
وإنه ليطيب لي أن اقتبس من تلك الذكريات موقفين أنوه بهما فيما يلي:
الموقف الأول زيارتي لمعهد الأنجال وتفقدي لفصوله وطلابه وأساتذته الأفاضل ودراسته بصحبة مديره آنذاك الأستاذ الصالح المربي الفاضل تلك الزيارة التي كان لها أعظم الموقع وأحسن الأثر في نفس لما شاهدته فيه من نظام وحسن إدارة وتطور في مناهجه وفي أساليب التربية والتعليم فيه. وبحق وجدارة أصبح ذلك المعهد بفضل حكمه وحزم وكفاية وإخلاص مديره المفضال معهداً نموذجياً في طليعة المعاهد الراقية في وطننا الحبيب، وصرحاً من صروح المعرفة والثقافة في قلب الجزيرة العربية.
أما الموقف الثاني فهو زيارتي للمدرسة الأهلية في عنيزة في معية صقر الجزيرة وبطلها المرحوم جلالة الملك عبد العزيز وبصحبة طلابي من أصحاب الأمراء، زيارتي لتلك المدرسة الرائدة في منطقة القصيم التي كان لها في نفسي أطيب الأثر وأحسن الذكرى ومن حقها علي أن أنوه بها وبأستاذها المربي الفاضل الشيخ صالح الناصر الصالح تغمده الله برحمته الواسعة وأحسن جزاءه على ما بذله من جهود موفقة في حقل التربية والتعليم. ولا أحسب أستاذنا عثمان الصالح إلا فرع تلك الدوحة السامقة والشجرة الطيبة بارك الله فيه وأمتع بحياته وعلمه وأدبه، وأبقاه منهلاً زاخراً بالأدب والمعرفة، ومناراً يهتدي به السالكون في مدارج الفضيلة ومكارم الأخلاق.
ملحوظة: إشارة إلى بعض قصائدي وآثاري الأدبية والتربوية التي أحسنتم الظن بها واقترحتم جمعها وطبعها أشكركم أولاً على حسن ظنكم ونبل قصدكم، وأخبركم ثانياً بأن سيادة الابن الكريم الأستاذ عبد العزيز الرفاعي منذ إصداره كتيب الإمام الشافعي في سلسلة مكتبته الأثيرة عند محبيه والمعجبين بأدبه وفضله، منذ ذلك التاريخ وهو يطالبني بجمع قصائدي وأن يتولى أمر طبعها وإصدارها بارك الله فيه وفي جهوده الموفقة في خدمة الأدب والمعرفة، وقد أنتزع مني وعداً بتليبة طلبه، ولسوء الحظ لم يسعفني نشاطي حتى الآن بتلبية طلبه وإنجاز وعدي وأرجو الآن وقد انضم صوتكم الجهير إلى صوته وكانت وجهة نظري إلى آثاري الأدبية والتربوية وسوء ظني بها ينهزم أمام وجهة نظركم التي لها وزنها وقيمتها الأدبية، أرجو أن استمد من هذا التنويه والتشجيع نشاطاً يساعدني على تحقيق رغبتكم العزيزة ورغبة أمثالكم من الأخوان الأفاضل والأبناء الكرام وأسأل الله التوفيق والعون.
وأخيراً أرجو غض النظر عن رداءة الخط وركاكة التعبير وعن كثرة الأخطاء ومحاولتي إصلاحها، كما أرجو معذرتي في استدراكي الآتي:
لقد أبت ذاكرتي الواهية إلا أن تنتصر على فقدان أول ما فكرت في كتابة رسالتي هذه أن أزجي لكم جزيل شكري وتقديري لحفاوتكم بي وتكريمكم لي التي تجلت في تفضلكم بزياراتي المرة تلو المرة في منزل الابن محمد وفي المستشفى التخصص وأخيراً في دارة الابن نزار كما تجلت في دعواتكم المتكررة إلى منزلكم العامر بكل ما يمتع الروح والعقل ويغذي جميع الحواس بما لذ وطاب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 112
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.