فيم الشعوب تردد التحنانا |
وعلام تذرف دمعها الهتّانا؟ |
ما بالها تتنفس الصعداء والـ |
ـبرحاء والآلام والأشجانا؟ |
أربت على الثكلى ولبّت ثاكلاً فالـ |
ـشرق لم يفتأ يدل كيانا |
هذي الحضارة قد أضاءت أفقه |
وتبوأت عرشاً يجلّ مكانا |
وتربع العرفان خير أريكة |
ونما الصروح وشيّد الأركانا |
مهلاً عذول الشرق في تحنانه |
إن المصاب ليصدع الصفوانا |
أن الرّزية في الشعور لواجب الـ |
ـوطن المقدّس كارث أعيانا |
نعم استهمنا بيد أن سهامنا |
طاشت عن الهدف الذي استهوانا |
الكل يهتف باسم قصد واحد |
ومن العجاب نؤمّه وحدانا |
ونؤسس الأحزاب شتّى في البـ |
ـلاد وكلها يصم الرصيف هوانا |
أسفاً وما أسفي بناقع غلة |
قد خاب في مأمولنا مسعانا |
يا أمة الشرق النجيب دعو الونى |
لايقتني العلياء من يتوانا |
وذرو الشقاق فإنما هو رائد الـ |
ـفشل الذي يستأصل البنيانا |
وذرو التنابذ والتخالف والتنا |
فس والهوى والحظ والشنأنا |
ثم اشرأبوا نحو تالد مجدكم |
واسعو الحثيث تجاهه سرعانا |
متكافين تكاتف الصنوين قـ |
ـد غدّاهما طيب النجار لبانا |
يا أمة الشرق استجيبوا داعي الأ |
وطان واحتفّوا به أعوانا |
طال الوقوف على شفير طلابنا |
فأدلوا إليه فديتكم أشطانا |
واستشعروا الإخلاص والدّثروا له |
صدق الوئام وناوؤا الخذلانا |
وتدرّعوا درع الثبات واقدموا |
إقدام ليث يزدري الفرسانا |
وتوشحوا بيض الفعّال وجاهدوا |
بجهاد ثبت يقحم النيرانا |
إن الرجال حياتها في ذكرها |
والذكر بالأعمال كان مصانا |
أعظم بهاتيك الحياة حيات من |
ضحوا النفوس وخلّدوا الذكرانا |
وإذا ذكرت الخالدين مفاخراً فـ |
ـاجعل دمشق لفخرهم عنوانا |
واستشهد التاريخ عن وقفاتهم |
يملي عليك من السداد بيانا |
عن معشر أنفوا الخضوع لغاشم |
يستام أنفسهم أذى وهوانا |
ثارو مثار الرعد سلّ صواعقاً |
بقواصف لا تألف الأجفانا |
هبوا هبوب العاصفات فبدّدوا |
شمل العدو وأثخنوه طعانا |
خاضوا معامعها كماة وأنثنوا |
يفرون من أشلائها العصبانا |
حي البطولة والحماس بجُلّق
(2)
|
والشيب والشبان والولدنا |
والآنسات الضّامدات جراحهم |
الرّاويات صداهم الحرانا |
يا آل "أطرش"
(3)
، أسمعت صرخاتكم |
صمّ الصخور وفتّحت آذانا |
قلدتموا جيد الزمان مآثرا |
أمسى بهن يكاثر الأزمانا |
فوعت كرامتكم صحائف سؤدد |
تطوي العصور وتنشر الشكرانا |
يا أمّة العرب الغطارفة الأولى |
هزّوا العروش وزلزلو ا التيجانا |
أين التراث؟ تراث آباء كرا |
م أكسبونا عزّة ومكانا |
أين الإباء؟ والنجدة القعساء هل؟ |
غيرتموا يا قومنا الأبدانا؟ |
هلا استفزكموا الشآم شقيقكم؟ |
ورجاله من دوّخوا العدوانا |
عار على العرب الأباة إذا دعوا |
ألاّ يلبّوا في الوغى ميدانا |
عار علينا أن نغادر إخوة |
منّا يعانون الشقا أفنانا |
عار علينا أن نغادر للمصائـ |
ـب والرّزايا إخوة أخدانا |
حق علينا أن نعضد بالنّفو |
س وبالنفيس الإخوة الإخوانا |
ونشنّ في الأعداء أسحق غارة |
شعواء لا نبقي لهم وجدانا |
كيما نؤدي واجباً ملقى على |
أعناقنا ونوفي الأوطانا |