شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكرى الهجرة (1)
أعظم بذكرى شدا باليمن شاديها
فرجعت شدوه الدنيا وما فيها
ولاح فجر الهدى الوضّاح مؤتلقا
فانجاب من حالك الأحقاب داجيها
ذكرى تمثل في أطيافها مثل
من البطولة في أسنى مجاليها
تصارع الحق فيها رغم قلتّه
بعصبة الباطل المزهو حاميها
فلم تكن غير جولات أُديل بها
للحق من فئة ضّلت مراميها
تآمرت بالأمين المصطفى سفهاً
وبيّتت قتله بغياً بناديها
فما ونت في سبيل الحق همته
ولم يبال قريشاً في تحدّيها
* * *
وهاجر الوطن المحبوب محتملاً
مخاطراً دآن بالإيمان عاصيها
مضى يشق طريق النصر منتضياً
عزيمة تتحدّى ما يلاقيها
مضى وصاحبه الصدّيق تكلؤه
عناية باء بالخذلان شانيها
وهكذا من يرم إصلاح أمته
يبذل أعز نفيس في ترقيها
* * *
سلوا به غار ثور فهو ينبئكم
عن البطولة في أسمى مرائيها
فكم ثوى فيه من نبل ومن كرم
ومن شمائل غرّبات يحويها
مواقف يتجلى في مشاهدها
سر الرسالة والإيمان حاديها
قف حولها ساعة وارقب حوادثها
تشهد فصولاً تناهت في تساميها
انظر عيون قريش حول مكمنه
في لحظة يذهل الأبطال عاديها
هل زعزعت من ثبات المصطفى فثنت
من عزمة في سبيل اللَّه يزجيها
أم كان كالطود جأشاَ رابضاً ومضى
بهمّة فذةٍ لا شيء يثنيها
أجل فها هو ذا يسدي لصاحبه
أسمى للشجاعة في رفق يؤدّيها
يقول: لا تحزن ، واللَّه ثالثنا
وهل تخاف نفوس وهو راعيها؟
فلا يني الصاحب الصديق يكلؤه
ويبذل النفس في نفس يفدّيها
* * *
أعظم به موقفاً تملي مشاهده
مُثل البطولة في أسمى أماليها
عليه من رونق الإيمان أبّهة
ومن رواء الهُدى معنى يساميها
وفيه من روعة الإيثار أمثلة
ومن جلال الفدا نور يغشيها
مواقف تبعث الإعجاب تتبعها
مواقف ملء برديها معاليها
فها هو المصطفى يمضي لعزمته
يطوي الفدافد لا يخشى عواديها
وتلك يثرب قد رقّت بشائرها
تكاد ترقص من بشر نواديها
خفّت ترحب بالهادي مواكبها
في مهرجان شدت فيه شواديها
واستقبلت خير خلق الله قاطبة
وخير عهد تجلى بين واديها
* * *
فأصبحت منذ ذاك اليوم عاصمة الإ
سلام تزهى على الدّنيا مغانيها
وأصبحت بعد ما عاناه خزرجها
والأوس من فتن لجّت دياجيها
رمز السلام وعنوان الأخوة والإ
يثار أرض في الدنيا تدانيها
** *
ولم يكد يركز الإسلام رايته
فيها ويخفق لواه في أعاليها
حتى مشى النصر قدماً في كتائبها
يغزو الممالك دانيها وقاصيها
يقيم فيها صروح الدين شامخة
وينشر العدل سمحاً في نواحيها
ويبتني أسساً للعلم يَحرسها
سور من الخلق الزاكي ويحميها
والعلم والخلق أبهى درّةٍ سطعت
في تاج تاريخنا، لا درّ يحاكيها
* * *
مفاخر أطرق التاريخ هامته
لها ودانت بها الأمجاد تنويها
وهجرة أثلت للدين عزته الـ
ـقعساً ووجهت التاريخ توجيها
قامت بها دُعُم للحق سامقة
ودولة سادت الدّنيا ومن فيها
فليس بدعاً إذا الفاروق خلدّها
بدءاً لتاريخنا الزّاهي بها تيها
للَّه درُّ أبي حفص فإن له
مآثراً هذه إحدى أواسيها
أقامها علماً يوحي لأمته
آي البطولة في أسمى معانيها
يجدد العزم فيها للجهاد كما
يبني لها السؤدد الزّاكي ويعليها
فهل أفدنا بهذا الدّرس موعظة؟
وهل نحقق للذكرى مراميها؟
وهل نجدد حقاً عزم أمتنا
بأن تسير على منهاج ماضيها؟
إن كان هذا فقد دانت لأمتنا
آمالها الغرّ وانقادت أمانيها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :615  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 34 من 112
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.