شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
علي بن السيد عبد القادر حافظ (1)
ولد السيد علي سنة 1327هـ الموافق 1908م في المدينة المنورة وحفظ القرآن الكريم وواصل دراسته في المسجد النبوي (الجامعة الإسلامية) آنذاك وحصل على إجازة التدريس. وأساتذته أصحاب الفضيلة الشيخ إبراهيم بري والشيخ محمد الطيب الأنصاري والشيخ عبد القادر الشلبي والسيد أحمد صقر والشيخ محمد زاهد والشريف محمد العربي رحمهم الله.
* * *
بدأ حياته العملية كاتباً بالمحكمة الشرعية سنة 1344هـ وفي سنة 1349هـ عين رئيساً لكتّاب المحكمة، ثم عيّن مديراً لفرع الزراعة في المدينة المنورة وذلك سنة 1368هـ وفي سنة 1374هـ انصرف لأعماله الخاصة في رئاسة تحرير جريدة المدينة المنورة ورأس المجلس البلدي عدة سنوات، وفي سنة 1380هـ عين رئيساً لبلدية المدينة وظل حتى سنة 1385هـ ثم تفرغ لأعماله الخاصة.
اختير عضواً في الوفود التي مثلت مدن الحجاز في عهد الملك عبد العزيز رحمه الله وعمل كثيراً في الهيئات واللجان الإدارية والثقافية والقضائية وزار بدعوة رسمية باكستان والعراق والهند وقام برحلات لمعظم البلاد العربية والأوروبية والأميركية والإفريقية والشرق الأقصى.
أنشأ مع أخيه عثمان حافظ مطبعة وجريدة المدينة في المدينة سنة 1356هـ وتولى رئاسة تحريرها من سنة 1371هـ إلى 1382هـ ومارس الكتابة في الصحف والمجلات وساهم في معالجة كثير من المشكلات العامة على منبر الصحافة، وفي سنة 1365هـ أسس مع أخيه عثمان حافظ مدرسة الصحراء بالمسيجيد وهي أول مدرسة في البادية.
وفي سنة 83هـ أسس مع أخيه عثمان حافظ شركة المدينة للطباعة والنشر بجدة، متزوج وله تسعة أولاد منهم ثلاث بنات.
له من المؤلفات كتاب (فصول من تاريخ المدينة) وتاريخ التوسعة السعودية للمسجد النبوي ـ مخطوط، وكتاب تمور ونخيل المدينة ـ مخطوط، وديوان شعر تحت الطبع. (انتهى ما كتبه في آخر صفحة من كتابه فصول من تاريخ المدينة المنورة).
تبدأ صداقتي بالسيد علي عندما كنت وإياه نقرأ كتاب (تنوير الأبصار) بعد المغرب علي سيخنا الشيخ عبد القادر الشلبي رحمه الله ثم توطدت صداقتنا بالمحكمة الشرعية فقد كنت وكيلاً في قضية إخراج حجة تملك وكنت غير ملم بالقضايا فواجهته بالمحكمة وذكرت له عن قضيتي فلم يكن منه إلا أن حرر لي مسودة عريضة وإنهاء وقال لي: بيضهما. وكتبتهما بخطي فقدمها للقاضي يومئذ السيد زكي البرزنجي رحمه الله. وفي اليوم الثاني قررت لي جلسة لدى القاضي فطلب مني شاهدي الإثبات فأحضرتهما وبعد تعديلهما حرر لي صكاً بتملك موكلي.
ولما لم يكن لي حق تعاطي الوكالات إلا بإجازة رسمية عملت على تحصيل تلك الإجازة وقدمت عريضة بطلبها للمحكمة فعين السيد زكي، لجنة برئاسته وعضوية عالمين ومدرسين بالحرم وهما الشيخ عبد الرؤوف عبد الباقي المصري والشيخ صالح الزغيبي المدرس والإمام بالمسجد النبوي، فاجتمعت اللجنة في اليوم المقرر فحضرت وأحضرت معي شهاداتي المدرسية والشهادة العالمية التي نلتها من الهند وبعد فحض الشهادات المذكورة اكتفت اللجنة بها بدون فحص أو اختبار كما كان المنتظر منها وطلبت من السيد علي باعتبار أنه رئيس كتاب المحكمة وعضو في اللجنة تحرير الشهادة فحررها السيد علي وطلب مني تبييضها بخط جميل فذهبت بها لشيخنا الشلبي فأمر ابنه محمد سعيد أن يكتبها وهي لدي اليوم بنفسها مختومة بإمضاء وختم قاضي المدينة ومعاونه الشيخ عبد الحفيظ كردي وختمي الشيخين صالح الزغيبي وعبد الرؤوف عبد الباقي وتوقيع السيد علي حافظ ثم رفعت الشهادة لرئيس هيئة التمييز رئيس القضاة الشيخ عبد الله بن حسن وختمت بأختام الرئيس واللجنة. هذا ولم يبق اليوم من لجنة المدينة وهيئة التمييز إلا الشيخ محمد نور كتبي والسيد علي وهما أصغر أعضاء الهيئتين سناً.
بعد إحالة السيد زكي للتقاعد وتأهيل الشيخ محمد نور في قضاء المحكمة جيء بالشيخ عبد الله بن زاحم رئيساً للمحكمة ومعه الشيخ عبد العزيز بن صالح وأربعة من الكتبة وصادف على ما أذكره وفاة الشيخ عبد الحفيظ كردي، وعرض على السيد علي، أن يعين قاضياً عضواً في قضاء المحكمة فلبى وانصرف سنة 1374هـ ـ كما قال ـ لأعماله الخاصة وقلت له فيما بعد: لم يا سيد لم تقبل القضاء بعد عرضه عليك؟ قال: لا أحب أن يكون نصف الناس أعداء لي. قلت له كيف؟ قال أفلا تذكر قول ابن الوردي في قصيدته الحكيمة:
إن نصف الناس أعداء لمن
ولي الأحكام هذا إن عدل
قلت: صحيح ولك العذر.
ولما أنشأ هو وأخوه عثمان جريدة المدينة سنة 1356هـ كنت أزور السيد عثمان في المطبعة فأجد الأخوين يعملان بكد في تجهيز الجريدة، فكنت أكبر عملهما ومكثا طيلة أربع سنوات حتى سنة 1360هـ فوقعت الحرب العالمية الثانية وتوقف ورود الورق وتوقفت الجريدة عن الصدور، ولما انتهت الحرب سنة 1364هـ رجعت الجريدة للظهور وانصرف لأعماله الخاصة في الجريدة ثم ترأس المجلس البلدي عدة سنوات، وفي سنة 1380هـ عين رئيساً لبلدية المدينة وظل فيها حتى سنة 1385هـ ثم تفرغ لأعماله الخاصة.
هذا ولقد كان السيد علي في رئاسة البلدية مثالاً للموظف القدير فكان بابه مفتوحاً لكل طالب ويجيب كل طالب على طلبه هاشاً باسماً. وأذكر وإن لم يذكر هو في قائمة أعماله موضوع افتتاح شارع الساحة فله الفضل الأكبر فيه حيث أصبح الجائي من المناخة ينظر إلى المسجد النبوي وهذا ما كان أراده فخري باشا أيام ولايته على المدينة على أن يجعل الشارع العيني هو الذي يتصل من باب العنبرية إلى المسجد وأشار بالهدميات لهذا الغرض، كما كان يريد أن يكون اتساع ما بين المسجد والبيوت خمسمائة متر من الجهات الأربع.
كما لم يذكر السيد من أعماله الأخرى أمر توزيع المكنات على الفلاحين والمزارعين بالمدينة بدفع نصف القيمة مقدماً والباقي على قسطين.. إني كنت فلاحاً ببستاني النصَيِري الكائن بالعوالي وذهبت للسيد علي في مكتب التوزيع وطلبت مكنة سحب صغيرة ودفعت نصف القيمة فلم يكن منه إلا أن سلمني المكنة في الحال وكانت ماركة (لستر) وركبتها على البئر في اليوم الثاني فاندفع الماء بقوة أضعاف ما كان قبلئذ.
إن السيد علي لم يذكر في قائمة أعماله بعض جلائل الأعمال التي قام بها مع أخيه عثمان وأهمها بل وفي مقدمتها اقتراح الجريدة توسعة الحرم النبوي الشريف لازدحامه زمن الموسم، وقدما الاقتراح لجلالة الملك عبد العزيز رحمه الله في الجريدة فأرجأ الطلب إلى ما بعد موسم الحج بعد موافقته عليه مبدئياً، وبعد الموسم صدر أمره الكريم للمعلم محمد بن لادن رحمه الله بعمل التوسعة المشار إليها فقام المعلم بذلك بمساعدة مدير المشروع الشيخ صالح قزاز وبدأ العمل من سنة 1370هـ وانتهت العمارة والتوسعة عام 1375هـ.
ومن أهم أعماله مع أخيه أيضاً إنشاء مدرسة الصحراء بالمسيجيد وهي أول مدرسة أقيمت في البادية في العهد السعودي، وعمل الأخوان في إدارتها حوالي خمس عشرة سنة حتى أسلماها للمعارف لإدارتها ضمن المدارس التي أنشأتها في البوادي وقد افتتحاها بـ 11 طالباً وسلماها وفيها 500 طالب.
قال في ترجمة حياته أن له تسعة أولاد: منهم ثلاث بنات وستة أولاد، وأكبرهم شرف وهشام ومحمد وعبد الفتاح وإبراهيم وسعود وأحد أبنائه محمد علي نال دبلوم الصحافة من مصر وهشام حافظ وعبد الفتاح وإبراهيم تخرجوا من كلية التجارة في الاقتصاد. ويكتب الأخوان محمد وهشام مقالات قيّمة في النقد والإصلاح الاجتماعي كما يكتب والدهما في الجريدة أيضاً. وكم أنا معجب بالسيد محمد علي، لنقده الهادف، وأصغر أولاده سعود وهو وإبراهيم مبتعثان لأمريكا لنيل الماجستير.
وقد كنت تلقيت من السيد عثمان حافظ جواباً أحتفظ به ذكرني بالزمان الماضي الذي جمعتني به الأيام وصديق الطرفين السيد أحمد العربي، فأجبته بدوري بجواب أرق من جوابه.. ثم إني مرضت بداء القلق الذي اعتراني مدة طويلة قاسيت فيها آلاماً نفسية قاسية وقد شُفيت منه بحمد الله حيث قال لي الطبيب النفساني الذي كان يعالجني في بيروت: إن شفائي بيدي بأن أعمل بفكري وقلمي ولذا قمت الآن بعد السبعين بمزاولة الكتابة وإن كنت لا أنقطع من التحرير في مجلة المنهل، هذا كل ما أعلمه عن الصديق والسيد علي، وإن هي إلا لمحة من لمحات ترجمة حياته أحياه الله الحياة الطيبة.
وكان لما كتبه السيد علي من كلمة الإهداء لوالديه الحبيبين في كتابه فصول من تاريخ المدينة المنورة أثر في نفسي فلقد هزّ مشاعري ورقرق الدمع من عيني تلك الكلمة التي يخاطب بها والديه: إلى شجرة الفل التي لم تشبع من النظر إليها ولا من أريج طيبهما وإلى القمرين اللذين كنا نرى بضوئهما ونسير بنورهما الوهاج، إلى اللذين ترعرعنا في كنفهما وسعدنا بدعائهما، إليهما إلى أبويه الكريمين السيد عبد القادر والسيدة فاطمة صادق السعيد.
لقد كانت والدتهما المذكورة من فضليات ونساء عصرها وكانت محبوبة بين نساء جيلها وكانت صديقة لأخت أم أولادي خديجة بنت محمد رؤوف طاهر وأذكر فيما أذكر أن خديجة ذهبت إليها بقماش فستان الزفاف لتخيطه لها فلم يكن منها إلا أن خاطته بليل ووضعت عليه نجوماً من الفضة إكراماً لصديقتها ولأختها الصغيرة. فقلت في نفسي لو كانت والدتي حية يومئذ لكتبت لها كلمة إهداء بدوري لكني قد عشت بعد موتها لدى جدتي لأمي، وأنا أذكر قبل وفاتها وكانت حبيبة إلى قلبي كاسمها (حبيبة). اللَّهُمَّ ارحم والدي أخوي، علي وعثمان ووالدي رحمة واسعة وأدخلهم جنة الخلد.
هذا ولم أعثر للسيد علي على شعر إلا ما أقرأ أحياناً في الصحف وما رأيته في مجلة المنهل لشهري المحرم وصفر سنة 1396هـ يحيي فيها مجلة المنهل في شخص منشئها الأستاذ عبد القدوس الأنصاري حيث أكملت الأربعين سنة وعسى أن تبلغ الخمسين في حياة الأنصاري والقصيدة هي هذه:
يا فارس الحرف والآداب والقلم
ومنهل العلم والأخلاق والحكم
بززت كل قرين في مسابقة
وجزت كل مثيل سامق الهمم
تطور كل عام في مسيرته
وقفزة كل شهر من على القمم
مجلة كلما مرت بها حقب
تألقت في دنا العلياء والكلم
قلبتها فشممت العطر منبثقاً
من حسنها، ورأيت النور للظلم
كأنها حين تجلى في غلائلها
عروس فجر بدت في شكل محتشم
تمشي إلى نصف قرن وهي باسمة
كأنها بنت عشرين بلا هرم
لا تعرف الضعف في خطواتها أبداً
ولا الخنوع ولا التدقيق بالقلم
تمشي على قمم الأحداث شامخة
كأنها طود مجد رافع العلم
العقل رائدها، والدين قائدها
والحق كلمتها من ناقد فهم
أحاطها حارس قد شاب مفرقه
في حبها وهواه جد مضطرم
رئيس تحريرها ينمي إلى فئة
أنصار خير رسول جاء للأمم
وهذه القصيدة يمتدح فيها بلدة الرياض ومن فيها ونشرت في مجلة المنهل. في شهر ربيع الثاني سنة 1390هـ.
حيّ الرياض وحيّ كل من فيها
واهتف لأعلامها واهتف لحاميها
وحيّ أقوام صدق ما نزلت بهم
إلاَّ وكنت عميد الدار راعيها
ترحيبهم ولقاهم لا نظير له
يقدمون لك الدنيا وما فيها
تضيء بالمجد والتكريم أوجههم
وبالندى والجدي والفضل أيديها
قحطان ضؤهم عدنان معدنهم
حماية الدين والآداب تعليها
فيها الملز أخى يزهو بجامعة
النور يسطع في شتى نواحيها
درعيّة المجد لم تحفل بقنبلةٍ
من الطغام ولم تأبه لراميها
وقبّة النور والعرفان قد رسمت
في أرضها وروابيها وواديها
رمز الفداء ورمز الصبّر مذ وجدت
أكرم بتاريخِها أكرم بماضيها
فرسان دخنة والبطحاء يعرفهم
فتح الرياض الذي أرسى مراسيها
وادي حنيفة حدث عن غطارفةٍ
تخطر في حصبائه تيها
في السلم مثل حمام الأيك تلمحهم
وفي الوغى كأسود الغاب تلفيها
وما المربع إلا قلعة سمقت
بها البطولات تنمو في روابيها
وهل طويق سوى طوق يضيء لما
في سفحه من معاني الخلد يرويها
مرابع ما رأت عيني لها شبهاً
ولا مثيلاً ولا شيئاً يضاهيها
رواية النصر للتاريخ تسطرها
وقصة الفتح والتخليد تحسيها
قد زرتها مع رفاقٍ قد فتنت بهم
منذ الطفولة في أجلى معانيَها
أبو نبيهِ ضياء حافظ بهم
طابت لقاءاتنا زانت نواديها
كم قد عمرنا بإحسان ومنقبةٍ
يا ليتنَا برحيق الشكر نسقيها
لا نستطيع ثناءً إنّ صنعكمو
كالغيث في الأرض يروي كل ما فيها
هي الرياض قلاع المجد ما برحت
لفيصل الفذ راعيها وحاميَها
(وهذه قصيدة نظمها لميلاد ريم عبد القادر حافظ):
ريم على القاع من أهل ومن وطن
قد حل في القلب والأحشاء من قدم
ما كان في الغيب كان اللَّه حافظه
غذّاه مما اشتهى في باطن الرحم
ويسر اللَّه لمّا حان مولده
فجاء باليسر والبشرى وبالنعم
حمداً لمولاي رب الناس كلهم
ميسر العسر ذي الأنعام والنعم
يا ريم أمك بالأخلاق قد كملت
وفي أبيك وثوب الليث من أجم
إذا افتقدت حناناً فأت نادية
وابن عثمان صقر المجد والكلم
ما كنت أعلم أن الشمس تطلع من
مرابع الصيد والقرطاس والقلم
حتى بدى وجه ريم باسماً مرحاً
أنواره في الدنا تعلو على القمم
كأنها المورد في لون وفي أرجٍ
فواحة العطر تشفي كل ذي ألم
سمّيتُ ريماً وليتا لو يشبهها
أن الغزال لها من أصغر الخدم
كبرتُ في أذنها فاعتلت يدها
بالشكر للَّه منشي الخلق من عدم
بُنّيتي ريم أوصي بالصلاة بها
سر النجاة وسر النجح في الأمم
فلا تفوتك يا ريماه في صبح
ولا مساءٍ ولا ظهر ولا عتمِ
لندن 18 ذي الحجة 18هـ نوفمبر 1978م ـ علي حافظ.
ونظم هذه القصيدة بمناسبة قدوم شهر ربيع الأول سنة 1356.
يا ربيع الوجود والأزمان
وشفاء القلوب والأبدان
أنت في الدهر بسمة تتوالى
كل عام في ثغر هذا الزمان
أنت رمز الخلود أنت خِضَمٌّ
فيه سفن النجاة للإنسانِ
أنت ينبوع كل عدل وعلم
أنت سر الإيمان والإحسانِ
يا ربيعاً أتى بمولد طه
خيره عم سائر البلدانِ
بين تلك الزاد وغار حراء
عند ثور وتلكم الوديانِ
في قريش وهاشم وقصيِّ
ولؤي وفي بني عدنانِ
سطع النور وانجلى المسك وانجا
ب ضلال ملوث الأردانِ
وتداعت معالم الشرك والظلم
وكل الأصنام والأوثانِ
ذاك كسرى يضيق ذرعاً
خائر العزم فاقد الأعوانِ
وهرقل يرنو إلى الحق ذكره
عنه تثنيه طغمة الشطانِ
لم تصنهم قلاعهم وحصون
وجيوش وعدّة لطعانِ
حطمتهم طلائع الحق بالعدل
وجيش السلام والإيمانِ
وحد اللَّه في البسيطة قوم
وحدتهم مبادىء القرآنِ
اقتفوا الصادق الأمين فعادوا
دار عزٍّ مدعم الأركانِ
كل ما كان من وئام وعدل
وهناءٍ ورفعة وأمانِ
وجهاد وعزة وفتوحٍ
وعلوم تجوب كل مكانِ
فبهدي الرسول خير نبيّ
زف للخلق أكمل الأديانِ
من يحدْ عن هداه ظلّ عن الرشد
زيغاً إلى مقرّ الهوانِ
يا حماة السلام في الشرق والغرب
وأهل التوحيد والعرفانِ
خيراً يقيكم وثبة البغي والبطر
وشر الطغاة والعدوان
أن تؤبوا الهدى أحمد حقًّا
ناصر الحق قامع الطغيانِ
صلوات الإله والناس طرًّا
تتوالى عليه في كل آنِ
ومن أراد المزيد من شعر السيد علي حافظ فليطلبه من ديوانه الشعري الذي نوه السيد بأنه تحت الطبع في هذه السنة.
وقد عثرنا أخيراً بقصيدة للسيد علي جواباً لتحية عبد الله بالخير وهي كتحية وشكر له:
لقول الحق تنتسب انتسابا
وتطرق للحجى والمجد بابا
وبالخير الذي حزت المعالي
على كفيه تنساب انتسابا
عصامي شجاع عبقري
له المذياع لبّى فاستجابا
تسنم ذروة الإعلام لما
غدى يتحسس النهج الصوابا
وأول من تولى في بلادي
وزارته وجاز بها الصوابا
وكان نجاحه يدوي دوياً
ويقتحم الهضابا
جلالة الملك
تحدث حيث كنا في ندى
لملك عزّ أصلا واستطابا
سعودي المروءة مستهام
بفعل الخير أجراً واحتسابا
حبيب الشعب يسعد ويبني
من الأمجاد والنعمى قبابا
حبب الشعب قد سعدت قلوب
رأت في عدلك الأمل المجابا
وقد أبدى وليّ العهد حقاً
رضاءً كالسناء سما وطابا
وفهد في ذرى الأحداث يمضي
كمثل الليث يقدم لهن يهابا
وعند المعضلات ترى حكيماً
رزيناً عند شدتها مهابا
جزيت الخير شكراً
فغالبنا الحياة فما استطعنا
لصنع صنيع بالخير جوابا
وقد أهدى لنا الغرر الغوالي
بأطباق القصد وما أسترابا
وما كنا عهدنا من أناس
كمثل حديثه قولاً أصابا
أبا الخير الثناء يزف عنا
ويكشف عن مخبئنا النقابا
جزيت الخير شكراً من على
ومن سما ينسكب اسكابا
وصوت هشام يشدو كل خير
ولحن محمد رفع الحجابا
وليس الشكر يكفينا وإنا
لنعجز أن نوفيك الحسابا
لقد أسديت معروفاً لدينا
فلن ننساه شيباً أو شبابا
وله من قصيدة ترانيم العودة في رحاب الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وسلم:
آب الغريب إلى مرابعهِ
ومنتجع الجوانح والأملْ
إلى نداء الروح حيّ
على الصلاة على الكفاح على العملْ
فهنا امتزجت بأرض أجدادي
ودين نبّينا أسمى الرسلْ
في النور امرغ ناظري وغذيت
شهداً لفن من نبع الأزلْ
ومن قصيدة له بعنوان أشواق المدينة المنورة بعنوان فيا لهفي لطيبة واشتياقي نظمها سنة 1387:
سقاك اللَّه يا تلك المغاني
بطيبتنا فما أحلى رباها
وباكرك النسيم بكل عطر
يفوح شذى وينبع من رواهَا
فيا طيب المدينة كل شبر
يضيء بها ويرفل في سباها
ويا طيب المدينة كل نفس
تود لو أنها نالت رضاها
ويا طيب المدينة كل قلب
يحن لها ويخفق في لقاها
ويا طيب المقيل بسطح سلع
ويا طيب التنقل في رباها
وكم لي بالمناخة من لقاءٍ
تألق بالأحبة في سماها
خذوني للعوالي ثم عوجوا
بقربانٍ وما أشهى قباها
إلى ذاك النشير تشير نفسي
وفي الربعى لم ننسى بهاها
وكم بسوالة بتنا جميعاً
وديوان الصفية قد تلاها
وما تلك الطيوف سوى عيونٍ
بها تجري بنفسي في ثراها
ويا أحد الحلي وقتك نفسي
فقد آويت عند الهول طه
وفي أم الفواعي كم سمرنا
بندوتها تحن إلى فتاها
وتجمعنا الأصائل كل يوم
بربوتها لننعم في هواها
فيا لهفي لطيبة واشتياقي
نشأت بها وغدا لي لقاها
دعوني أمرغ الخدين فيها
فما فيها سوى طر حواها
دعوني ألثم الترب احتراماً
لما في الترب من نبل تناها
من الإيمان تربتها وفيها
محمد بالهدى والدين باها
هي البلد الذي آوى رسولاً
من المولى المهيمن في حماها
هي البلد الذي ضحى بنفسِ
ومال حين ضنّ بهم سواها
هي البلد الذي من رام خيراً
وهدى اللَّه أوغل في هداها
بها الأنصار أبطال أباة
حماة الدار إنْ عات أتاها
يريقون الدماء بلا دموع
إذا ما الحرب قد دارت رحاها
وجادوا بالنفوس بدون منّ
بخٍ لهمُو فقد بلغوا مناها
سبيل اللَّه دربهمو دواماً
وجهاد لا يجاري أو يضاها
أطاعوا أحمد الهادي وساروا
بإيمان على سنن مشاها
فلو وُزِنُوا بأهل الأرض طرًّا
لكانوا الراجحين بنصر طه
فطوبى للمدينة ثم طوبى
لمن نالوا الجوار بها وجاها
فهم بجوارهم شرفوا وزانوا
وهم بجوارهم كانوا شذاها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1998  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 109 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.