اللَّه أكبر ماذا انتاب نادينا |
وروع الصحب واستدرى مآقينا |
وأضرم النار في أحشائنا شجناً |
وكاد لولا بقايا الصبر يردينا |
كأننا لم نكن بالأمس في كنف |
من السعادة والنعمى تناجينا |
وطالع اليمن مقرون بطالعنا |
والسعد يرمل في أرجاء نادينا |
والشعر يخطر في ثوبي نضارته |
وينثر البشر طلقاً في مغانينا |
ونحن نحسب أن النصر حالفنا |
على النوى والمنى باتت تواتينا |
وما درينا بأن البين عن كثب |
منا تحفزه ذكرى تشفينا |
حتى رأينا النوى أمست تجرعنا |
كؤوسها وسهام البين تصمينا |
أفديه من نازح ما كان أنبله |
وما أجل مقاماً حله فينا |
هو الوفي فلا خلّ يماثله |
وهو الخليل الذي براً يوافينا |
وكم له مننا أسدت فواضلها |
شمائل بصفات الحمد تضرينا |
أبا هشام إذا شط المزار بنا |
فأذن لطيفك عن يعد يوافينا |
فرب زورة طيف أنعشت دنفاً |
وكم له من يد عند المحبينا |
أبا هشام
(2)
لئن أزمعت فرقتنا |
فسوف تبقى لنا الذكرى تعزينا |
وأن عهداً مضى بالسعد متشحاً |
لا شيء عنه من الإعلان يغنينا |
يأيها النازح الميمون طالعه |
لازال طالعك الميمون ميمونا |
وحاطك السعد في كهل وفي صغير |
ولا برحت بحفظ اللَّه مقرونا |