أهلاً بأعلامِ الحجيج ومرحباً |
بسراته ووفودهِ الأبرارِ |
وعلى الرحابةِ والكرامةِ حلكم |
في مهبطِ التنزيلِ والأنوارِ |
هذا الحجازً تهللت أرجاؤه |
بوفودِكم وافترَّ كالنّوارِ |
ومشى الشباب مردداً أصداء |
أمته ووحي شعوره الفوار |
وهل الشباب سوى عواطف أمة |
وشعور شعب مرهف الأوتار |
وهل الشباب من البلاد سوى الفؤا |
د، النابض الوئاب بالأوطار |
فإذا لحجاز أناب عنه شبابه |
فلأنه رمز الشعور الساري |
وإذا نشيد فباسمه وإذا نحّـ |
ـي حفلكم فبوحيه الزخّار |
* * * |
والفضل في إيقاظ تلك الروح للـ |
ـملك العظيم العاهل المغوار |
عبد العزيز عماد نهضتنا مجـ |
ـدّد مجد يعرب في أجلّ إطار |
لله طلعة عهده الزّاهي لقد |
أضفت على التاريخ أي فخار |
وبحسبه عنوان مجد باهر |
أقطاب هذا الموسم البهّار |
ومحافل تزهو بأعلام الحجـ |
ـيج العاملين لوحدة الأقطار |
يتصافح الشّرقي والغربي فـ |
ـي أكناف خير أخوّة وجوار |
* * * |
أعْظِمْ بما في الحج من حكمٍ وما |
في شرعة الإسلام من أسرارِ |
ناهيك تلك الوحدةِ الكبرى التي |
انتظمتْ وفود الحج كالأسوارِ |
الكلُّ إخوانٌ وهل في الملةِ الغـ |
راءِ مثل أخوةِ الإيثارِ |
الكلُّ إخوانٌ ولكن أينَ مَنْ |
يرعَى حقوقَ الأخوةِ الأبرارِ؟! |
يا ليت شعري هل دنا فجر الإخـ |
ـاء ولاح حقاً لائح الأسفار |
في الجو بارقة ولكن ومضها |
مذق من الأمال والأخطار |
والفوزُ كل الفوزِ في أن نقتفي |
هَدْي الكتابِ وسنة المختارِ |
* * * |
ومن المشاهِدِ ما يثيرُ الذكريا |
تِ الحافزاتِ وأبلغَ التذكارِ |
هذا الحجازُ تأملوا صفحاتِه |
سِفْرُ الخلودِ ومعهد الآثارِ |
في كل سطر من سطور سجله |
عبر تفيض بأروع الأسرار |
ومواقف لم يشهدِ التاريخ مثـ |
ـل جلالها في أمجدِ الأطوارِ |
جثمتْ على تلك الأباطحِ والهضا |
بِ وأشرقتْ ترنو إلى الأقدارِ |
ومضتْ تقصُّ على العصور حديثَها |
والقومُ في لهوٍ وفي إدبارِ |
ثبَتتْ على رغم الحوادثِ والخطو |
بِ تعيدُ سيرةَ مجدِها المنهارِ |
وتهيبُ بالهمم الأبيّةِ أَن تهب |
لبعث كنز تراثنا المتواري |
* * * |
هذا حراء سائلوه يجيبكم |
فلعلّه سفرٌ من الأسفارِ |
واستلهموه مواقف الوحي التي |
شعَّ الهُدى منها إلى الأقطارِ |
وسلوه ماذا قد اقل من البطولة |
والحجا أكرِمْ به مِنْ غارِ |
أخلق بغار حراء أن يزهى على الأ |
يوان والأهرام والآثار |
كم بين صاحبه وبين بناتها |
من فارق أربى على الأقدار |
شتان بين محرر الإنسان والمسـ |
ـتعبدين سلائل الأحرار |
* * * |
الله أكبر ما أجلّ صحائف السـ |
ـفر الحفيل بسيرةِ المختارِ |
ما أروعَ الذكرى تطيفُ بنا هنا |
لمحمد وصحابه الأخيار |
في مثلِ ليلتنا وفي تلك الموا |
قفِ من منى وحيال هذي الدارِ |
وقف ابن عبد الله يملي عهده |
ويهِيب بالنقبَاءِ والأنصارِ |
أنْ ينصروا دينَ الإله ويمنعوا |
أشياعَه من سَطْوة الكفارِ |
ما كان أعظمه وأنبل موقفِ |
الأنصار منه بذلك المضمارِ |
للهِ قالتهم لقد زانوا بها |
فرق الزمان وهام كل فخارِ |
خذ يا رسولَ الله ما أحببت من |
عهدِ وما أحببتِ من إيثارِ |
ولنمنعك بالنفوس وبالنفيـ |
ـس ونفتديك مصارع الأخطارِ |
* * * |
الله أكبر يا له من موقفٍ |
يوحي إلى الأحفادِ خيرَ شعارِ |
لله همة أحمد ما كان أعـ |
ـلاها وهمة صحبه الأبرارِ |
لم يثنِ عزمَ محمد خذلانُ معـ |
شرهِ وإلب خصومه الأشرارِ |
فمضى إلى الهدفِ العظيمِ بهمةٍ |
وعزيمةٍ كالصارمِ البتارِ |
وكذلك النفس الكبيرة لا تني |
أو ترتقِي أسمى ذرى الأوطارِ |
* * * |
هذا هو النهجُ الذي قد سنّهُ |
فينا الرسولُ وذاك خيرُ شعارِ |
أفيستضيء المسلمونَ بشعلةٍ |
وهاجةٍ من هذه الأنوارِ؟ |
مهلاً سراةَ المسلمينَ خواطر |
جاشتْ بِهنَّ جوائشُ التذكارِ |
ولعلَّكم أدرى بها ولعلَّكم |
أهدى لما فيها من الأسرارِ |
ولنِعْمَ ما تسدون للإسلام أن |
تجلوا مناقبَ هذه الآثارِ |
ولكم من الأجيال ما ترضون من |
شكرٍ ومن حمدٍ ومن إكبارِ |