الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

الشيخ عمر بري

وبيضاء كالبلور شف أديمها

يكاد يرى ما في حشاها من السر

تقول وقد جردتها من ثيابها

وأبرزتها كالبدر من فلك الزر

وقبلتها ظهراً لبطن وتارة

يكون لها صدري وشاحاً على الصدر

أأبصرت عيباً في جمالي يشينه

وهل عاينت عيناك حسناً له وفر

فقلت معاذ الله أنت جمعت ما

تفرق في الدنيا من الحسن والبشر

ولكن أرى ما بين جنبيك شاهداً

يخبرني أن قد طبعت على الغدر

وقطعة أخرى له (خمرية):

ما للهموم سوى الصهباء من آسى

فاجمع بها شمل أفراحي وإيناسي

وهاتها ذوب ياقوت مشعشعة

في حامد الماء واسقيني وجلاسي

إن كنت لي راحماً قد حاكت علائله

يد السحابة من ورد على آسي

كأنما الكأس والساقي ومجلسنا

غصن يطوف على روحي بنبراسِ

كان تأثيرها بالعقل طلعة فن

أهواه فاجأني في مجمع الناس

كأنها إذ صفت في كأسها صفى

وأعتقها كرمي والذوق إحساسي

وللشيخ عمر بري مخمساً أبياتاً لجده عمر بن محمد الفتى البري:

الصبر من شأن أعجب ودأبه

والفتك من طبع الحبيب بصبه

صبراً على حر الغرام وحربه

يا محرقاً بالنار خد محبِّه

مهلاً فإن مدامعي تطفيه

ماذا أقول وسيف لحظك جارحي

واعتق كلّ وما لذا من شارحي

النار أهون من جوى بجوانحي

أحرق بها جسدي وكل جوارحي

واحرص على قلبي فإنك فيه

وسأله الشيخ عبد الحق رفاقت على هذا السؤال:

إذا ظهر الصدود من المفدى

وشحَّ على المحب بريق فيه

أيتركه ويسلو عن هواه

وإلا يستقيم ويرتضيه

فأجابه:

إذا ظهر الصدود وقد فهمنا

بأن القصد منه فرط تيه

ولا يلوي به إتلاف نفس

وإرضاء مخاطر غادريه

فإن الصبر أولى علّ يوماً

سيرضي بالتنازل عاشقيه

وإلا فالسلو له دواء

ويستبدل خليلاً يرتضيه

هذه نتف بسيطة من شعر الشيخ عمر إبراهيم بري وقصائده الطويلة موجودة كما أسلفت في الصحف، ولو كان لدي من الوقت لبحثت عنها ولكن الوقت كما تعلم ضيق وأنا على جناح السفر إلى روما مع العائلة عند الابن يعرب، فمعذرة وهذه القصائد تعطيك لوناً جديداً عن شاعرية الأستاذ البري.